قال أربعة مسؤولين في حلف شمال الأطلسي: إن القوات الدولية تعتزم البقاء في أفغانستان لما بعد الموعد النهائي في مايو المحدد في اتفاق «طالبان» مع الولايات المتحدة في خطوة من شأنها تصعيد التوتر مع الحركة التي تطالب بانسحاب كامل.وقال أحد المسؤولين لرويترز: «لن يكون هناك انسحاب كامل للحلفاء بحلول نهاية أبريل».وأضاف المسؤول بـ«الناتو» الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: «لم يتم الوفاء بالشروط... وفي وجود الإدارة الأمريكية الجديدة سيكون هناك تعديلات في السياسة، ستجري معالجة الميل إلى الانسحاب المتسرع الذي كان سائدًا ويمكن أن نشهد استراتيجية خروج محسوبة بدرجة أكبر».وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وقعت اتفاقًا مع طالبان في أوائل العام الماضي يدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول مايو مقابل التزام الحركة بضمانات أمنية.وأشاد ترامب بالاتفاق، الذي لم تشارك فيه الحكومة الأفغانية، باعتباره يمثل نهاية حرب مستمرة منذ 20 عامًا. وخفض القوات الأمريكية إلى 2500 جندي وهو أقل عدد منذ 2001.وقالت مصادر الحلف: إنه يجري الآن بحث التخطيط لما سيحدث بعد أبريل وسيكون ذلك موضوعًا رئيسًا في اجتماع فبراير.وبدأت محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في سبتمبر في الدوحة لكن ظل العنف مرتفعًا.وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم الحلف: إن نحو عشرة آلاف جندي، بمن فيهم الأمريكيون، موجودون الآن في أفغانستان، وقال المسؤول بالحلف «إن من المتوقع أن يستمر هذا المستوى قرب ما هو عليه بعد مايو لكن ما بعد ذلك لم يتضح بعد».التزام بالشروطوتقول كابول وبعض الحكومات والمنظمات: إن طالبان لم تلتزم بالشروط بسبب العنف المتصاعد، وعدم قطع صلاتها بجماعات مسلحة مثل تنظيم «القاعدة» وهو ما تنفيه «طالبان».وبدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تسلم السلطة يوم 20 يناير، مراجعة لاتفاق السلام الذي أبرمه ترامب.وقال متحدث باسم «البنتاغون»: إن طالبان لم تفِ بالتزاماتها، لكن واشنطن ظلت ملتزمة بالعملية ولم تبت في مستويات القوات في المستقبل.وفيما زار وفد من طالبان وروسيا الأسبوع الماضي، سيواجه الحلف وواشنطن تحديًا لإقناع الحركة بالموافقة على التمديد لما بعد مايو.وقالت آشلي جاكسون، المديرة المشاركة بمركز دراسة فكرية بريطانية: إنه إذا ظل الموقف غير واضح فإن «طالبان» قد تصعِّد الهجمات وربما تعود إلى الهجوم على القوات الدولية.وأضافت أن غياب الحل «يعلي أصوات مفسدين داخل طالبان لم يصدقوا قط أن الولايات المتحدة سترحل طواعية ودفعوا باتجاه تصعيد الهجمات حتى بعد إبرام الاتفاق بين واشنطن وطالبان».وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن اجتماع وزراء الدفاع المقرر يومي 17 و18 فبراير سيكون فرصة للحلف الذي اكتسب قوة لتحديد شكل العملية.وأضاف: «في ظل وجود الإدارة الجديدة، ستكون هناك نتيجة قائمة على التعاون بشكل أكبر وسيكون للأطلسي رأي».
مشاركة :