بكل هدوء، غادرت وعادت الفنانة فاطمة الصفي من إجازة قصيرة، «رفّهت» فيها عن نفسها واعتبرتها بمثابة «استراحة محارب»، بعد عناء موسم درامي طويل. الصفي تحدّثت إلى «الراي» عما أسمتها «رحلة للراحة والاستجمام»، قائلة: «بعد انشغالاتي الفنية طوال الفترة الماضية، سواء في تصوير مسلسلي (أمنا رويحة الجنة) و(ذاكرة من ورق)، اللذين عرضا على شاشة (الراي)، أو بروفات وعروض مسرحية (زين الأوطان)، قررت بعد عيد الفطر السعيد أن أهرب إلى إسبانيا وإيطاليا، للاستئناس بزيارة الأماكن التي أحبها، وتغيير جدول الروتين اليومي وأجواء العمل الصعبة، كي أعاود نشاطي من جديد». وعبّرت الصفي عن سعادتها بما حصدته من نجاحات في الموسم المنقضي، سواء من خلال الدراما أو على خشبة المسرح. ولم تجد غضاضة في تجسيدها دور امرأة أكبر من عمرها الحقيقي، وهي شخصية «فوزية» الأربعينية في مسلسل «أمنا رويحة الجنة»، والاضطرابات النفسية التي مرت بها، قائلة: «(مافيها شي)، فأنا بالفعل جسدت دور امرأة في الأربعين من عمرها، وهي أكبر بنات العائلة وتعاني من حالة نفسية سيئة بسبب اتهام زوجها لها بالخيانة، وغياب والدتها سنوات طويلة»، مضيفة: «لا شك أن الدورتطلّب مني جهداً كبيراً، كي أوصل الفكرة وأقيم جسوراً من التواصل والتعاطف بين فوزية والمشاهد، ولكنني أحب مثل هذه النوعية من الأدوار التي تتطلب تحدياً وجهداً من الممثل. وهبة مشاري حمادة نسجت النص والشخصيات بشكل جميل، وترجم رؤيتها المخرج محمد القفاص بحنكة وقدّم حبكة درامية ممتعة، كما أن جميع فريق العمل أبدعوا ولم يقصروا. فالجميع اجتهد، وعملنا ونحن (ربع وإخوان)، وأنا سعيدة بالوقوف أمام الفنانة القديرة سعاد عبدالله والرائعة أسمهان توفيق ولمياء طارق وبشار الشطي وجميع المشاركين». وعما إذا كانت قد ترددت في تجسيد دور أكبر من عمرها الحقيقي، خصوصاً وأن هذه حالة نادرة بين ممثلات جيلها، قالت الصفي: «على العكس، فقد قبلت التحدي من دون تردد ووجدت أنها فرصة طيبة لإبراز قدراتي والإفصاح عن أدواتي كممثلة، وكان اهتمامي كبيراً بأدق التفاصيل، وحرصت على أن تعيش (فوزية) عمرها الحقيقي، حتى من خلال الإكسسوارات والأزياء التي تليق بهذه المرحلة العمرية، والحمد لله تحديت نفسي وكسبت الرهان، وسعيدة بردود الفعل الطيبة التي تلقيتها وما زلت أتلقاها حتى الآن». وبررت الصفي غيابها المستمر عن وسائل الإعلام المختلفة، بالتأكيد أنها ليست من هواة الظهور، وقالت: «(ماكو شي أتكلم عنه)، وأنا أفضّل الظهور فقط عندما يكون هناك ما يستحق الحديث عنه أو التطرق إليه، أو إذا كان هناك عمل جديد أضيء عليه»، مؤكدة أنها في الوقت نفسه «لا تتعمد الغياب»، ولكنها تفضّل عدم الظهور المجاني، وترى أن الغياب مفيد للفنان إذا لم يكن هناك ما يستحق الحديث عنه.
مشاركة :