الشارقة في 31 يناير / وام / وجه المنتدى العالمي لسينما الأطفال الذي ينظمه "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب" بالشراكة مع "مهرجان لاهور السينمائي الدولي للأطفال" رسالة إلى عشاق الفن وصانعي المحتوى في العالم أكد خلالها قدرة قطاع السينما بمشاركة خبراء وسينمائيين متخصصين على تجاوز التحديات التي يمر بها العالم وضرورة الاستمرار في تنظيم المهرجانات بحلول مبتكرة لتحقيق نقلات نوعية في صناعة الأفلام. جاء ذلك في ختام فعاليات المنتدى الذي عقد على مدار يومي 29 و30 يناير الجاري حيث نظّم جلستين الاولى بعنوان "مستقبل المهرجانات ورعاية مواهب الأطفال وأثرها الاجتماعي" والثانية حملت عنوان "الفرص ومجالات التعاون". وتحدث ميتسوو تاهيرا مدير مهرجان كينكو الدولي السينمائي للأطفال في اليابان خلال الجلسة الأولى عن تجربة مهرجان كينكو وما يمكن أن تشكله من فرص أمام المهرجانات العالمية ..معربا عن أمله في أن تعود المهرجانات السينمائية إلى طبيعتها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة ..مشيراً إلى أنه يفضّل تبني منهج حذر في الوقت الحالي. وفي الجلسة ذاتها قال أحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية إن مهرجان أفلام السعودية شهد تنظيم 6 دورات منذ افتتاحه في عام 2008 لتلبية احتياجات الشباب حيث تعد السينما لدينا في المملكة صناعة شابة وتضم مجموعة من الشباب الموهوبين ..مشيرا الى ان السينما شهدت تطوراً كبيراً ولاقت دعماً وترحيباً بعد منعها وأن المهرجان الذي يقام بالشراكة مع مركز الملك عبدالله عبد العزيز الثقافي العالمي ينمو ويزداد شعبية حيث استضافت دورة عام 2020 التي أقيمت افتراضياً أكثر من 20 مليون مشارك ومن المقرر إطلاق الدورة السابعة من المهرجان في يوليو 2021 ..مؤكداً تبني المنهج الهجين الذي يجمع بين الأنشطة الفعلية والافتراضية حيث ستواصل المهرجانات السينمائية العالمية تبني الطريقتين في المستقبل. من جانبه قال جيوليو فيتا مدير مهرجان لا جواريمبا السينمائي في إيطاليا نحن نعرض أكثر من 100 فيلم ونستضيف مجموعة من ورش العمل للأطفال والشباب في الهواء الطلق في عدة مواقع في جنوب إيطاليا كما أننا نتعاون مع منظمة /اليونيسيف/ لتصميم برنامج مهرجاننا. وأضاف: "نسعى لتنظيم المهرجان على أرض الواقع خلال دورة العام الجاري في أغسطس أو على الأقل عروض الأفلام إذ أسهم انتشار الجائحة بتعزيز شعور الناس بالتوتر نتيجة الانقطاع عن الحياة الاجتماعية والبقاء في المنزل طوال الوقت ونعتزم مواجهة هذه التحديات بأكثر الطرق أمناً وسلامة". وفي الجلسة الختامية التي أقيمت بعنوان "الفرص ومجالات التعاون" قالت نينا جورالنيك مدير مهرجان نيويورك السينمائي للأطفال في الولايات المتحدة نظراً لدور الأفلام في توسيع رؤية الأطفال للعالم وتمكينهم من اكتساب معارف متنوعة حول مختلف الثقافات يتوجب على المؤسسات التعليمية الاستفادة من هذه الأداة للبحث عن الموضوعات التي تهمّ الأطفال وتساعدهم على تطوير شخصياتهم ومهاراتهم كما هي الحال في النشاطات القرائية. وأضافت أن أفلام للأطفال تقدم فرصة رائعة لاستكشاف عالم لا يمكنهم الوصول إليه بشكل مباشر والتعرف على تجارب وقصص لأطفال من ثقافات أخرى مختلفة عنهم الأمر الذي يسهم إلى حدّ كبير في غرس قيم التعاطف في نفوسهم وتشجيعهم على تقبّل الاختلاف والتواصل مع أقرانهم وبالتأكيد سيكون لذلك دور كبير في بناء عالم أكثر تقارباً وتفهماً. وأوضح شادي النميري خبير مشاريع لدى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام أن الأزمة الصحية العالمية دفعت المؤسسات الثقافية إلى تخفيف ميزانيتها الأمر الذي أثر بشكل مباشر على تمويل الأفلام كما أن صعوبة الانتقال إلى المنصات الرقمية التي تتطلب الكوادر المتخصصة والتمويل الكافي أثّر سلباً على صناعة أفلام الأطفال على مستوى العالم. بدورها قالت مونيكا واهي مدير منتدى سينما الأطفال في جنوب آسيا الهند إن أفلام الأطفال تلعب دوراً مضاعفاً يتمثل في التعليم من جهة وتطوير المهارات من جهة أخرى كما تعتبر الفعاليات والمهرجانات منصة مهمة لتبادل المعارف والخبرات وتطوير صناعة سينما الأطفال والعمل يداً بيد نحو بناء عالم متقارب فكرياً وثقافياً وإنسانياً. وأضافت أنه لتحقيق هذه الغاية ينبغي تنظيم مهرجانات هجينة تجمع بين الفعاليات الافتراضية والفعاليات التي تقام على أرض الواقع خاصةً بوجود التكنولوجيا الرقمية التي أسهمت في تجاوز عوائق الحدود الجغرافية ما مكّن المهرجانات من الوصول إلى نطاق واسع من الجمهور في أي مكان في العالم ..معربة عن تطلعها بأمل وتفاؤل نحو تنامي دور الفن والسينما في إثراء حياة الأطفال خاصة في هذه الأوقات الصعبة من خلال إتاحة الفرصة لهم لرؤية العالم عبر بوابة الفن السابع ومساعدتهم على فهم ما يحدث من حولهم بطريقة ممتعة.
مشاركة :