تأجل وصول فريق أممي لمعاينة وتقييم خزان "صافر " النفطي العائم في البحر الأحمر، وسط مخاوف من وقوف الكارثة في أي لحظة. وخزان صافر النفطي عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب التي تبعد (170 كم) شرق صنعاء. وتوقفت عملية الضخ عبر الأنابيب من صافر التي تمتد على طول (438 كم) إلى الخزان وكذلك عملية التفريغ من الخزان مع بداية الحرب في أواخر 2014. ويحتوي الخزان حاليا على نحو مليون و140 ألف برميل من النفط الخام، وتوقفت عملية الصيانة له منذ العام 2015 ما تسبب بتآكل جسم الخزان. ويقع الخزان في منطقة "رأس عيسى" قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، تحت سيطرة جماعة الحوثي. وفي نوفمبر الماضي، قال الحوثيون إنهم وقعوا اتفاقا مع الأمم المتحدة بشأن تقييم وصيانة "خزان صافر"، وأكدت الأمم المتحدة حينها أنها سترسل فريق خبراء فنيين نهاية يناير الجاري أو بداية فبراير المقبل لتنفيذ المهمة. وأمس الخميس، اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، جماعة الحوثي بالتراجع عن الاتفاق مع الأمم المتحدة بشأن "خزان صافر". وقال معمر الإرياني وزير الإعلام، إن "ميليشيا الحوثي تراجعت من جديد عن اتفاق وقعته مع الأمم المتحدة بالسماح لفريق أممي بالصعود لناقلة النفط صافر وتقييم الوضع الفني بصيانتها أو تفريغ حمولتها التي تزيد عن مليون برميل نفط، والذي كان مقررا مطلع شهر فبراير القادم". وأعتبر الإرياني، أن تراجع جماعة الحوثي المتكرر عن التزاماتها "يؤكد اتخاذها ناقلة النفط صافر ملفا لابتزاز المجتمع الدولي والحصول على مكاسب سياسية دون اكتراث بالتحذيرات من المخاطر الكارثية .. بيئية واقتصادية وإنسانية .. التي قد تنجم عن تسرب أو غرق أو انفجار الناقلة". وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بـ"موقف واضح من مراوغة ميليشيا الحوثي، وممارسة ضغوط حقيقية عليها لمنع حدوث كارثة وشيكة". لكن جماعة الحوثي قالت إن الأمم المتحدة تقدمت بطلبات خارج الاتفاق، كما اشترطت الجماعة ضمنيا "عدم وجود أي صلة للفريق الفني بواشنطن". وقال القيادي في الجماعة حسين العزي، والمعين نائبا لوزير الخارجية، في حكومة صنعاء (غير معترف بها) " إن الأمم المتحدة مع الأسف تقدمت إلينا بطلبات إضافية خارج الاتفاق وبعيداً عن إطار العمل المتفق عليه والموقع من الطرفين بشأن سفينة صافر". وأضاف العزي لوسائل إعلام رسمية للجماعة، "أبلغنا الأمم المتحدة بضرورة احترام الاتفاقات خاصة ومطالبهم الجديدة تتصل بعلاقتهم المالية مع شركات التأمين ونحن ننأى بأنفسنا عن التورط فيما لا يعنينا". وأعتبر العزي "أن التأجيل المستمر وتغيير مواعيد وصول الفريق الفني لسفينة صافر حدث ويحدث من قبل الأمم المتحدة على نحو أحادي .. مؤكدا بقوله :" نحن أثبتنا اهتمامنا وحرصنا الكبيرين". وأشار المسؤول الحوثي، إلى أنه "وفي ظل تطورات الموقف العدائي الأمريكي تجاه الشعب اليمني نبذل حالياً جهوداً حثيثة للتأكد من عدم وجود أي صلة مشبوهة تربط الفريق بواشنطن". وصنفت الخارجية الأمريكية في 11 يناير الجاري، جماعة الحوثي في اليمن والتي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني ذات الكثافة السكانية "منظمة إرهابية أجنبية". وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت في نوفمبر الماضي، أنها تلقت موافقة من الحوثيين على مقترحات الأمم المتحدة بشأن إرسال بعثة خبراء للناقلة النفطية صافر، وأكدت حينها بأنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يصل الفريق والمعدّات إلى الموقع في أواخر يناير الجاري أو أوائل فبراير المقبل". لكن الأمم المتحدة أعلنت، أمس الأول (الأربعاء) ، تأخر وصول الفريق، وقالت إن الفريق الفني يتوقع أن يصل مطلع مارس المقبل، لكنها قلقة بشأن العديد من "القضايا اللوجستية" التي لا تزال معلقة. وقال ستيفان دوجريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة تبذل قصارى الجهد بغية الالتزام بهذا الجدول الزمني (مطلع مارس) من أجل تنفيذ المهمة. وأكد دوجريك، أنه تم إبلاغ الحوثيين عن قلق الأمم المتحدة بشأن العديد من "القضايا اللوجستية" التي لا تزال معلقة. وأشار دوجريك إلى أنهم، بحاجة ماسة إلى حل هذه المشاكل في الأيام المقبلة لتجنب حصول مزيد من التأخير. وحذر باحث يمني من استمرار تأجيل وصول الفريق الأممي، وسط احتمالية انفجار "خزان صافر" المتهالك ووقوع الكارثة في أي لحظة. وقال الباحث الاقتصادي اليمني عبد الواحد العوبلي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) الحوثيون مستمرون في خلق المشاكل وإبقاء الباخرة كما أنهم يستخدموها فزاعة للداخل وتهديد للمحيط الإقليمي والدولي، هذا ما يحدث منذ سنوات. وأضاف، بعد شهور طويلة من التأجيل تم الاتفاق في نوفمبر الماضي على إرسال فريق فني في مهمة التقييم الأولي للباخرة إلا أن السماح للفريق الأممي تم تأجيله مجددا.. والنتيجة "بقاء التهديد واحتمالية وقوع الكارثة في أي لحظة". وواصل العوبلي قائلا: "حتى وأن تمت عملية زيارة الفريق، فالحاجة ليست للزيارة والمعاينة أو حتى الصيانة لأن الباخرة خرجت فعليا عن الخدمة.. الضرورة الملحة الآن لإفراغ الباخرة أو وقطرها إلى أقرب ميناء جاف فيه ورشة متخصصة للتعامل مع المشكلة بطريقة أمنة. وأشار الباحث العوبلي إلى أن المؤشرات تؤكد عدم استعداد الحوثيين لحل المشكلة وتفريغ الباخرة، لأن ذلك يعني فقدانهم سلاحا يهددون به اليمنيين والعالم، ويفرضون من خلاله شروطهم العسكرية والسياسية. ويخوض الحوثيون منذ ست سنوات نزاعا دمويا مع القوات الحكومية، وخلف النزاع تدهورا حادا في كافة مناحي الحياة في اليمن.
مشاركة :