مصر تفرج عن صحافي الجزيرة بانتظار تجاوب من قطر

  • 2/6/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - أفرجت القاهرة عن الصحافي محمود حسين الذي يعمل في قناة الجزيرة القطرية والمحبوس احتياطيا منذ أربع سنوات بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، في خطوة تحمل دلالات عميقة من حيث توقيتها الذي يتزامن مع وصول إدارة أميركية جديدة تضع في صلب أولوياتها ملف حقوق الإنسان، وأيضا في ارتباط باختراقات جارية على مستوى المصالحة مع قطر. وأطلقت السلطات المصرية سراح حسين مساء الخميس، وقال رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان جمال عيد صباح الجمعة “صدر قرار إطلاق سراحه بالفعل، ولكنه لم يصل بيته بعد وما زال مع أجهزة الأمن”. وعادة ما تلي قرارات إطلاق سراح السجناء إجراءات أمنية عدّة تشمل نقل السجين إلى إحدى مديريات الأمن أو مراكز الشرطة قبل أن يتم الإفراج فعليا عنه. وأوضح المرصد المصري للصحافة والإعلام غير الحكومي، على صفحته في فيسبوك، أنّ محكمة جنايات القاهرة قررت إخلاء سبيل الصحافي ومدير مراسلي قناة الجزيرة “بتدابير احترازية” تتضمن عادة “مراقبة شرطية” للشخص المفرج عنه. أيمن نصري: القاهرة تسعى لسد المنافذ التي يمكن أن تستثمرها إدارة بايدن أيمن نصري: القاهرة تسعى لسد المنافذ التي يمكن أن تستثمرها إدارة بايدن وذكرت مصادر مصرية، لـ”العرب”، أن إطلاق سراح حسين، يرمي إلى توصيل رسالة مباشرة لقطر، والمجتمع الدولي الذي يتابع مسألة المصالحة السياسية، مفادها أن القاهرة لا تمانع الإفراج عن محتجزين لم تتم إدانتهم نهائيا في جرائم إرهاب وعنف، من المحسوبين على الإخوان أو التيار المدني، ويمكن العفو عنهم طالما أزمتهم لا تمثل تهديدا للأمن القومي. وأضافت المصادر نفسها، أن الهدف من الرسالة إحراج الدوحة، حيث هناك العشرات من القيادات والكوادر الإسلامية المتطرفة التي تعيش في قطر وتلقى دعما واحتضانا رسميا وهي مطلوبة لدى الأمن المصري، وبعضهم صدرت بحقه أحكام تؤكد تورطه في جرائم إرهاب، وتطالب مصر بتسليم هؤلاء أو إبعادهم عن الأراضي القطرية. وأوضحت أن الإفراج عن حسين هو بادرة حسن نية من القاهرة تجاه المصالحة، بانتظار خطوة من الدوحة لتسليم المطلوبين من عناصر تنظيم الإخوان، وأشارت هذه المصادر إلى تقديم مصر جملة من المبادرات الرمزية في انتظار رد فعل قطر، والذي يبدو حتى الآن لم يتغير كثيرا، فلا تزال قناة الجزيرة تتعامل بسلبية مع الشأن المصري، ولم تقم الدوحة بأي تصرف يعزز الأهداف الرئيسية للمصالحة السياسية. ويأتي إطلاق سراح حسين في أعقاب إعادة العلاقات بين مصر وقطر في إطار المصالحة الخليجية التي جرى التوصل إليها بداية الشهر الماضي. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في يونيو 2017 قطع العلاقات مع قطر، متهمة إياها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، وتبني خطاب إعلامي معاد. واعتبر رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، أيمن نصري، أن الإفراج عن مراسل قناة الجزيرة يأتي أيضا في إطار مراجعات حكومية بشأن المحتجزين في السجون، حيث شهدت الأشهر الماضية الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين على ذمة قضايا رأي وعدد من الصحافيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان، وهو أمر متوقع تزايده الفترة المقبلة. وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أن القاهرة تسعى لسد المنافذ التي يمكن أن تستخدمها الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن كورقة ضغط، وهناك خطط جيدة للتعامل المستقبلي مع الهجمة المتوقعة من قبل إدارته، ومن الضروري مواجهتها بأدوات رشيدة، لتتجنب مصر منغصا يمكن أن يمثل صداعا سياسيا لا لزوم له. وتحاول الحكومة المصرية حل أزمة المعتقلين المستمرة منذ فترة، خاصة بعد أن دخل الاتحاد الأوروبي على خطها، وبدا كأنه يسعى إلى استغلال وجود إدارة ديمقراطية في البيت الأبيض تتفق معه في التوجهات لتعظيم ملف حقوق الإنسان، الأمر الذي يمنح الكثير من المنظمات الحقوقية جرأة مضاعفة لشن انتقادات جديدة على مصر. وألقي القبض على محمود حسين في ديسمبر 2016 في مطار القاهرة لدى عودته إلى مصر في إجازة، آتياً من الدوحة حيث يعمل في قناة الجزيرة.

مشاركة :