عندما شاهد العالم النموذج الأول للهواتف الذكية بين ردهات نسخة عام 1992 من معرض «كومديكس»، الذي ظل يُقام سنوياً لمدة تناهز ربع قرن في ولاية نيفادا الأميركية، لم يتخيل أحد من رواد هذه الفعالية المتخصصة في الأجهزة الإلكترونية الحديثة، أن ذلك الجهاز سيصبح في يوم ما، أداة لمعالجة الاكتئاب والإدمان. المفارقة أن الفوائد الطبية لـ «الهاتف الذكي»، ظهرت من خلال دراسة أجراها علماء في كوريا الجنوبية، بشأن إمكانية زرع شريحة في الدماغ، يمكن الاستفادة منها للتحكم في الخلايا العصبية في المخ، ما يساعد المصابين ببعض الاضطرابات الذهنية والعصبية، بل وقد يساعد أيضاً على التغلب على إدمان المخدرات. فالتحكم في هذه الشريحة، التي لا يزيد حجمها على حجم العملة المعدنية الصغيرة التي تمثل 25 سنتاً أو ربع دولار في الولايات المتحدة، يتم عبر تطبيق يُحمّل على الهاتف الذكي. ويقول الباحثون، الذين اختبروا تلك الشريحة على فئران التجارب، إن تأثيرها على خلايا المخ ووظائفه، سيجري من خلال مصابيح دقيقة للغاية مثبتة فيها، من نوع «إل إي دي»، لا يزيد كل منها في حجمه على حجم ذرة الملح. ومن المقرر، وفقاً لهؤلاء الباحثين، أن يُعاد شحن البطاريات المُغذية للشريحة لا سلكيا بتقنية البلوتوث، ما يُغني الأطباء عن أي تدخلات جراحية لاحقة، لاستئصالها عند نفاد طاقتها، أو لشحنها من جديد. ويقول البروفيسور جاي-وونج جانج المعد الرئيسي للدراسة: إنه من المتوقع أن يكون بوسع العلماء اتباع هذا الأسلوب لشحن أجهزة وأدوات إلكترونية أخرى، تُزرع في الجسم لأغراض طبية. وبحسب الدراسة من المأمول أن يقود زرع شرائح إلكترونية مماثلة في أدمغة البشر، إلى مساعدتهم على مواجهة الإدمان.