الاتحاد الأوروبي يتراجع عن تهديده تقييد صادرات اللقاح ومنظمة الصحة تحذر من نزعة قومية

  • 1/30/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وتواصل جائحة كوفيد-19 تفشيها في أنحاء العالم وتقترب حصيلتها من 2,2 مليون وفاة، وفيما تتنازع دول غنية على الإمدادات المحدودة للقاحات تبرز مخاوف من عدم حصول الدول الأكثر فقرا على الجرعات قبل فترة طويلة. وقالت شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية إنها قادرة على تسليم جزء صغير من جرعات اللقاحات التي وعدت بها للاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب مشكلات في الانتاج، لكن الجانبين يطالبان بالإيفاء بالوعود. وهدد الاتحاد الأوروبي بتقييد صادرات اللقاحات إلى إيرلندا الشمالية بتعليق بند من اتفاق بريكست مع بريطانيا، يسمح بالتدفق الحر للسلع عبر الحدود الإيرلندية، لكنه تراجع عن موقفه بعدما عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "قلقه البالغ". وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية في بيان في ساعة متأخرة الجمعة إن المفوضية "ستعمل على ضمان أن لا يتأثر بروتوكول إيرلندا/إيرلندا الشمالية". وجاء ذلك بعدما نشر الاتحاد الأوروبي نسخة منقحة لعقده مع أسترازينيكا، بموازاة الإعلان عن آلية من شأنها الحؤول دون تصدير لقاحات مصنعة على أراضيه. وأصبح لقاح أسترازينيكا الجمعة ثالث لقاح يحصل على موافقة الاتحاد الأوروبي بعد لقاحي فايز/بيونتيك وموديرنا، لكن هيمن عليه الخلاف الدبلوماسي. وكتبت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في تغريدة لدى الإعلان عن الترخيص "أتوقع أن تقوم الشركة (أسترازينيكا) بتسليم الـ 400 مليون جرعة بحسب الاتفاق". وتسدد مشكلة الإمدادات ضربة كبيرة لعمليات نشر اللقاحات المتعثرة أساسا في أوروبا.نزعة قومية في اللقاحات سلط الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الضوء على تداعيات نقص الإمدادات على برامج التطعيم الواسعة، حتى في دول غنية. وتتصاعد المخاوف من أن دول العالم المتطورة تستأثر باللقاحات على حساب الدول الأكثر فقرا. وحذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة من "النزعة القومية في اللقاحات" قائلا إن هناك "خطرا حقيقيا في أن الأدوات نفسها التي من شأنها المساعدة في القضاء على الوباء -- اللقاحات -- قد تفاقم" انعدام المساواة على مستوى العالم. والآن فقط بدأت أجزاء من إفريقيا وآسيا في تأمين لقاحات ونشرها.لماذا يصعب صنع اللقاحات وتوفيرها بالكميات المطلوبة؟جونسون يعرب لزعيمة الاتحاد الأوروبي عن "قلقه البالغ" حيال صادرات اللقاح لجنة تفتيش أوروبية داخل مصنع لقاحات ببلجيكا للتحقق من أسباب تاخير توزيع لقاح أسترازينيكا ويتزامن التهافت العالمي على الجرعات مع معطيات مقلقة عن نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب أكثر من 101 مليون شخص في أنحاء العالم. ويعتقد أن النسخ التي ظهرت أولا في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، معدية أكثر. ويشعر العلماء بالقلق من أن النسخة الجنوب إفريقية قد لا تتجاوب مع بعض اللقاحات، ما يمثل عقبة كبيرة في الجهود الدولية لدحر كوفيد-19 من خلال حملات التطعيم الواسعة. وأظهرت بيانات جديدة الخميس والجمعة نسبة فعالية تبلغ 89 بالمئة و66 بالمئة للقاحي نوفافاكس وجونسون أند جونسون. لكن فيما أظهر لقاح نوفافاكس فعالية كبيرة ضد النسخة المتحورة البريطانية، كانت فعالية اللقاحين أقل ضد النسخة الجنوب إفريقية. ويواصل خبراء منظمة الصحة العالمية مهمتهم التي تتابع عن كثب السبت في ووهان بالصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى أواخر 2019. ويأملون الكشف عن مزيد من الأدلة بشأن مصادر الوباء. وزار الفريق مستشفى جينينتان، الذي استقبل أول حالات الإصابة بالفيروس.أخبار متفائلة من أستراليا وفيما لا تزال عمليات نشر اللقاحات في مراحلها المبكرة، لا يزال فرض قيود على التنقل من بين الخيارات القليلة المطروحة أمام الحكومات لوقف تفشي كوفيد-19. وفاقم تزايد عدد الإصابات عبء أنظمة الرعاية الصحية حتى في دول غنية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، فيما حذر رئيس موزمبيق فيليب نيوسي من أن المستشفيات في منطقة إفريقيا الجنوبية "تقترب بسرعة من قدرتها الاستيعابية". ومشيرة إلى مخاوف متعلقة بالنسخ المتحورة الجديدة، أعلنت ألمانيا الجمعة حظر الدخول عبر البر والبحر والجو من دول تشهد تفشيا واسعا للنسخ المتحورة اعتبارا من السبت، فيما أعلنت كندا عن فرض حجر صحي في الفنادق على جميع الواصلين إلى أراضيها. وأعلنت فرنسا إغلاق حدودها أمام جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، باستثناء الرحلات الضرورية. وأرخى الوباء بثقله على الرزنامة الرياضية وتتصاعد الشكوك إزاء احتمالات تنظيم أولمبياد طوكيو الذي سبق أن تم إرجاؤه. لكن صدرت أخبار تدعو للتفاؤل من أستراليا التي تمكنت من السيطرة إلى حد كبير على الوباء، بفرض قيود صارمة على التنقل. وقال منظمو بطولة أستراليا المفتوحة السبت إن ما بين 25 ألفا و30 ألف من مشجعي كرة المضرب سيسمح لهم بحضور أولى البطولات الأربع الكبرى.

مشاركة :