تحليل إخباري: استدامة الشراكة بين مصر والسعودية ركيزة أساسية لحماية الأمن القومي العربي

  • 3/10/2022
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

رأى خبراء سياسيون اليوم (الأربعاء)، أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية أمس تشكل دفعة قوية لتعزيز الشراكة بين البلدين، وأكدوا أن استدامة الشراكة بين مصر والسعودية حائط صد وركيزة أساسية لحماية الأمن القومي العربي. وزار الرئيس السيسي أمس (الثلاثاء) الرياض، حيث عقد والملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جلسة مباحثات منفردة، تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين. كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وزير الدفاع السعودي. ووفق بيان مشترك صدر في ختام المباحثات، اتفق الجانبان على "تعزيز الشراكة الاقتصادية، استثماريا وتجاريا، بين البلدين"، وأكدا حرصهما على تعزيز التعاون في المجال العسكري. وأشارا إلى "وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، وشددا على أن "الأمن العربي كل لا يتجزأ.. وأهمية التضامن العربي الكامل للحفاظ على الأمن القومي العربي.. ورفض أي محاولات لأطراف إقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية أو تهديد استقرارها". وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسي في هذا التوقيت إلى الرياض تأتي في إطار "القناعة المصرية السعودية بتطوير بنية ومنظومة العلاقات" بين البلدين. وأضاف فهمي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "مصر والسعودية تربطهما علاقات قوية.. وهما ركائز الأمن القومي العربي.. واعتقد أن تلك الزيارة سوف يكون لها تداعيات إيجابية ومهمة جدا للبلدين". وتوقع أن تشكل مباحثات الرئيس السيسي والملك سلمان "دفعة قوية لتعزيز الشراكة المصرية السعودية". وأردف أن العلاقات الاقتصادية بين بين البلدين تسير بشكل جيد، قبل أن يستدرك "لكن في تقديري أن البعد السياسي والاستراتيجي للزيارة يستبق أي بعد اقتصادي في هذا التوقيت". وعن أسباب الزيارة، قال فهمي إنها جاءت في إطار التنسيق بين البلدين في ظل "التخوف الخليجي من قرب توقيع الاتفاق النووي الإيراني وتأثيراته على المنطقة العربية". وكان الجانبان المصري والسعودي أكدا في البيان المشترك "أهمية التعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بجميع مكوناته وتداعياته بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.. وأن أي اتفاق دولي بهذا الخصوص لابد أن يتم بمشاركة دول المنطقة". وتابع فهمي، أن الرئيس السيسي بعث رسائل من السعودية بأن "مصر حاضرة بقوة في أمن الخليج (العربي)، وهذا أمر مهم يعكس دلالات الاهتمام المصري المباشر بأمن المنطقة ويوقف التهديدات الأخرى". وأردف أن الزيارة جاءت أيضا في ظل وجود "تخوف من حدوث ارتدادات سلبية للحرب الروسية الأوكرانية على أمن المنطقة العربية والشرق الأوسط". واستطرد أن الرئيس المصري والعاهل السعودي بحثا كل قضايا المنطقة مثل اليمن والعراق ولبنان والسودان وليبيا وسوريا وفلسطين والاتفاق النووي الإيراني وأمن الملاحة في البحر الأحمر . من جهته، قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية إن المباحثات المصرية السعودية أمس تؤكد استدامة الشراكة بين البلدين. وشدد غباشي لـ ((شينخوا))، على أن "استدامة الشراكة بين مصر والسعودية تمثل حائط صد لحماية الأمن القومي العربي، وهو أمر مطلوب بشدة عن أي وقت مضى، خاصة أن العالم يمر حاليا بأوضاع حرجة". وأوضح أن هناك عدة أسباب لزيارة الرئيس السيسي إلى السعودية من بينها التباحث حول الوضع العام الحرج للغاية على الساحتين الدولية والإقليمية. وأضاف أن الزيارة شهدت التباحث حول كافة القضايا في المنطقة، واعتقد أن اجتماع وزارء الخارجية العرب اليوم هو اكتمال للتنسيق الذي حدث خلال هذه الزيارة. ومن بين أسباب الزيارة أيضا مناقشة "معضلة الملف النووي الإيراني وتهديدات جماعة الحوثي للسعودية والتأثيرات الاقتصادية للحرب الأوكرانية، والتحضير للقمة العربية المقبلة"، وفقا لغباشي. وأعلنت مصر والسعودية، في البيان المشترك أمس رفضهما استمرار الميليشيات الحوثية في تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وأكدتا أنه لا يمكن التغاضي عن امتلاك هذه الميليشيات لقدرات عسكرية نوعية "كونه تهديدا مباشرا لأمن السعودية ودول المنطقة". بدوره، اعتبر عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي أن زيارة الرئيس السيسي للرياض مهمة، وقال إن البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة يمثل خارطة طريق لحل الأزمات المزمنة في المنطقة لما تضمنه من مواقف واضحة تجاه مجمل أزمات المنطقة. وقال العسومي، إن المباحثات البناءة بين الملك سلمان والرئيس السيسي جاءت في توقيت مهم للغاية يتطلب تعزيز التضامن العربي، لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار القائمة في النظام الدولي وانعكاساتها على المنطقة العربية. وأوضح أن هذه المباحثات أكدت ثوابت الموقف العربي تجاه قضايا المنطقة، ونوه بأن البيان المشترك وضع النقاط على الحروف بالنسبة للعديد من القضايا الاستراتيجية ذات الصلة بمنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل تأكيد قادة البلدين على أن أمن منطقة الخليج خط أحمر لن يتم السماح بالمساس به، ورفضهما تهديدات ميليشيا الحوثي لأمن المنطقة، فضلا عن التهديدات التي يمثلها الملف النووي لإيران. وشدد المسؤول العربي، على أن مصر والسعودية تمثلان صمام أمان لحماية أمن المنطقة العربية وركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار بها.

مشاركة :