القاهرة 4 فبراير 2021 (شينخوا) أكد خبراء سياسيون وعسكريون، أن تأسيس "المنتدى العربي الاستخباري" يعزز الأمن القومي العربي، عبر دعم التعاون الاستخباري وتبادل المعلومات بين الدول العربية، بما يساعدها على مواجهة الإرهاب والتهديدات الإقليمية. ويتخذ المنتدى العربي الاستخباري من القاهرة مقرا له، وأعلن عن تأسيسه مطلع فبراير الجاري، بحضور رؤساء أجهزة المخابرات في الدول العربية. وشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أعمال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، ودعا إلى وضع منظومة عربية متكاملة ومحكمة لمكافحة الإرهاب، وحذر من تنظيمات إرهابية تسعى للتمدد في بعض الدول العربية بدعم خارجي. وفي هذا الصدد، رأى الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تأسيس المنتدى العربي الاستخباري خطوة إيجابية، لأنه يمثل آلية لدعم التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات بين الدول العربية من أجل مواجهة التحديات. وقال بدر الدين، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن إنشاء المنتدى يأتي في وقت تواجه فيه الدول العربية تحديات عديدة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال والاتجار في البشر، وجميعها يتطلب التعاون المشترك على المستوى المعلوماتى والاستخباري. وأضاف أن "المنتدى مهم، وجاء فى توقيت له دلالة، لاسيما أن بعض الدول العربية تعاني من صراعات داخلية، تستغلها أطراف إقليمية ودولية". وتابع أنه "بالتأكيد تأسيس هذا المنتدي سيساعد الدول العربية على تعزيز التعاون الاستخباري.. ومثلما يوجد تقاسم فى المعلومات لابد أن يكون هناك تقاسم فى المواجهة، بحيث لا يتحمل طرف واحد عبء مواجهة الإرهاب". بدوره، أكد الخبير العسكري اللواء متقاعد سمير فرج أن إنشاء هذا المنتدى "خطوة كبيرة تأخرت كثيرا". وقال فرج، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بوزارة الدفاع، لـ "شينخوا"، "كنا ننتظر منذ مدة طويلة تأسيس هذا المنتدى، لكن للأسف المشاكل بين بعض الدول العربية تسببت في تأخير هذا الأمر". وأردف أن "الذى عجل بظهور هذا المنتدى هو الإرهاب الذى ظهر مؤخرا فى معظم الدول العربية، وأدى إلى ضرورة أن تتواجد كل أجهزة الاستخبارات العربية في منظومة واحدة، تتبادل فيها المعلومات مع بعضها". واستطرد أن أجهزة المخابرات العربية سوف تستفيد كثيرا من خلال المنتدى من خبرات بعضها البعض فى حل مشاكل وأساليب التعامل مع الإرهاب، مع العمل على وقف إمداد التنظيمات الإرهابية بالأموال والأسلحة. وشدد على أن "هذا المنتدى سيساعد على حماية الأمن القومى العربي، وتعزيز التعاون الاستخباري فى مجال مكافحة الإرهاب، الذي يهدد الأمن العربي". وأشار إلى أن استضافة القاهرة مقر المنتدى يعود إلى أن "المخابرات المصرية هى أقوى منظمة استخباراتية فى المنطقة العربية وأقدمها، إلى جانب ثقة الدول العربية فى مصر". أما الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، فقد كشف عن أن القاهرة شهدت اجتماعا منذ فترة لرؤساء أجهزة المخابرات العربية، كانت قد دعت له، وتم التوافق خلال هذا الاجتماع على تأسيس المنتدى. وأضاف أن المنتدى سيعقد اجتماعات دورية لمناقشة قضايا الإرهاب وكافة الأمور المرتبطة بالأمن القومي العربي. وتابع أن "المنتدى يهدف إلى إصلاح وضع العالم العربي المزري، الذي تتحكم في قضاياه بدرجة كبيرة جدا قوى إقليمية ودولية". وأردف أن "المنتدى هو منظومة أمن قومي عربي تبحث قضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب، لمعرفة تنقلات الإرهابيين ومنابعهم ووسائل تمويلهم وآليات المكافحة.. والتعامل مع القوى الدولية والإقليمية فيما هو مرتبط بالمعلومات المتوفرة الخاصة بقضايا العالم العربي.. فهذا المنتدى يخدم الأمن القومي العربي". ونوه بأن مصر "صاحبة الدعوة لإنشاء هذا المنتدى، فهى الدولة الأكبر فى العالم العربي، ومقر جامعة الدول العربية، ولها ثقلها في المنطقة.. ونريد أن ينعكس هذا المنتدى بشكل إيجابي على واقع وقضايا العالم العربي". من جهته، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة إن المنتدى يهدف إلى "التنسيق بين أجهزة المخابرات العربية.. ووضع استراتيجيات لمجابهة أية تهديدات إقليمية بصورة أو بأخرى". وأوضح أن كلمة السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى "حددت جدول أعمال دائم للمنتدى فى إطار ضرورة مواجهة الإرهاب على كافة المستويات، ووضع استراتيجيات للتعامل مع ما يهدد الأمن القومي العربي". وختم أن التطورات الإقليمية تطلبت تأسيس هذا المنتدى، من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التى تواجه الدول العربية.
مشاركة :