قال السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن "وثيقة الأخوة الإنسانية" تعد حدثًا تاريخيًا غير مسبوق، ومرجعًا عالميًا لقيم التعايش الإنساني بين البشر، وتأكيدًا لحقوق الإنسان بمفهوم شامل متكامل، مكتسبة مرجعيتها الراسخة وقوتها الروحية العالية من كونها صادرة عن أعلى مرجعية دينية في العالمين الإسلامي والمسيحي، مؤكدا أن البناء الراسخ للسلام لا يقوم فقط على المؤسسات والآليات السياسية، بل ينبني كذلك على قيم الحوار المجتمعي، والتعايش المشترك، وقبول الاختلاف. قال الدكتور محمد دين شمس الدين، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لمجلس العلماء الإندونيسي، خلال كلمته اليوم باحتفالية الأزهر الافتراضية باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، إن وثيقة الأخوة الإنسانية أصبحت صرحا تاريخيا مبهرا للحضارة الإنسانية، مؤكدا أن المؤسسات الدينية يقع على عاتقها مسؤولية كبرى في شأن تفعيل بنود تلك الوثيقة من خلال المساهمة في حل القضايا الإنسانية ومشكلات الحضارة المعاصرة، مشددا على أن التعاون بين أتباع الحضارات والأديان أصبح أمرا ضروريا ملحا.فيما أكد الدكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير "الأهرام" والرئيس التنفيذي لمؤسسة "ميدياتوبيا"، أنه لا وجود لمصداقية الكلمة إذا لم تكن مصلحة الفرد هي الهدف، مشددا على أن التعددية هي الطريق الوحيد لحفظ الأمن والاستقرار، كما أن جهود تعزيز فرص الحوار، واستكشاف وعرض وجهات النظر المختلفة، أمر كفيل بمساعدة جميع الأطراف على اتخاذ القرارات الصائبة، وأن ذلك يعد مظهرا حضاريا يليق بكرامة الإنسان، التي حثت على صونها جميع الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.جاء ذلك خلال الجلسة الثانية في احتفالية الأزهر الافتراضية باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، اليوم الأربعاء، بمشاركة لفيف من علماء الأزهر والكنائس المصرية والعالمية والخبراء والأساتذة في مجال الأديان والقانون والاجتماع والإعلام والأدب، للحديث حول دور وثيقة الأخوة الإنسانية في إرساء السلام العالمي والعيش المشترك، ودور المؤسسات الدينية والدولية في تعزيز الأخوة الإنسانية، وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية 4 فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، حيث وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان هذه الوثيقة التاريخية في أبو ظبي يوم 4 فبراير 2019.
مشاركة :