أكدت الفنانة التشكيلية مريم المغيرة، أنها لجأت لاستخدام إطارات السيارات كلوحات ترسم وتكتب عليها، وتحولها إلى قطع فنية تحظى بإقبال كبير من المهتمين، كنوع من التغيير والتطوير الفني، مشيرة إلى أن كل شيء قابل للاستغلال الفني، طالما استُخدمت الأدوات المناسبة، وكانت هناك الموهبة الحقيقية القادرة على استغلال هذه المواد، وبذلك يكون كل شيء قابلا للتشكيل وإعادة التصنيع والإخراج بطريقة جميلة، في محاوله لصنع الجمال في كل مكان.¿ كيف اكتشفتِ موهبتكِ الفنية؟- احترفت كتابة الخطوط أثناء دراستي الثانوية، وكنت أستمع إلى مَنْ حولي وهم يرددون أن خطي جميل، فترددت هذه العبارة على سمعي، وزادت من ثقتي بموهبتي، فحرصت على التطوير ومن ثم الابتكار، ووضعت هدفًا نصب عيني، وهو أن يكون لي مشروعي الخاص، الذي أصنع من خلالة أشياء ذات قيمة جمالية.قاعدة جماهيرية¿ وماذا فعلتِ بعد اكتشاف موهبتكِ؟- حاولت أن اعتمد على نفسي حتى أصل إلى ما أحبه، وكثفت مشاركاتي في المحافل الفنية، ووسعت دائرة علاقاتي من خلال المعارض والمهرجانات، واستطعت تكوين قاعدة جماهيرية تهتم بالفنون وتحرص على اقتناء لوحاتي وقطعي الفنية.تغيير فني¿ لماذا لجأتِ لاستخدام الإطارات كلوحة ترسمين وتكتبين عليها؟- بدأت ذلك كنوع من التغيير، ففكرت في الاستفادة من هذه الإطارات، وتحويل التالف منها إلى شيء مفيد وجميل، ووجدت الفكرة قبولًا كبيرًا من الجمهور، الذي أقبل على اقتناء إنتاجي، وأنا حريصة على تطوير هذا المنتج وطرحة بشكل مختلف دائمًا، بحيث يُستفاد منه كطاولة صالحة للاستخدام بإدخال سطح زجاجي أو خشبي، أو دمج أكثر من مادة لخروج منتج يُستفاد منه بجودة وجمال عاليين.صناعة الجمال¿ ما أبرز المنتجات العادية، التي حولتيها بريشتكِ إلى لوحات فنية؟- أي منتج قابل للتحويل إلى مادة جمالية، فالجمال صناعة يد مبدعة تعرف كيف تُشكل وتحترف حسب القطعة المتاحة، وأنا أعتبر أن أي منتج عادي هو منتج جمالي قابل للتدوير، وإعادة التصنيع بمهارة وحرفية تجعلة لافتًا للأنظار، ومحط اهتمام الجميع.المواد المناسبة¿ هل ترين أن كل شيء يصلح للرسم عليه؟- كل شيء يصلح للرسم والكتابة حسب نوع الأقلام والمادة المناسبة، فأنا أكتب على الجدار والزجاج والجلد والورق والخشب، وكتبت على الأكياس والفناجين والأكواب، وكذلك الهدايا، وكما أسلفت، فإن كل شيء قابل للتشكيل وإعادة التصنيع والإخراج بطريقة جميلة حسب ما يناسبه في محاولة لصنع الجمال في كل مكان؛ لأن نشر الجمال وإشاعته يريح النفس والعين، وأتمنى أن أكون علامة مميزة، فأنا اجتهد بدعم محبيني وتشجيعهم، وإصراري الداخلي على أن القادم أجمل، وأن التغير للأفضل حاصل إن شاء الله، فلا مستحيل مع العزيمة والعمل بإخلاص واجتهاد.فعاليات متعددة¿ ما أبرز الفعاليات، التي شاركتِ فيها؟