لا زالت السلالات الجديدة المتحورة من فيروس كورونا المستجد والتي انتشرت مؤخراً تشغل العالم، حيث تجري دراسات وأبحاث في كل دول العالم لتحديد أسباب سلالات فيروس "كورونا" المتحور ومدى خطورتها على العالم. وفي هذا الصدد، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية، أن طريقة انتقال وانتشار السلالات المتحورة من فيروس "كورونا" لم تتغير، داعيةً إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية؛ كونها خط الدفاع الأول ضد الفيروس. وأوضح رئيس قسم الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، مايك رايان، أن فحص أنواع مُختلفة من سلالات "كورونا" كشف عن عدم اختلافها عن بعضها اختلافاً جذرياً ولا حتى عن عائلة الفيروس الأصلي. ولفت رايان، إلى أن الاختلاف يكون في الطريقة التي تلتصق فيها بالخلية البشرية، أو بطريقة تكاثرها داخل الجسم البشري. وشدد رئيس قسم الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية على ضرورة جعل لقاحات "كورونا" قابلة للتعديل بسرعة، تحسباً لاحتمالية فقدانها الفاعلية في مواجهة السلالات المتحورة. وكانت دراسة سابقة قد توصلت إلى أن السلالة المسيطرة حالياً من فيروس "كورونا" المستجد قادرة على مضاعفة نسبة العدوى من ثلاث لست مرات أكثر من السلالة الأصلية. وأشارت نتائج البحوث المخبرية التي نشرت في دورية Cell العلمية، إلى أن التحول الذي مر به الفيروس جعله أكثر قدرة على نقل العدوى، إلا أن هذه النتائج لم تُثبت بعد. وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني فاوتشي، في تعليق على الدراسة لدورية الاتحاد الطبي الأمريكي، أعتقد أن البيانات تظهر أن هناك طفرة واحدة تجعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار ونقل العدوى لاحتوائه على حمولات فيروسية عالية. وأضاف فاوتشي، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، لم نربط بعد بين هذا التحور في الفيروس وإذا ما كانت أعراضه المرضية أسوأ من السلالة الأصلية أم لا، فقط يبدو أن الفيروس أصبح يتكاثر بشكل أكبر وأصبح أكثر قدرة على العدوى، لكننا مازلنا في مرحلة التأكد من ذلك.
مشاركة :