التسامح والتعايش السلمي قيم راسخة في النهج الإنساني لجلالة الملك

  • 2/3/2021
  • 17:11
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تشارك مملكة البحرين المجتمع الدولي احتفاله في الرابع من فبراير باليوم الدولي للأخوة الإنسانية تزامنًا مع أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، في إطار المبادرات الرائدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لترسيخ التسامح ونشر ثقافة السلام واحترام التنوع الديني والثقافي على الأصعدة  كافة الوطنية منها والإقليمية والدولية.  ويأتي الاحتفاء الوطني والعالمي بيوم الأخوة الإنسانية بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في ديسمبر الماضي، بالموافقة على المشروع الذي تقدمت به مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، إيمانًا منها بوحدة الإنسانية، وأهمية تشجيع الحوار والتفاهم ‏والتعاون بين الأديان والثقافات من أجل السلام، والقضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز ‏القائمين على أساس الدين أو المعتقد.  ويمثل ترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية وقيم التسامح والتعايش السلمي نهجًا ثابتًا في السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، بدعم من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وقيمة تاريخية وحضارية لخصها جلالة الملك المفدى بحكمته في مقاله بصحيفة ‏‏"واشنطن تايمز" الأمريكية يوم 10 أكتوبر 2017، بتأكيد جلالته أن التنوع الديني نعمة لشعب البحرين الذي يستند لتراث ‏عريق من قيم التعايش والتسامح الروحي والثقافي، ويقدم نموذجًا يحتذى لكل شعوب الأرض، حيث يعيش أصحاب الديانات والحضارات المختلفة، في جو يملؤه الود والألفة والتناغم ‏بين مكونات وشرائح المجتمع.  وأكد دستور مملكة البحرين هذه القيم النبيلة بنصه في المادة (18) أن: "الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، ويتساوى المواطنون لدى ‏القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو ‏اللغة أو الدين أو العقيدة"، وتأكيده في المادتين (22) و(23) على حرية الضمير وحرمة دُور العبادة، وحرية القيام ‏بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية، وحرية الرأي والتعبير دون مساس "بأسس العقيدة ‏الإسلامية ووحدة الشعب، وبما لا يثير الفرقة أو الطائفية"، وهو ما تؤكده التشريعات الوطنية بالتوافق مع التزامات المملكة بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق ‏الإنسان، وانضمامها لأكثر من 30 اتفاقية حقوقية دولية، وتكريس مكانتها كواحة للحريات الدينية، في وجود أكثر من 1300 مسجد إلى جانب نحو 20 كنيسة وكنيس يهودي، وثلاثة معابد هندوسية، وأكثر من 90 جمعية أهلية للجاليات الأجنبية وتعزيز الصداقة بين الشعوب.  وبفضل التوجيهات الملكية السامية وجهود فريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، قدمت مملكة البحرين أنموذجاً إنسانياً عالمياً في مواجهة جائحة فيروس كورونا في إطار الحرص على الصحة والسلامة العامة بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وإتاحة التطعيمات المجانية لجميع المواطنين والمقيمين، وتقديم حزمة مالية واقتصادية لدعم الأفراد والقطاع الخاص، ومساعدات إنسانية لإعانة المتضررين.  وعلى الساحتين الإقليمية والدولية، اتخذت مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك المفدى مبادرات رائدة لنشر ثقافة التسامح ‏والسلام، من أبرزها تنظيم مؤتمرات عالمية للحوار بين الأديان والمذاهب والحضارات والثقافات، واحتفاء الأمم المتحدة بمبادرتها لليوم العالمي للضمير، وجوائزها العالمية لتمكين المرأة والشباب ودعم التنمية المستدامة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم وخدمة الإنسانية، ومواصلة دورها الحضاري في نشر قيم الوسطية والسلام من خلال ‏‏مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، ومركز الملك حمد للسلام السيبراني، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابينزا الإيطالية، و"إعلان مملكة البحرين" لتعزيز الحريات الدينية.‏  وحافظت المملكة على مبادئها الدبلوماسية الرصينة في إطار احترامها لمبادئ السيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحرصها على تسوية النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، وتدعيم المسيرة الوحدوية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ضوء نتائج "قمة السلطان قابوس والشيخ صباح" و"بيان العُلا"، ودعمها الدائم لأمن واستقرار الدول العربية ووحدتها وسيادة أراضيها، ومساندتها لجهود إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وتوقيع "إعلان مبادئ إبراهيم" لتعزيز التعايش بين أصحاب الديانات السماوية، وتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع 16 وكالة أممية بموجب الاتفاقية الإطارية (2018-2022).  ورحبت المملكة بجميع المبادرات الدولية الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، ومنها وثيقة "الأخـوة الإنسانية من أجل السلام العالمي ‏والعيش المشترك" التي وقعّها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس بابا ‏الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي في الرابع من فبراير ‏‏2019، ليتم التوافق على هذا اليوم للاحتفاء سنويًا باليوم الدولي للأخوة الإنسانية.  وأولت مملكة البحرين اهتماماً كبيراً بدور الإعلام الوطني في تعزيز التسامح ونبذ التعصب والكراهية من خلال إطلاق وزارة الإعلام لحملتها ‏التوعوية "قل خيرًا" لعامي 2016 و2020، وحرصها على الالتزام بأخلاقيات التعبير عن الرأي وفقًا للقانون وميثاق ‏‏الشرف الصحفي، وميثاق ‏الشرف للإعلام المرئي ‏والمسموع ودليل السلوك الإعلامي، والخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، ومبادرتها الرائدة التي وافقت عليها جامعة الدول العربية بشأن تعديل ميثاق الشرف الإعلامي العربي، و"إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية"، وغيرها من الإسهامات الداعية إلى تعزيز التسامح والتآخي، ونبذ كل دعاوى ‏التحيـز والتمييز والتعصب أياً كانت ‏‏أشكاله. ‏

مشاركة :