– في الماضي كانت الحياه مختصره لا تكاد تتعدى حدود البيت والمسجد والمدرسه . وكان التاثير على العادات هو مانراه ونتعلمه ممن حولنا وقد يكونون قله ولهم جميعا نفس الاسلوب وكان الحصول على المعلومه لا يأتي الا نقلا في الاغلب او كتابة وذلك نادر ، لكن في وقتنا الحاضر اصبح المجتمع اكبر والمعلومات اكثر والادراك اوسع واشمل ولكن لنتساؤل كيف كنا اخلاقيا اجمل ؟ – باستطاعة كل شخص منا الان ان يبحث عن اي معلومه او قصه معبره في خلال ثواني معدوده وقد نرى بعض الأشخاص لديهم كم كبير من الاطلاع ولكن هل استفاد ؟ في الاغلب لا لأن الحصول السهل يقتل الفائده بينما في الماضي كنا إذا سمعنا قصه جميله أو معبره أو معلومه غريبه لا ننساها لانها اتتنا بصعوبه وقد لا نسمعها مرة أخرى ، فكانت قصص الصحابه تؤثر فينا بشكل كبير وكانت قصص الحب العفيف تنمي فينا الرجوله والشهامه وتجعلنا نريد ان نتفوق على من سمعنا قصصهم في شهامتهم وعفتهم ومكارم أخلاقهم وكنا نحفط الأمثال ونتعايشها ، فكنا مثلا نتصنع الحلم لاننا نعلم ان الحلم بالتحلم ، وكنا أيضا نسمع أن التطفل عاده سيئه وللأسف ان المفاهيم أصبحت خاطئه فأصبحنا نخلط بين التطفل والفضول وبينهما خيط رفيع والفرق إن التطفل هو مانهى الإسلام عنه كتتبع عورات الناس أو التدخل في ما لا يعنيك ، أما الفضول فهو مفتاح كل نجاح إذا كان في الطريق الصحيح وكلما زادت التساؤلات زاد حب الاطلاع والمعرفه وهو الذي أصبح مفقود لدينا وأردت التكلم عنه ، الفضول يعد من العادات السيئة وهو فهم خاطئ برائي ، بل العكس أراه خير وسيلة لتوسيع الإدراك وقد يكون عبادة في التفكر في خلق الله وحسن صنيعه ، الفضول سلوك جميل لمن وجهه لمنفعة نفسه والناس وهو المنطلق لطرح الأسئلة ثم الإجابة عليها فنرى أن الصحابي الجليل سلمان الفارسي كان فضوله سبب للبحث عن الدين الصحيح حتى وصل لسيد البشر عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، وأيضا نرى أن أعظم علماء الفيزياء واشهرهم قاده الفضول لمعرفة سقوط التفاحه ارضا ً وعندها بدا البحث عن الاسباب حتى اوجد لنا قوانين الفيزياء ، وايضا العالم المصري أحمد زويل صرح في لقاء له أن الفضول هو شغف العلماء ووقود العلم وهو من قاده لاختراع الميكروسكوب رباعي الأبعاد وأيضا وضع لبنات أساس علم الفيمتو في الكيمياء وهو مثال يفخر به وقد حاز على جائزة نوبل عام١٩٩٩، والأمثلة كثيره لا حصر لها ، في الماضي كان فضولنا يدفعنا لتساؤلات كثيره لوالدينا أو لمن هم أكبر منا ولكن أغلب تساؤلتنا كانت عن عاداتنا وتقاليدنا ولذلك رسخت بنا ولم تتغير رغم انني ممن عاصر الاجيال الحديثه وكلما تقدمت في البحث عند من هم اسن منا وجدت الرسوخ اكبر ولكن في وقتنا الحالي رغم سهولة المعلومه الا ان تساؤلاتنا اصبحت تافهه وتكاد لا تطاق وتخجل من قرأتها وتويتر وبرامج السوشل ميديا خير دليل على بحثنا فتجد ان الفضول في اغلب بحوثنا اصبح تطفل وتتبع لعورات وفضائح البشر كأننا خلقنا لاجل هذا وانه الغايه الوحيده من كوننا بشر وتناسينا امر الله في التفكر في صنيعه وعبادته ، اسأل نفسك ماهو اخر بحث لك في تويتر او يوتيوب او محركات البحث ستجد انها عن فضيحه او حادث او شي لا يفيدك بشي ابدا الا اشباع تطفلك وليس فضولك والمهتم الاكبر منا ستجده يبحث عن وضع سياسي او اقتصادي بينما انطفأت تساؤلاتنا عن ديننا او اسباب نزول بعض السور او قوانين علميه او قصص تاريخيه معبره او او او الخ من الاشياء التي قد تفيدنا حتى وان كانت تسليه ، انطفأ الفضول فتبعه الشغف ثم الانتاجيه و ايضا الانسانيه نعم الانسانيه لانه اذا كان الانسان غير منتج او فعال فلا خير في حياته وقد امرنا الله بالسير في الارض وعمارتها و هذا اكبر دليل بعد عبادته وحده على انسانيتنا ، نمسك اجهزتنا بالساعات حتى اصبح الشخص انعزاليا وحيدا حتى وان كان في مجلس فيه عشرات الاشخاص والسبب ان المتواجدين كلهم مشغولين في عزلتهم وانطوائتهم ، اقول لكل انسان يقرأ : كن شغوفاً ، كن فضوليا ، ابحث ، اسأل ناقش بادب تامل وتفكر لا تقف صامدا دون فضول دع الفضول يحركك لما فيه خير لك وللامه انهض وابحث اقرأ بكل ما أوتيت من قوه ثق بنفسك وامكاناتك لا تترد ولا تخجل فالخجل عن السؤال قتل لفرصه قد تكون هي مفتاح إبداعك ، نعم قد أصبحت المعلومه متوفره وبسرعه خياليه وهذه نعمة عظيمه ، في الماضي كان العلماء يتتلمذون على أيدي علماء آخرين بينهم قارات وبحور ويسافرون طوال حياتهم لتجميع العلم ، الآن اصبح العلم بين يديك وانت لا تنظر إليه ولا تريده لماذا ؟! لأن وقتنا أصبح مهدور في التنقل بين مشاهير السوشل ميديا الفارغين ولأن فضولك أصبح تطفل . أجعل لك وقتا ولو بسيط للقراءة للكتابة للتفكر لتنمية قدراتك العقلية لتكن إنساناً على الأقل وتكن نافعا لمن حولك .
مشاركة :