على الرغم من محاولات الطمأنة التي تبثها الإدارة الأميركية لمواطنيها وحملات العلاقات العامة التي نظمت، والندوات والمؤتمرات التي عقدت حول فوائد الاتفاق النووي الذي وقعته الدول العظمى بقيادة الولايات المتحدة مع النظام الإيراني، إلا أن التخوف السائد وسط المواطنين الأميركيين في الوقت الحالي يؤكد أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى تمدد نفوذ طهران الإقليمي في المنطقة، وسوف يتسبب في إشعال شرارة سباق التسلح النووي في الجزء الأكثر خطورة في العالم. ويؤكد مراقبون أن الجزئية التي يمكن للمملكة أن تحقق منها فائدة قصوى ليس السعي إلى امتلاك هذا السلاح النووي، وإنما توظيف هذا الاتفاق مع إيران لخدمة المصالح الاستراتيجية المشتركة مع الولايات المتحدة بطريقتين، الأولى: حصول المملكة على ضمانات أمنية غير تقليدية، وليست مجرد تطمينات، توازي الضمانات التي يحصل عليها الحليفان التقليديان لواشنطن في المملكة، تركيا وإسرائيل، فإذا كانت الأخيرة تمتلك السلاح النووي بالفعل فإن تركيا دولة عضو في منظمة حلف شمال الأطلنطي، وهي بالتالي تستفيد من الضمانة الأمنية التي يوفرها الحلف، بما في ذلك المظلة النووية، وبالتالي لا حاجة لها لامتلاك السلاح النووي، فلا أقل من ذلك يمكن أن تقدم الولايات المتحدة هذه الضمانة لحليفها العربي التاريخي، المملكة العربية السعودية. كما تكمن الطريقة الثانية في مخاطبة العالم من أجل دعم الجهود التي تبذلها المملكة، لا سيما حقها الطبيعي في الحصول على برنامج للطاقة النووية السلمية، وأن تندمج المملكة في إطار شبكة حلف شمال الأطلنطي لمجابهة التحدي الإيراني الذي يتخذ اليوم موقفا قوميا، ما زال يبحث عن أمجاده الغاربة، ما من شأنه أن يعيد توزيع كل أوراق اللعب في الشرق الأوسط.
مشاركة :