الفضة تتحدى وول ستريت: عدوى غيم ستوب تنتقل للسلع الكبرىنيويورك - فتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت بنيويورك على ارتفاع الاثنين الماضي، في أعقاب موجة بيع حادة خلال الأسبوع الماضي، حيث دفع تحول ناجم عن فورة تعاملات الأفراد في الفضة أسهم شركات التعدين إلى الصعود بينما ظل المستثمرون ينتظرون بيانات نشاط الصناعات التحويلية.وقفزت العقود الآجلة للفضة بأكثر من 9 في المئة عند تسوية التعاملات لتسجل أعلى مستوى لها منذ شهر فبراير 2013 رغم أنها عادت للتراجع الثلاثاء بأكثر من 5 في المئة في بورصة شيكاغو، حيث انحسرت على ما يبدو حمى الشراء من صغار المستثمرين.وبينما ارتفعت أسهم شركة بان أميركان سيلفر بنحو 12 في المئة، حققت أسهم شركة فيرست ماجستيك سيلفر صعودا قويا بنحو 22 في المئة وكذلك هيكلا للتعدين التي ارتفع سهمها بواقع 28 في المئة، الأمر الذي فتح باب المناقشات حول مدى متانة الإجراءات التي تتبعها البورصات إذا تعرضت لموجة أخرى من الأفراد.وبغض النظر عن التراجع في سعر أوقية الفضة، والذي بلغ 27.44 دولار في بورصة شيكاغو بعد أن قفز بنحو 7.3 في المئة في تعاملات الاثنين الماضي عن السعر المتداول، إلا أن متاعب بورصة وول ستريت قد تتواصل على الأرجح، وقد تصل المضاربة إلى المعادن الأخرى وربما يكون الذهب، رغم أن العقود الآجلة لأوقية الذهب تراجعت بواقع 0.4 في المئة لتبلغ 1856.9 دولار.ويرى محللو أسواق المال أن ما حصل قد يتكرر مرات عدة خلال الفترة المقبلة خاصة وأن موجة هجوم أخرى ربما تدفع كبار المستثمرين إلى التأقلم مع صغار اللاعبين في السوق، والذين جاؤوا من خارج الدائرة التقليدية.وفي الوقت الذي نصحت فيه تدوينات بمنتدى “رهانات وول ستريت” على منصة “ريديت”، الذي كان في بؤرة تداولات الأسبوع الماضي، المتعاملين بالابتعاد عن المعدن، رفعت بورصة شيكاغو نسبة الهامش الإلزامي في العقود الآجلة للفضة 17.9 في المئة، في خطوة معتادة للحد من الضغوط غير الطبيعية في السوق.وقالت رونا أوكونيل، المحللة لدى ستون إكس، إن “قرار بورصة شيكاغو يحد من فوران السوق وأن التصحيح كان حتميا ولكن مع ذلك معدن الفضة مازال أعلى مما ينبغي بالمعايير الفنية”.ورفعت بورصة شيكاغو التجارية هامش الوقاية للعقود الآجلة للفضة كومكس 5000 بنسبة 17.9 في المئة، وهي عبارة عن ودائع تفرضها البورصات للحد من مخاطر التخلف عن السداد أثناء تداول المستثمرين في أسواق العقود الآجلة، ويتم رفعها عادة في أوقات تقلب الأسعار.وقال كايل رودا، محلل السوق لدى آي.جي ماركت، إن تحركات بورصة شيكاغو لزيادة هوامش تداول الفضة وتثبيط سلوك المضاربة المرتفع في السوق حفزا بعض عمليات جني الأرباح.وأدت تداولات محمومة للأفراد بدأت الأسبوع الماضي إلى تدافع المتعاملين العالميين للحصول على السبائك والعملات المعدنية لتلبية الطلب، بينما دفع أيضا الهيئة المعنية بتنظيم السلع الأولية في الولايات المتحدة إلى مراقبة السوق.وكانت هناك رسائل في ريديت وأماكن أخرى على الشبكات الاجتماعية تشجع المستثمرين الصغار على شراء الفضة، لكنّ العديد من المستثمرين عبر الإنترنت قالوا إنهم ليسوا المؤثرين على السعر.واجتمع جيش من متداولي ريديت عبر الإنترنت على مدار الأسبوع الماضي لاقتناص الآلاف من الأسهم من غيم ستوب وأي.أم.سي وسلاسل أخرى متعثرة، وهي الأسهم التي بيعت بشكل كبير. وفي هذه العملية، تسببوا في أضرار جسيمة لصناديق التحوط في عكس مذهل للقوة المالية في وول ستريت.ويعتقد بعض هؤلاء التجار الصغار أن صناديق التحوط التي تعرضت للنهب الأسبوع الماضي كانت وراء ارتفاع الفضة. وتزعم المناشير على لوحات الرسائل أن صناديق التحوط أصبحت نشطة الآن على ريدت دون الإعلان عن هويتها، في محاولة لإخراج المستثمرين من رهانات غيم ستوب إلى الفضة.وفي غضون ذلك، انخفضت أسهم غيم ستوب بنسبة 28 في المئة إلى 233 دولارا، لكن السعر كان متقلبا بشكل كبير حيث انخفض بنسبة 44 في المئة الخميس الماضي، ليعود إلى الارتفاع بنسبة 68 في المئة الجمعة الماضي.وتسببت الاضطرابات الأسبوع الماضي في تراجع صناديق التحوط لاستثماراتها بأكبر درجة منذ فبراير 2009، خلال انهيار السوق الناجم عن الأزمة المالية، وفقا لغولدمان ساكس، التي تقدم خدمات تشمل الاستشارات لصناديق التحوط.ويقول مسؤولو غولدمان ساكس، إن صناديق التحوط خرجت من عمليات البيع على المكشوف، إذ تراهن على أن الأسهم ستنخفض. ومع ذلك يظل تعرض صناديق التحوط لسوق الأسهم قريبا من المستويات القياسية. ويعني هذا أن هناك خطرا من لجوء صناديق التحوط إلى المزيد من عمليات البيع.وانفجرت قصة غيم ستوب من الصفحات المالية حتى وصلت إلى البيت الأبيض، أين واجه الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخزانة جانيت يلين أسئلة حول هذا الموضوع خلال الأسبوع الماضي.وعلقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، عما يحصل مع أسهم غيم ستوب في البورصة، قائلة إن “الحادث وتقلب السوق يثيران مجموعة مهمة من قضايا السياسية”. ورأت في اهتمام الكونغرس بهذه القضايا الخطوة الأفضل.وانتقلت القصة أيضا من غرف دردشة ريديت إلى أماكن يتم فيها تداول الفضة فعليا. وقالت شركة سيلفر ماونتين، ومقرها هولندا، على موقعها على الإنترنت الاثنين الماضي بعد ارتفاع سعر الفضة، إنه “نظرا لتقلبات السوق الشديدة، لا يمكننا قبول أي طلبات جديدة في هذه اللحظة وقد نفعل ذلك لاحقا”.
مشاركة :