أنعم الله على وطننا منذ القدم بأنه مهبط الوحي، وأناسه هم من انعم الله عليهم بالاستجابة لدعوة الحق التي انزلها الله على نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا فإن مجتمعنا وعلى امتداد تاريخه العظيم ، مجتمع يتميز بسرعة الاستجابة لما حوله والتفاعل مع ذلك ، ثم يقبل الحق النافع ويتصدى لكل ماهو عكس ذلك وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، وفي عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله كان مجتمعناالسعودي مضرب المثل في الاستجابة لتوحيد هذا الكيان العظيم وإرساء قيم ومبادىء حضارته التي نجني ثمارها اليوم، وهكذا نجد مجتمعنا حيويا في كل عطاءاته وفق قيمه ومبادئه الاسلامية الراسخة في حالات الحرب والسلم والغنى والفقر .. الخ ، وقبل عام تقريبا وكغيرنا من دول العالم التي لم تكن بمنأى عن الوباء افاق المجتمع على إثر تفشي فايروس (كوفيد 19)سريع العدوى وكان لولاة الأمر رعاهم الله وجزاهم عنا وعن زائري الحرمين وكل مقيم ووافد خير الجزاء، كانت لمبادرة الحكومة في الاغلاق التام والحظر والحجر المنزلي كان لذلك اثر عظيم بعد الله في الوقاية من تفشي الوباء، وكان لسرعة تجاوب المجتمع كبير الأثر مما اسهم في تحقيق نجاحات تعد عالميا هي الاولى في تميزها ، وتحملت الدولة العبء الاكبر في الجانب الاقتصادي الذي جعل المواطن لم يشعر ولو للحظه بأي تغير في كل مقومات حياته ، كانت الاسرة السعودية والمواطن السعودي مضرب المثل في الانضباط والالتزام بالانظمة التي وضعت للحفاظ على الامن الصحي الوطني، وتكاتف المجتمع من التجار والامن والصحة والاعلام وكافة قطاعات الدولة في الاشراف وتحقيق الاهداف التي حققت ذلك النجاح المميز، ورغم اننا قبل عام نخوض تجربة جديدة إلا اننا الان وفي الموجة الثانية يفترض اننا قد اكتسبنا من الخبرات المعرفية والنظامية والوقائية والأمنية ما يجعل الامر اسهل من ذي قبل مما يجعل من سرعة الاستجابة للتوجيهات والالتزام بالاحترازات احد اهم قيم المجتمع المرحلية التي تكون تابعة ومتسقة مع النظم الوطنية بكل اخلاص وولاء لوطننا الغالي ،وان نكون يدا واحدة تشكل التلاحم ووحدة الهدف في الخروج من أزمة الموجة الثانية لوباء "كوفيد19"وهذا يحتم على الجميع السرعة في الاستجابة للتوجيهات والرضى التام بتنفيذها والحرص على تحقق ذلك والتماهي مع التصور المشترك للجهات الصحية المشرفة على هذ الوضع وكذلك كل الجهات الرقابية وان نكون جميعا ايجابيون وفق ما اكتسبناه في العام السابق في الوقاية من هذا الوباء الذي اعجز اعتى اساطين الفكر البحثي الصحي على مستوى العالم لخطورته وسرعة انتشارة وما تم حوله حاليا من رؤى بحثية حول سرعة تحوره ، واخيرا لنطمئن جميعا ان الله سبحانه هو القادر على رفع هذا الوباء فليكن توجهنا اليه ثم ثقتنا بأن ولاة أمرنا رعاهم الله في أولوياتهم سلامة المواطن والمقيم والحاج والمعتمر وزائر مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم ولن يألوا جهدا في تقديم ما من شأنه سلامة وصحة الجميع وهذا يتطلب منا جميعا ان نكون عونا لهم في تطبيق كل الاجراءات التي يتم التوجيه بها للتصدي لهذا الوباء حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.
مشاركة :