تفاعلت أسواق التجهيزات الطبية ومستلزمات التعقيم بشكل فوري، مع الإجراءات الاحترازية الجديدة التي اتخذتها المملكة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وارتفعت مبيعات عدد من المستلزمات بنسبة قدرها العاملون في نقاط البيع بتلك الأسواق بـ 100 % عما كانت عليه قبل صدور بيان البيان الإلحاقي لوزارة الداخلية المتضمن عدداً من إجراءات الإغلاق والإيقاف لبعض الأنشطة، وكان الطلب على أجهزة قياس الحرارة والمعقمات هو الأكثر، في حين شكل أصحاب المحال التجارية ومندوبو الشركات الشريحة الأكثر شراء على عكس المشترين الأفراد الذين شكلوا نسبة 30 % من المشترين حسب تقديرات عدد من الباعة. وأكد كردي أحمد -موظف مبيعات بمحل مستلزمات طبية بمدينة جدة- لـ "الرياض" أن الطلب زاد على شراء المستلزمات الطبية المستخدمة للوقاية من فايروس كورونا بنسبة 100 % عما كانت عليه قبل بيان وزارة الداخلية المتضمن عودة بعض الإجراءات الاحترازية نتيجة لظهور مؤشرات لارتفاع في المنحنى الوبائي في بعض مناطق المملكة، والتراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية والبروتوكولات المعتمدة. وقال: الطلب الأكبر كان من نصيب أجهزة قياس الحرارة، وخصوصاً النوعيات التي تستخدمها المحال التجارية والشركات لقياس حرارة مرتاديها، وهي أجهزة تتفاوت أسعارها وتبدأ من 130 ريالاً تقريباً بحسب جودتها، وتلا ذلك زيادة الطلب على المعقمات بمختلف أنواعها سواء المخصص منها لتعقيم اليدين أو الأسطح وغيرها، وشكل أصحاب المحال التجارية ومندوبو الشركات والمؤسسات تقريباً نسبة 70 % من مرتادي السوق، في حين كان نسبة المشترين الأفراد العاديين نحو 30 %. بدوره أكد عمر قاسم -موظف مبيعات بشركة للمستلزمات الطبية بمدينة الرياض- حدوث نشاط في حركة المبيعات، لافتاً النظر إلى أن الطلب الأكثر على أجهزة قياس الحرارة وخصوصاً النوعيات التي تكون منها على قاعدة (ستاند)، وتستخدم بشكل كبير في المحال التجارية والمراكز ومداخل المؤسسات والشركات وكانت تباع بنحو 300 ريال للواحد، مبيناً أنها شبه مفقودة في السوق نظراً لكثرة الطلب عليها. وقال: هناك طلب أيضاً على أنواع أخرى من المستلزمات كالقفازات الطبية التي تعد أيضاً قليلة في السوق حالياً، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعرها بشكل كبير من البلدان المصنعة، وحالياً باتت المصانع في الخارج تطلب 350 ريالاً سعرا للكرتون سعة 1000 قفاز، بعد أن كان سعره قبل جائحة كورونا لا يتجاوز 90 ريالاً فقط. واشترطت أمس الكثير من المنشآت التجارية والشركات والمؤسسات إبراز تطبيق "توكلنا" كشرط لدخول مقارها أو فروعها ومكاتب الخدمة حول المملكة لجميع الموظفين والمراجعين والزوار، وبعضها اشترط وجود حجز موعد إلكتروني مسبق للزيارة بالنسبة للمراجعين. ويأتي هذا الإجراء تماشيًا مع إجراءات وزارة الصحة، واتباعًا للإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، من أجل ضمان صحة وسلامة الجميع. ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا تتبع تلك المنشآت الإجراءات الوقائية المطبقة، مثل قياس درجة الحرارة ، وإلزام الجميع بارتداء الكمامات، مع التنبيه المستمر بالإجراءات الأخرى مثل تجنب المصافحة وغسل اليدين وتوفير المعقمات وتطبيق مسافات التباعد الاجتماعي وتمكين العمل عن بعد. يذكر أن الجهات الرقابية في عدد من الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالأسواق والمستهلك، تحذر دوماً مختلف الجهات التي تُمارس أعمالًا تجارية أو زراعية أو صناعية أو غيرها من الأعمال الخدمية، من استغلال تداعيات وقتية أو أحداث عالمية أو مُعطيات استثنائية، لزيادة الأسعار أو ارتكاب أي ممارسات سلبية كالاحتكار أو تضليل المستهلك، وتتوعده بالعقوبة الرادعة التي تتناسب مع مقدار فداحة خطئه، والتي تتفاوت بين الغرامة المالية والإغلاق وتصل لحد السجن.