- شاركت في مهرجان التمور، ومتنزه الملك عبدالله، وجبل القارة، ومجمع الراشد، ومجمع العثيم، كما شاركت مع فريق «ابتسم الترفيهي» للقائد فهد الصقر، وفريق «ديفرنت» للقائد عبدالعزيز السنيد، وفريق «تميز» للقائد صالح المقرب ومحمد المحيسن، وفريق «بسمة عطاء» للقائد زياد المهاوش، وفي كل فعالية كنت ألاحظ أن الجمهور أصبح يعرفني بشكل أكبر.تنويع الأساليب¿ هل تحرصين على استخدام أسلوب فني معين؟- أحاول تنويع أساليب كتابة الخطوط العربية، فأكتب بالخط الكوفي والرقعة والنسخ والسنبلي والديواني والثلث، واستطعت أن أكتب على كل شيء لأصنع منه لوحة جمالية بالخطوط، مثل الصناديق والأكواب والمباخر والخشبيات، واستطعت أن أخط على الجدران والبيوت والمطاعم وأكياس الهدايا وإطارات السيارات.هواية وممارسة¿ هل تنوين تنظيم دورات في الرسم أو الخط؟- إعطاء الدورات يتطلب دراسة مهنية وشهادة، وأنا تعلمت هذا الفن كهواية وممارسة، فلا أمتلك أساسيات لتعليمه، لذلك لا أفكر في تنظيم دورات تدريبية، وأكتفي بتطوير خبرتي من خلال أعمالي، لكن أتمنى أن يكون لي محل خاص بأعمال الخط واللوحات.إقبال كبير¿ ماذا عن إقبال المهتمين بالفنون على إنتاجكِ؟- هناك إقبال كبير عليها بالفعل، سواء من المهتمين بالفنون أو ممن يريدون اقتناءها بدافع الإعجاب.اكتساب الخبرات¿ هل تعتمدين على النقل عن كبار الفنانين؟- أنا أؤمن بأن اكتساب الخبرات وتطويرها أمر مهم، لكن الاستنساخ وسرقة أفكار الآخرين مرفوض تمامًا، فالأساليب الفنية والمدارس مطروحة للجميع، والابتكار وخلق أفكار جديدة هوية وملكية خاصة للفنان يجب أن توثَّق لحفظ حقوقه، لذا لا بد من الاهتمام بملكية الفنون.رافد اقتصادي¿ هل تنظرين للفن على أنه مصدر للجمال فقط؟- الفن رافد اقتصادي واستثماري مهم، لأن الاستثمار في الجمال له عائد إيجابي ونفسي كبير، لذا يجب تبني المواهب وصقلها ودعمها ماديًا ومعنويًا، خاصة أننا نمتلك كوادر فنية كبيرة ومواهب جديرة بالاحتواء.أنواع الخطوط¿ لك بعض الجداريات، التي شاركتِ بها في فعاليات مهمة.. حدثينا عنها؟- شاركت بجداريات في مناسبات كثيرة على مستوى الأحساء، ومع فريق همسات في مدينة جواثا السياحية، فأنا أجيد الكتابة بكل أنواع الخطوط، وأتميز بالخط السنبلي وخطي الرقعة والكوفي، وذلك بعد أكثر من 15 عامًا قضيتها بين الحروف والتشكيل والخط، وأعتبر ذلك العمل هو رزقي المحبب والأقرب إلى نفسي.الهواية الأولى¿ الخط والرسم أي منهما أحب إلى قلبكِ ولماذا؟- الخط احترافي الأول، كوني أصنع من الحروف رسومات تشكيلية لها معنى، وأحيانًا زخارف، ورغم أن الرسم جزء من عملي، فإن الخط هو هوايتي الأولى.ابتعاثات فنية¿ هل هناك دعم يقدم لهذه الفنون غير التقليدية؟- المملكة تولي الفنون اهتمامًا كبيرًا، وأتمنى أن يزيد الاهتمام بالمواهب والصناعات اليدوية والعمل اليدوي، وأن تدعمنا بإشراكنا في مراكز وأكاديميات للتطوير وتجويد الأعمال، إتاحة الفرصة للمشاركات الخارجية والابتعاثات الفنية، حتى يكون هناك تلاقح للأفكار وتبادل للخبرات.
مشاركة :