صدرت مئات الكتب في الإدارة وأنواعها، وما تفرع عنها من أنواع القيادة الإدارية، وانتشر أخيراً مسمى القائد التربوي (أي: مدير المدرسة) وكأن كلمة (القائد) نشأت في التربية أو مع نشوء التربية، واعتقد بأنها كلمة جديدة على الأساليب التربوية، حيث إن القائد يتصف بالقوة والدهاء والشراسة، وهي رتب عسكرية وتكرر في الأخبار دائماً القائد العسكري، والقيادة الوسطى بمركز مجموعة من القوات الجوية والبحرية، وحتى هنا في الوطن الغالي كنا نسمع كلمة قائد حرس الحدود حيث إن (القائد) رتبة عسكرية، وأصبحت حالياً القائد التربوي ونقلت حالياً كلمة القائد الإداري إلى القائد التربوي، حيث إن الأبحاث تركز على القيادة الإدارية وأفضل كتاب صدر عنها في اللغة العربية -من وجهة نظري- كتاب (ويسألونك عن الإدارة للدكتور/ صالح حمد التويجري). وهو في الأصل مترجم عن نظريات وأنواع الإدارة في اللغة الإنجليزية، أما القيادة التربوية فلم اطلع على تاريخ وتدرج نشوء هذا المفهوم وتطوّره، كما لم أتمكن من الاطلاع على النظريات القيادة الحديثة التي تعالج القيادة التربوية وأنواعها. وقد حدد مؤلف الكتاب السابق خمسة أنواع من الأدوار التي يجب أن يكون القائد الإداري قد فهمها وأتقنها حتى يطلق عليه هذا المسمى (أي: القائد الإداري)، وهذه الأدوار هي: قائد التيسير (Facilitation) أو القائد الميسر، والقائد المقيم (Appraiser)، القائد المتنبئ (Forecaster)، القائد المرشد/ الناصح (Adviser)، القائد الممكن (Enabler). ومدير المدرسة حالياً أو الاصطلاح الجديد القائد أو القائدة التربية من المفترض أن يقوم بجميع الأدوار السابقة لكنها أصلاً لم تنشأ تلك الأدوار من مفهوم النظريات التربوية حيث إن لها مفاهيم وأنواعاً وأسساً محددة لا مجال للخوض فيها حالياً، وحيث برزت بعض الأنماط للقيادة الحديثة سأذكرها باختصار وأيها أقرب للتربية: - قيادة القطيع أو القيادة الرعوية (shepherd leadership). - قيادة ترك العنان (Free rein). - القيادة التشاركية (participative). - قيادة رأس الحربة (shepherd leadership). - القيادة التوجيهية (Directive). وقيادة القطيع أو القيادة الرعوية باختصار هي: أن القطيع كما هو معروف مجموعة الحيوانات ولا يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية أي حرج من الاستفادة منها، بل إن الحمار اتخذ شعاراً ويعمل تحت هذا الشعار الحزب الحاكم حالياً، والحزب الآخر اتخذ شعار الفيل ويتبع قطيع الحيوانات أقواها، حيث يكون في المقدمة والراعي في الخلف، وهذا تمهيد فقط لهذا النوع من القيادة، أما التطبيق الفعلي فإن المدير أو القائد المؤسسة أو المدرسة وفي هذا النوع من الإدارة أكبر ما يسمى قائداً يكون هذا القائد وراء أو خلف المجموعة التي تعمل، أما المقدمة فتكون لأكثر المجموعة تأثيراً، حيث إن بعض منسوبي المؤسسة أو المدرسة له قبول لدى المجموعة، لذا فإن القبول لدى الآخرين هو الذي يستطيع أن يجعل هذا المعلم أو الموظف متصدراً لتنفيذ إجراءات متطلبات العمل فهو أي المعلم المتميز أو المعلم المتصدر أو الموظف الحاذق يستطيع أن يقوم بما يلي: - التنسيق بين زملاء المهنة لجمع الأفكار التطويرية وفرز المقترحات الميسرة للتنفيذ. - توزيع الأدوار بين زملائه عن طريق الإقناع بحيث يقوم (زميله) بالدور المطلوب. - تكوين مجموعة صغيرة من زملائه بهدف حل أي مشكلة تعترض تنفيذ أي مرحلة من مراحل العمل، وتعمل على إزالة ما يحدث بين الزملاء من سوء تفاهم أو مشكلات ليتم التفاعل والتعاون لتحقيق الهدف المطلوب. - يتغير نمط قيادة القطيع بتغير الموقف، وأكثر ما يعتمد هذا النوع من القيادة على التعاون المبني على قاعدة: ما هو موجود عندك احتاج إليه أنا، وما هو موجود عندي تحتاج إليه أنت، فلماذا لا نعمل معاً. أما دور القائد أو الراعي في هذا النوع من الإدارة: يمثل دور الراعي بمعنى أن يأتي خلف المجموعة، ولكن قيادته مسيطرة على كل موقف بالتنسيق مع الموظف الحاذق أو المعلم المتميز أو العامل الذي يتم اختياره من قبل زملائه. والقائد يطبق عدة نماذج وهو بطبيعة الحال يملك مهارات متعددة جعلته قائداً، وفي مقدمتها مهارات الإدارة الحديثة، إضافة إلى تمكنه من التقنية ويطبق في هذا النموذج كل موقف ما يناسبه بالتنسيق مع الفرد المتميز الذي اختارته المجموعة، وهناك تطبيقات عملية كثيرة في الواقع الميداني لما يسمى بقيادة القطيع أو القيادة الرعوية وكان أكثر ما يطبق في المدارس الرائدة أي: أن مدير المدرسة هو القائد التربوي، أما حالياً فأصبحت لكل مدرسة قائدة تربوية أو قائد تربوي.
مشاركة :