إبراهيم عبد الرحمن الجروان المشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، مساعد مدير مكتب الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، والباحث في علوم الفلك، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال، وأحد الدارسين للهندسة الميكانيكية والكهربائية، اهتم بدراسة الفلك منذ مدة طويلة، ومن الكوادر العلمية العربية في هذا المجال. التحق الجروان بالقوات البحرية، وفي العام 2000 أصبح مشرفاً عاماً للقبة السماوية بالشارقة، وبالموارد البشرية في دائرة التخطيط والمساحة بالشارقة لست سنوات. اهتم بدراسة علوم الفلك والفضاء في وقت مبكر، ولم يمنعه ندرة التخصص بالنسبة لأبناء جيله من الاهتمام به الذي أخذ يتزايد مع الوقت، ويترجم الكثير من الميول والاهتمامات بهذا العلم، وساعده في هذا الالتحاق بالقوات المسلحة التي وفرت له دراسة الهندسة الميكانيكية والكهربائية التي عمقت العلاقة بينه وبين هذه العلوم، وزاد حبه للقراءة في هذا المجال وكثرة الاطلاع والمتابعة على التفوق به.. وتفاصيل أكثر في هذا الحوار } متى بدأت اهتمامك بعلوم الفلك والفضاء؟ - منذ نعومة أظفاري، أهتم بعلوم الفلك ودراسة الفضاء، وما يتعلق به، وزاد ارتباطي به بعد الالتحاق بالقوات المسلحة الإماراتية، وحيث درست التخصص من خلال الهندسة الميكانيكية والكهربائية، ما أسهم في فهمي الكثير، مما يتعلق به من روابط وظواهر، ومنها تحولت الهواية إلى دراسة عملية ومهنة محببة، ولا سيما أنني مولع أيضاً بجانب دراسة علوم الفلك الأرصاد والملاحة بأنواعها. } لماذا لم تتخصص في العلوم الفلكية ودراسة الفضاء في مرحلة الجامعة؟ - الكثير من التخصصات، لم تكن متاحة في مدة من الفترات، ولاسيما أن الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء، ظهر مؤخراً، وبدأ يزدهر في الستينات من القرن الماضي، والدول التي خاضت غمار تجارب من هذا النوع قليلة نسبياً، والأمر يقتصر على الدول التي لها باع طويل في دراسة علوم الفضاء والفلك، فكان الخريج المتخصص في هذه العلوم، في وقت من الأوقات، لا يجد فرص عمل مناسبة، ولكن في السنوات الثلاث الماضية، بدأت التوجهات إلى إنشاء الكثير من المؤسسات الفلكية، التي تهتم بعلوم الفضاء، على مستوى الإمارات، وتواكب إنشاء هذه المؤسسات الحكومية وغيرها، فتح تخصصات في هذا المجال العلمي، وتخصصات أكاديمية في جامعات إماراتية عدة، كما أن عدم وجود فرص عمل في مدة سابقة، جعل من الصعب التعرف إلى هذا التخصص، والقيام بدراسات عليا به، في جامعات خارج الدولة، لندرة الوظائف المتاحة المتعلقة به. } حدثنا عن علاقتك بالعمل وهل هي وظيفة أم هواية محببة؟ - علاقتي بالعمل، ليست مجرد وظيفة، بل يتعدى الأمر إلى عشق لهذا العمل، وارتباط به، فهو بمثابة الهواية لي، منذ نعومة أظفاري، وخاصة أني كنت أتابع الكثير من كبار السن، في حديثهم عن الأجرام السماوية، وعلاقتها بالأحداث اليومية، والتعرف إلى طرق الملاحة البحرية، من خلالها في السفر، وركوب البحر، وكنت مولعاً بالحديث، والاستماع إلى كل ما يهم هذا الجانب. } حدثنا عن دورك السابق كمسؤول عن القبة السماوية لسنوات عدة؟ - أنشئت القبة السماوية في الشارقة عام 1981، في موقعها الحالي بمنطقة الخان، وكان دورها رائداً في نشر العلوم الفلكية ، ودراسات الفضاء وتثقيف الجمهور، ولم تكن كما يتوقع البعض، مكاناً يرتاده السياح والزوار، لمجرد الزيارة من دون الاستفادة العلمية، بل كانت مسؤولة عن إعداد الحسابات الفلكية، ولم تكن مرفقاً ترفيهياً، بل علمي وكان الزوار لا يتعدون 5000 زائر سنوياً، ومعظمهم من المهتمين بعلوم الفضاء والفلك، وليسوا من عموم الزوار. } ما أصعب الأوقات التي مررت بها في حياتك، وكيف تعاملت معها؟ - الاهتمام بتخصص نادر، وغير معروف في وقت مبكر، وليس للكثير علم به، جعلني أجد صعوبة في التواصل مع أقراني، في مدة ما، حيث كان الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء نادراً، وكان المهتمون به أعدادهم تحصى، وكان التواصل معهم غير ممكن، ما جعلني أشعر بصعوبة بالغة في التواصل مع من يناسب ميولي واتجاهاتي في مدة يكون الإنسان في أمس الحاجة إلى أصدقاء وقرناء، يتحاور ويتناقش معهم وتناسب ميولهم اهتماماته. } هل تهتم بالأسفار والرحلات والسياحة الخارجية؟ - كل رحلاتي وسفراتي الخارجية مرتبطة بالعمل، إما لمتابعة ظواهر علمية تختص بالفضاء أو الأرصاد أو الفلك، ومنها على سبيل المثال، سفري إلى الدول الاسكندنافية، لمتابعة ظواهر كونية، وفلكية، وخاصة بالأرصاد، وكلها مرتبطة بالأحداث العملية والظواهر، وكثيراً ما أغير مواعيد سفري، بما يتناسب ومتابعاتي هذه، فمتعتي تنصب على الاهتمام بدراسة هذه العلوم، فأجد نفسي أخدم أكبر شريحة ممكنة من الناس، وأعتبرها رسالتي في الحياة وأنتظر الجزاء من الله تعالى من خلالها. } هل لديك أوقات فراغ وكيف تقضيها؟ - لابد من إيجاد أوقات فراغ لكل شخص، يحسن تدبير الوقت، وتقسيمه وترتيب الأولويات في حياته، وغالباً العبرة ليست بساعات العمل الطويلة، بل بالمنتج الذي يتحقق في النهاية، ومن الناس من يعمل أيام الأسبوع، من دون توقف، والمنتج النهائي يكون صفراً، وأقضي أوقات الفراغ التي تكون غالباً في الإجازات الرسمية، في الاطلاع والقراءة، والتعرف إلى آخر ما وصلت إليه الدراسات في مجالي الفلك وعلوم الفضاء، بجانب الحرص على تلاوة القرآن وممارسة الأنشطة المنزلية، وتوفير متطلبات الأسرة والتواصل مع أفرادها، وتدبير الأمور الشخصية أيضا. } حدثنا عن الاهتمام بالتوعية الثقافية في علوم الفلك والفضاء في الإمارات؟ - افتتح مركز العلوم والفلك في شهر مايو/آيار الماضي وجار العمل حالياً على وضع خطة برامج يومية تغطي المرحلة المقبلة، وهذه البرامج تتنوع بين القبة الفلكية والمحاضرات العلمية المختصة في علوم الفلك، كما أن هناك أيضاً البرامج الموجهة إلى شرائح الجمهور من المحبين لهذه العلوم ولديهم الاهتمام اللازمة في ذلك. } ما أهم أمنياتك على المستويين الوظيفي والشخصي؟ - طبعا الأمنيات تستمر ما دامت الحياة، وهي غالباً بالنسبة لي متعلقة بالجانب الوظيفي والمهني، حيث لا تتوقف عند حد معين، وخاصة أن لدينا خططاً طموحة نسعى بكل قوة للإسهام في تحقيقها في غمار الفضاء، وتأتي من خلال التكامل في رسم الاستراتيجيات، وأتمنى أن نشاهد في السنوات الخمس المقبلة إنجازات تواكب التطلعات التي تهدف إليها القيادات في هذا المجال. } هل تحرص على التوعية الطلابية لشريحة النشء والشباب، فيما يتعلق بهذا الجانب؟ - حققت الإمارات خطوات مهمة في رسم معالم حضارة حديثة، تواكب دول العامل المتقدم، وهناك برامج مخصصة للطلاب في سن الثامنة، ويتم التنسيق مع المدارس، لضمان أكبر فائدة واختيار البرامج التي تناسب الفئات السنية، لتحقيق الاستفادة القصوى منها، ونحن في السنة الأولى يتم تقييم البرامج، والأمر يكون بعيداً عن المعامل التخصصية ويقتصر على مجرد التوعية وتقديم الفائدة العلمية، من خلال البرامج المناسبة، وبالتنسيق مع المؤسسات المختصة وتتم إعادة التقييم للمادة العلمية المقدمة والطريقة التي تقدم بها، وتطويرها، بما يحقق الفائدة المرجوة، وتعديل المواد العلمية لتعريفه ومساعدته في اتخاذ قرار الانتساب في حال الرغبة في المستقبل. } ما الهدف من إنشاء مركز العلوم والفلك بالشارقة، وما أهم الخطط المستقبلية التي تودون عملها من خلاله؟ - أنشئ مركز الفضاء وعلوم الفلك في العام 2015، ولم يكمل العام الأول، وهناك خطط طموحة لتطويره واستغلاله والقبة الفلكية به مشابه إلى حد كبير للقبة السماوية في الشارقة مع استغلال التطور المتاح، هذا المركز يحتوي على القبة الفلكية الحديثة والتي تشبه القبة القديمة في الشارقة والتي مر عليها نحو 34 عاماً وطبق فيها آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا في العالم في علم الفلك وعلوم الفضاء ويسع المدرج لنحو 200 شخص والمسرح ينطبق عليه أكبر المعايير العلمية والعالمية. } ما مدى التعاون بين المركز والمؤسسات المختصة من وجهة نظرك؟ - هناك تعاون كبير بينها ومنها مركز الشيخ محمد بن راشد والأندية الفلكية وغيرها، ولم يمر على المركز ستة أشهر وهذه الاتصالات تسمح بتكامل في هذا المجال ولزيادة المحصلة في المجال العلمي وإحداث تكامل على جميع المستويات بما يخدم الجانب العلمي في الإمارات. } متى سنرى سياحة فضائية في الإمارات؟ - يمكن تحقيق ذلك من خلال مركز الشارقة الفلكي، فنحن نهتم بأن يكون مصدراً للسياحة العلمية ويستقبل الزائرين من العامة، ونهدف إلى استقطاب أكبر قدر من الزائرين للتعرف إلى علوم الفضاء وتعريف الجمهور به. } هل ترى الاستعانة بالعنصر النسائي في مجال علوم الفلك والفضاء استكمالاً للعدد أم حاجة وضرورة؟ - ليست لدينا تفرقة في هذا الجانب بل إن من لديه الرغبة والطموح يفرض نفسه على الساحة، سواء من العنصر الرجالي أوالنسائي، والكفاءة هي المعيار، ولاسيما أننا نتعامل مع الراغبين في المشاركة في هذا التطور العلمي في هذا المجال. } هل ترى أن الإمارات تأخرت في الاهتمام بعلوم الفضاء بالرغم من التقدم الهائل الذي تشهده الدولة في جميع المستويات؟ - بدأ الاهتمام بالدراسات الفلكية وعلوم الفضاء الإمارات في الاهتمام بالدراسات الفلكية في آخر ثلاث سنوات أو أربع سنوات تقريباً، وبدأت تخوض هذا الغمار على الرغم من الندرة في الكوادر البشرية في هذا الجانب وندرة التخصصات الأكاديمية المتاحة في هذا المجال، باستثناء الدول المهتمة بعلوم الفضاء والرائدة في أوروبا ومنها فرنسا وبعض الدول مثل الهند التي خطت خطوات كبيرة، ولكن استراتيجيتنا أن لكل مرحلة أولويات، ودخولنا مجال الطاقة النووية وإعداد مفاعلات نووية والآن المرحلة المناسبة لهذين المجالين المتخصصين. } ما الدور المنوط بكم في مجال الفلك علوم الفضاء وأهم الرسائل بالنسبة للمجتمع؟ - الاهتمام بالاتجاه التثقيفي العام من خلال المعارض العلمية والتي تعمل على زيادة الوعي العلمي والثقافي في العلوم الفلكية وبعض البرامج الفلكية وإعداد كوادر مواطنة للعمل بالمركز ويبدأ قريباً، ومنها خطط البرامج التي ستغطي الفترة المقبلة بين القبة الفلكية والمحاضرات العلمية في علوم الفلك وبجانب البرامج التخصصية الموجهة لشريحة الشباب لتوجيه الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء والجمهور وإتاحة المخبر الفلكي للمتخصص والدارسين والمهتمين بعلوم الفيزياء على مستوى الإمارات، بجانب المرصد الفلكي والمختبرات العلمية التي توفر الإمكانات العلمية اللازمة لتطور علوم الفلك والفضاء، بجانب الكثير من الأجهزة العلمية وتقنية الفضاء.
مشاركة :