قوبل إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن وقف دعم بلاده للحرب في اليمن وتعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة إلى هذا البلد العربي المضطرب، بترحيب حكومي يمني سعودي ومطالبات حوثية بوقف عمليات التحالف العربي الذي تقوده الرياض. فعلى خلاف موقف الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب، بشأن النزاع في اليمن، أعلن بايدن الخميس في خطاب بشأن ملامح سياسته الخارجية، إنه وجه بإنهاء دور الولايات المتحدة في العمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة. وتعهد بايدن بأن تعزز بلاده الدبلوماسية وتدعم مبادرة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن. وأعلن الرئيس الأمريكي أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، عين تيموثي ليندركينغ، مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى اليمن، وهو دبلوماسي مخضرم يتمتع بخبرة طويلة في الشؤون الإقليمية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم، إن ليندركينغ، بدأ فعليا في مناقشة التزام واشنطن بدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن. وأوضح المكتب الصحفي لمكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، أن ليندركينغ، بدأ التواصل مع الكونغرس اليوم لمناقشة التزام الولايات المتحدة بدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، لإيجاد حل سياسي للحرب في اليمن. وأضاف المكتب في تغريدة على ((تويتر)) "يتطلع السيد ليندركينغ إلى التواصل مع الأعضاء والموظفين في الأسابيع القادمة بشأن هذه المسألة المهمة للغاية". بدورها، أعربت الأمم المتحدة عن التطلع بأن يسهم تعيين المبعوث الأمريكي في إعادة اليمن إلى مسار السلام. وهنأ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في بيان، ليندركينغ بتعيينه مبعوثاً للولايات المتحدة إلى اليمن، معتبرا ذلك "خطوة إيجابية نحو تعزيز الانخراط الدولي والدبلوماسي". وقال غريفيث في تغريدة على حسابه الرسمي في (تويتر)) "أتطلع للعمل مع المبعوث الأمريكي الجديد من أجل إعادة اليمن إلى مسار السلام". ويعاني اليمن من نزاع دموي بين الحوثيين والقوات الحكومية منذ أواخر العام 2014 خلف "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ومنذ بدء النزاع الدموي انسدت أفق الحل السياسي، ولم تفلح جهود أممية وتحركات دولية في وضع حد له في هذا البلد الفقير. وقال بايدن في خطابه أمس إن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف، وأنه وجه بفرض هدنة، وهو ما أثار ترحيب حكومي يمني سعودي. ورحبت الحكومة اليمنية بقرار بايدن، دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية، وتعيين مبعوث خاص لليمن. وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن الحكومة ترحب بما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي بالتأكيد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية. واعتبرت أن تعيين المبعوث الأمريكي "خطوة أخرى مهمة تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة ضمن مساعيها الداعمة والمساندة للحكومة والشعب اليمني لإنهاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران". وجددت الحكومة اليمنية التزامها التام بالعمل مع تحالف دعم الشرعية (التحالف العربي الذي تقوده السعودية) وأعضاء المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي يجلب السلام الشامل والمستدام في اليمن. كما رحبت السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا عربيا لدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الحوثيين بتصريحات بايدن. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن المملكة تؤكد على موقفها الثابت في دعم التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وترحب بتأكيد الولايات المتحدة على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية. وتابعت أن "المملكة تتطلع إلى العمل مع إدارة الرئيس بايدن ومع المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينغ، والأمم المتحدة وكافة الأطراف اليمنية ودول التحالف في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن، بناء على قرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني". ورحبت الرياض أيضا بالتزام الولايات المتحدة "بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها". وكان الرئيس الأمريكي قد قال أمس إن "السعودية تتعرض لهجمات من دول مجاورة، وسنواصل دعمها في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها". وتعليقا على تصريحات بايدن، اعتبرت جماعة الحوثي أن "وقف العدوان ورفع الحصار" هو البرهان الحقيقي لإحلال السلام في اليمن. وقال المتحدث الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام، إن "البرهان الحقيقي لإحلال السلام في اليمن وقف العدوان ورفع الحصار". في إشارة إلى عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. وأضاف عبدالسلام في تغريدة على حسابه في ((تويتر)) إن "خيار العدوان والحصار أثبت فشلا ذريعا أمام الصمود الأسطوري"، مشيرا إلى أن "أن إطلاق الصواريخ هي للدفاع عن اليمن وتوقفها بتوقف العدوان والحصار بشكل كامل". ويشن الحوثيون هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة تجاه الأراضي السعودية منذ بدء تدخل تحالف عربي عسكري تقوده السعودية في النزاع دعما للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته في مارس 2015. وتسيطر جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني منذ أواخر العام 2014، وتخوض حربا ضد القوات الحكومية في مناطق واسعة من البلاد.
مشاركة :