مع انتقال أغلب الشركات بين عشيةٍ وضحاها والتخلي عن واقع العمل المادي واعتمادها الخدمات الرقمية، يزداد الطلب على شركات الاتصال للمساعدة في تبني هذه الحلول، فيما تتحول الأسابيع إلى شهور نلاحظ أن مبدأ استمرارية الأعمال هو تركيز المؤسسات على ما هو قادم وطرح السؤال الشائع "ما هو التالي في هذا المجال؟". وفي هذا الصدد أصدرت "كومسكوب" (CommScope) توقعاتها حول توفير مشغلي الشبكات المرونة والسلاسة في تقنيات تكنولوجيا المعلومات وتكيُّفها المستمر مع واقع العمل الجديد الذي فرضته الجائحة، ففي العام 2021 وما بعده، ستتأقلم المنظمات مع بيئة اقتصادية مختلفة، حيث رأينا بالفعل الاعتماد السريع للتحول الرقمي مع بعض الحالات التي من المفترض أن يستغرق تنفيذها عشر سنوات، ولكن رأينها قد نفذت في غضون عدة أشهر، ويُنظر إلى إنترنت الأشياء على أنه جزء من الحل فيما يخص أمور التكلفة، ولا سيّما في بعض القطاعات كالرعاية الصحية والنقل، اللذان يشهدان فوائد عدة مثل مراقبة المريض باستخدام تقنيات مراقبة المؤشرات الحيوية عن بُعد، والتحقق الآلي من درجات حرارة المسافرين في المطارات"، وعام 2021 سيشهد تغيُّراً ملحوظاً في طريقة عملنا وحياتنا، فنحن جميعاً نخضع لعملية التكيّف والتحقق من المستقبل، حيث لم تلعب شبكة الاتصال حتى الآن دوراً أساسياً لأننا نتأقلم وبشكل دائم مع متطلبات الواقع المتغيرة. ويقدّر أحد التقارير بأن سوق مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط سينمو بمعدل نمو سنوي مركب بمقدار 3 % وسيصل إلى ما قيمته 3.7 مليارات دولار بحلول العام 2025، وفي ظل غياب شكل "العمل التقليدي"، تستمر المؤسسات والشركات الصغيرة بالانتقال إلى السحابة، حيث ستتسارع وتيرة هذا الاتجاه في العام 2021 بغض النظر عن التغييرات المرافقة لجائحة "كوفيد- 19". إضافةً إلى ذلك، أدى زيادة معدلات التسوق الإلكتروني بالمقارنة مع معدلات التسوق التقليدي، إلى التأثير بشكل ملحوظ على مراكز البيانات. وتعد عملية "مسح الطيف" (Clearing the spectrum) أمراً مهماً كونها تسمح باستيعاب المزيد من أعداد المستخدمين والزيادة في سعة البيانات على الشبكة، مما يساعد الشركات والحكومات في بناء مستقبل يكون فيه الاتصال موجوداً ومتاحاً للجميع وبشكل فعلي. حيث تتطلب جهود إعادة توظيف هذه النطاقات ومشاركتها مع خدمات الجيل التالي من تقنيات الاتصالات، تدخلات نشطة من المستخدمين الحاليين والهيئات التنظيمية الحكومية، فضلاً عن إجراء حوارات ومناقشات طويلة تتمحور حول إمكانية تخفيف التأثير على الخدمات الحالية، وبنظرة عامة على منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خصص العديد من مشغلي الشبكات الطيف الترددي من النوع C-band لشبكاتهم في كل من الإمارات، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وسلطنة عُمان، ودولة جنوب إفريقيا. مع تناقص أعداد الأشخاص في المكاتب وزيادة وتيرة العمل عن بُعد، ستصبح شبكات الأبنية والحرم الجامعي ذات أهمية أكبر في العام 2021 مما يؤدي إلى عدم الوضوح في بناء مؤسسات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية بالإضافة إلى ارتفاع عمليات الانتقال إلى السحابة، وعلى الرغم من أن درجة تعقيد الشبكة سيظل موضوعاً أساسياً مع زيادة التقنيات والتطبيقات الجديدة، إلى أننا نرى فرصة كبيرة لهذا النوع من الشبكات بالتألق وأن تصبح قوة ومرونة، ما يساعد مؤسسات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية للاستعداد لما هو مقبل. النطاق الترددي لعبت جائحة "كوفيد- 19" دوراً محورياً وغير مسبوق في نسبة الزيادة الكبيرة الفورية لحركة مرور البيانات في شبكات النطاق العريض العالمية، حيث نما متوسط عرض النطاق الترددي لسرعات التحميل في ساعة الذروة بنسبة تصل إلى 25 ٪ في غضون شهرٍ واحد فقط، حيث أدى تبني ثقافتي العمل والتعليم عن بُعد وتبني تطبيقات المكالمات المرئية من قبل مليارات الأشخاص إلى خلق تحدٍ واضح في عرض النطاق الترددي، ولكن التحدي الأكبر الذي واجهه العديد من مشغلي الشبكات هو سرعات الرفع على الشبكة أو ما يعرف بالـ (upstream). خلال فترة الجائحة، أضاف عديد المستهلكين حول العالم شبكات اتصال بالإنترنت إلى منازلهم. فقد أظهرت هذه الزيادة المستمرة في الأجهزة المتصلة المتراكمة، مع استمرار معظمنا بالعمل والتعلّم عن بُعد، مدى أهمية وجود اتصال بالإنترنت في منازلنا. حيث أيقن الجميع بأهمية شبكات الاتصال اللاسلكي "الواي-فاي" وشبكات الاتصال بالإنترنت كونها أصبحت حاجة أساسية في تسلسل "ماسلو" الهرمي للاحتياجات الفيزيولوجية (كحاجتنا للماء والهواء) بعد انتشار الجائحة، وعلى الرغم من أن جائحة "كوفيد- 19" قد أثّرت على الانتشار الإقليمي لشبكات الجيل الخامس (5G)، إلا أن عمليات طرح مثل هذه الشبكات ستستمر على قدمٍ وساق في العام 2021 تزامناً مع وصول العديد من الهواتف الذكية الداعمة لتقنية الجيل الخامس إلى السوق كجهاز "أيفون 12" .
مشاركة :