أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال المعيقلي في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، إن من أشد المواقف على العباد، يوم القيامة، بأهوالها المفزعة، وأحوالها المخيفة (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ )، فيحشر الناس حفاة عراة غرلا، مع كل نفس سائق يسوقها، وشهيد يشهد عليها، والناس بين ضاحك مسرور، وباك مثبور، وآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله من وراء ظهره، وأضاف، يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا، ويساق المجرمون إلى جهنم وردا، ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا )، ويقول فرحًا مسرورًا ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ )، ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ) ، ويقول نادما حسيرًا ( يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ). وتابع، في ذلك اليوم المشهود، يوضع الميزان، وهو ميزان حقيقي، له كفتان، يميل بالحسنات والسيئات، لا تكيفه العقول، ولا تتصوره الأذهان، يزن كل صغيرة وكبيرة، قالَ الإمامُ أحمد: "والميزانُ حقٌّ، تُوزنُ به الحسناتُ والسيئاتُ، كما يَشَاءُ الله أنْ تُوزن"، ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِين ). وأوضح فضيلته أن من أهوال يوم القيامة، موقف توفية الموازين، حتى إن العبد لينخلع فؤاده، وتعظم كروبه، ناسيا أهلَهُ وأحبابه، مشغولا بما يراه أمامه، وهو ينتظر حصيلة عمله، فلا يهدأ روعه، حتى يرى أيخف ميزانه أم يثقل ؟، فمن ثقل ميزانه، نودي في مجمع فيه الأولون والآخرون: ألا إن فلان ابن فلان، قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، وإذا خف ميزانه، نودي على رؤوس الخلائق: ألا إن فلان ابن فلان، قد شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا. وأوصى فضيلة إمام وخطيب الحرم المكي في نهاية خطبته قائلاً : إخوة الإيمان .. في ظل استمرار هذه الجائحة، فإنه يجب علينا، العمل بتوصيات وزارة الصحة، وذلك من طاعة ولي الأمر، لمنع انتشار العدوى، وهذا واجب شرعي، للمحافظة على الأنفس، فكم من متهاون بالتعليمات، عرَّض حياته وحياة غيره، إلى ما لا تُحمد عقباه، سائلاً الله - جل جلاله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يكشف عنا هذا الوباء، برحمته وفضله، وجوده وكرمه. وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الفتن كثيرة كمواقع القطر ومنها كبار ومنها فتن تموج كموج البحر، وقد خشي صلى الله عليه وسلم على أمته الوقوع فيها والتأثر بها فقال: " إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن "، وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها في صلاته يقول : " وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات "، وأمر أصحابه بالتعوذ منها. وأضاف : لا تتم النعم إلا بالإيمان، قال سبحانه وتعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي "، وكل مسلم مأمور أن يدعو ربه بالهداية في كل صلاة " اهدنا الصراط المستقيم "، وعلى المؤمن أن يخاف من فقد هذه النعمة أو نقصانها فالزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، واحذر مما حذرك منه وخف مما خافه عليك لتأمن في الآخرة إذا خاف الناس فطاعة الله ورسوله جالبة للأمن قال سبحانه وتعالى : " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ".
مشاركة :