يأتي على رأس تلك الأمراض، "النوموفوبيا" أو Nomophobia، والاسم هو اختصار إنجليزي لجملة no mobile phobia، أي الشعور بالخوف من الحرمان من الهاتف المحمول، أو التواجد خارج تغطية الشبكة، و"النتليس فوبيا" أو netless phobia، أي الخوف من البقاء دون إنترنت. ويخشى من أن هذين المرضين يفتحان الطريق أمام الإصابة بالزهايمر، كما وصل الأمر ببعض المصابين للانتحار، ويتطلب الشفاء منهما الحصول على علاج دوائي ومعالجة نفسية. وقال نوزاد طارهان، الطبيب النفسي، ورئيس جامعة أوسكودار التركية، في حديث للأناضول، إن استخدام الأجهزة الذكية بشكل مكثف ودون تحكم، يؤثر سلباً على الصحة النفسية، ويفتح الطريق أمام معاناة الأشخاص المدمنين عليها، من رهاب الابتعاد عن الهاتف المحمول أو الإنترنت. وأوضح طارهان أن الاستخدام المكثف للأجهزة الذكية، أدى إلى نشوء "الإدمان الافتراضي" الذي تم تصنيفه عام 2013 كأحد أنواع الإدمان السلوكي. وعن أعراض هذا الإدمان، قال طارهان، إن من يعانون منه يصابون بالذعر عندما لا يتمكنون من الوصول إلى هواتفهم الذكية أو الاتصال بالإنترنت، ويستميتون من أجل استعادة أجهزتهم كما يفعل مدمن المخدرات عندما يحرم منها. ويضرب طارهان أمثلة على ذلك، بأن يقود شخص سيارته 90 كم لكي يتمكن من الاتصال بالإنترنت، أو أن يقوم بإرسال الرسائل وتصفح الإنترنت خلال القيادة. ودعا طارهان إلى الانتباه لبعض الأعراض، التي قد تعني الإصابة بالإدمان الافتراضي، ومنها أن يكون أول ما يفعله الشخص عند الاستيقاظ من النوم هو تصفح هاتفه الذكي أو الدخول على الإنترنت. وكذلك الاستخدام المفرط للإنترنت والهواتف الذكية، والمعاناة من أعراض ترتقي لدرجة الصدمة عند الحرمان من الهاتف الذكي والإنترنت. وأفاد طارهان أن هذا الإدمان يؤثر على الحياة اليومية للمصاب به، كما يخرب نظام مكافأة العقاب في الدماغ، وهو ما يجعل منه مرضاً يحتاج إلى العلاج. ويتكون العلاج من مرحلتين، وفقا لطارهان، تستغرق الأولى ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويخضع فيها المريض للعلاج الدوائي، للتعامل مع التأثير الذي ألحقه الإدمان بكيمياء الدماغ، كما يتم إبعاده عن جميع الأجهزة الذكية وعن الإنترنت. وتتمثل المرحلة الثانية في خلق إدراك لدى المريض بمخاطر الأجهزة الذكية والإنترنت ومفهوم الاستخدام الضار لهما، عبر جلسات علاج فردية وجماعية. وأشار طارهان إلى أن دماغ المصابين بالإدمان الافتراضي، ينزع إلى الكسل، كما تضعف قدرته على التخيل، حيث يعتاد الشخص على استهلاك المنتجات "الخيالية" الجاهزة، وبالتالي تظهر لدينا أدمغة كسولة لا تعمل، وينشأ جيل من الأطفال أصحاب ذكاء منطقي مرتفع، وذكاء اجتماعي منخفض. وأضاف طارهان أن ضعف التواصل الاجتماعي للمصابين، يرفع من نسبة الانتحار بينهم لدى تقدمهم في العمر، كما أن احتمالية إصابتهم بالزهايمر ترتفع في حال لم يتم علاجهم. ونصح طارهان الآباء بأن لا يمنعوا أطفالهم تماماً من التواصل مع الأجهزة الذكية، حتى الثانية عشرة من عمرهم مثلاً، ثم فجأة يمنحونهم أجهزتهم الخاصة، داعياً إياهم لتعويد أطفالهم شيئاً فشيئاً على استخدام الهواتف الذكية والإنترنت. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :