قلة قليلة حافظت على استخراج خيوط الحرير من يرقات دودة القز، في ظل تراجع الإهتمام بهذه الحرفة عالميًا و محليًا. وفي ظل تلك التحديات يسعى شباب إحدى القرى الحدودية التي تقع بين محافظتي البحيرة و اسكندرية،و تابعة لمركز كفر الدوار، بالعمل ليلًا ونهلا لمحاربة البطالة من خلال الحفاظ على تراث صناعة الحرير الطبيعي من الاندثار. ويوضح عوض ربيع عوض أحد عمال حرفة استخراج خيوط الحرير بنجع عون، أن العمل في مجال إنتاج الحرير من الأنشطة الاقتصادية الزراعية الصناعية التي لا غني عنها في إعداد العديد من الصناعات الهامة بالإضافة إلى تحقق عائدًا مجزيًا لدولة المصرية. اقرأ أيضا :- عاشق الورد من ليبيا إلى مصر يروي أسرار الغربة و الزراعة في المنازل بالبحيرة ويضيف "عوض"، أن العمل في مشروعات إنتاج الحرير يتيح فرص عمل للشباب والأسر المنتجة والمرأة الريفية، لإقامة مشروعات صغيرة بهدف زيادة عدد المربين من جهة وزيادة الإنتاج وتحسين جودته من جهة أخرى. ويتابع "عوض"، أن نجع عون من أهم القرى التي تصدر السجاد اليدوي إلى الدول العربية والأوروبية، لذلك تعتمد اعتماد كامل في صناعة السجاد اليدوي على إنتاج خيوط الحرير الطبيعي بعد تجهيزه بالطرق المناسبة للإستخدام ، موضحًا :" نحتاج إلي مصانع لتجهيز خيوط الحرير ، مما يوفر فرص عمل لشباب القرية والقري المجاورة، يتم تدريبهم عمليا ونظريا ، حتى يتمكنوا على التعامل مع دود القز استخراج الحرير كي نستطيع الحفاظ على تراث تلك الصناعة من الاندثار مع مر الزمن ". ويشير "عوض"، أن صناعة الحرير تمر بمرحلتين رئيسيتين تتمثل الأولى في مرحلة زراعة أشجار التوت من أجل إنتاج وتربية ديدان القز بغرض إنتاج الحرير، كما تتمثل المرحلة الثانية في إنتاج البيض الذي يتحول إلى يرقات ثم ديدان تنتج الحرير الطبيعي. ويضيف" عوض"، أن يُصنع الحرير في مزارع تربية يرقات القَز، حيث تقوم اليرقات الناضجة بإفراز مادة من غُدتين ضخمتين بجانب عيناها، وهذه المادة عبارة عن ألياف طويلة مستمرة على شكل خيوط، تتصل مع بعضها بواسطة صمغ سيريسين تنتجه غدتين أخريين، حيث يصل طول الخيط الذي تلف اليرقة به نفسها ما يقارب (900) متر. ويشير إلى أن يتم وضع الشرنقات في الماء الساخن أو تعريضها لبخار ساخن ليتم قتل اليرقات بداخلها كي لاتتلف الخيوط، ثم تنتقل خيوط الحرير الخام مرحلة الغزل، حيث تزال هذه الطبقة بالماء والصابون تاركةً خيوط الحرير بشكل أملس ناعم ولامع لا يحتفظ بالتربة عليه. ويوضح أن يتم في بعض الأحيان تهجين دودة القز بجينات العنكبوت للحصول على خيوط متينة وأكثر قوّة، بالإضافة لتمتعه بمرونة عالية، لافتًا إلى أن الحرير المُنتج من دودة القز المُدجّنة بالعنكبوت أقوى وأكثر مرونة من الحرير الذي تنتجه دودة القز البريّة. يضيف "عوض"، أن الغذاء المفضّل لدودة القز أوراق نبات التوت، ويتم زراعته داخل مزارع في القرية، بالإضافة التغذية على أوراق أشجار البرتقال مضيفا أن لدينا العديد من المشروعات التى تقوم على الحرير مثل السجاد اليدوي، والنسيج.
مشاركة :