مكافحة التلوث بمادة «تي إن تي» شديدة الانفجار

  • 9/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أخيرا.. اكتشف العلماء سبب كون مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار عالية السمية بالنسبة إلى النبات، فيما يعتزمون استغلال هذه الخاصية في معالجة مشكلة تطهير كثير من المواقع في شتى أرجاء العالم الملوثة بهذه المادة الناسفة شائعة الاستخدام. قال الباحثون إنهم اكتشفوا إنزيما في النبات ذا قدرة على التفاعل مع مادة «تي إن تي» الموجودة في التربة بالأماكن الملوثة بها وهي المادة التي يمكنها إتلاف خلايا النبات وإهلاك مختلف المزروعات كما تجعل البيئة قاحلة جدباء. وقالوا إنه يمكن الاستعانة بالطرق التقليدية في تربية النبات لإنتاج نباتات مثل النجيل يمكن أن يخلو من هذا الإنزيم ليصبح ذا مقاومة شديدة ضد مادة «تي إن تي». ويمكن عندئذ إعادة زراعة مثل هذه النباتات في التربة الملوثة لإزالة هذه المادة من البيئة المحيطة بالنبات. وقال نيل بروس أستاذ التكنولوجيا الحيوية بجامعة يورك البريطانية المشرف على هذه الدراسة التي وردت في دورية «ساينس»: «مادة تي إن تي» المتفجرة ليست سامة للنبات فحسب بل للحيوانات والميكروبات والحياة البحرية أيضا». وأضاف: «توجد مساحات كبيرة من الأراضي الآن ملوثة بالمتفجرات وثمة حاجة ملحة لإيجاد حلول مستديمة زهيدة التكلفة لاحتواء هذه الملوثات بالمناطق الملوثة بها. ولدى النبات مثل هذه القدرة إذا أمكننا الحد من مشكلة السمية». وتستخدم مادة «تي إن تي» كمادة شديدة الانفجار منذ أكثر من قرن وتم تصنيع كميات هائلة منها واستخدمت بالفعل، مما أدى إلى تلويث ميادين التدريب على الرماية العسكرية ومواقع نفايات التصنيع والمناجم ومناطق الحروب والصراعات. وتقاوم هذه المادة التحلل بفعل الميكروبات وتظل في التربة عقودا من الزمن. وقالت ليز ريلوت أستاذة علوم الأحياء بجامعة يورك: «تشير التقديرات إلى أنه في الولايات المتحدة نحو 24 مليون فدان من المناطق العسكرية الملوثة بمكونات الذخائر يحتوي معظمها على مادة تي إن تي». وتترسب مادة «تي إن تي» في جذور النبات مما يؤدي إلى تثبيط عمليات النمو والتكشف أو تخصص الخلايا لأداء الوظائف الحيوية المختلفة. وتوصل الباحثون الذين كانوا يعملون على نبات صغير مزهر اسمه العلمي «أرابيدوبسيس ثاليانا» الشائع في مختبرات الأبحاث - إلى أن عينات من النبات بها طفرة جينية معينة قادرة على النمو والازدهار في التربة الملوثة بمادة «تي إن تي» أما النباتات التي تفتقر إلى هذه الطفرة فإنها تصارع الهلاك. ويتحكم هذا الجين في إنزيم يعيد تدوير فيتامين «ج» في مكونات خلوية تسمى ميتوكوندريا وهي المسؤولة عن إمداد الخلية بالطاقة. ويحول هذا الإنزيم مادة «تي إن تي» إلى مركب أكثر سمية يتلف الآليات الخلوية للنبات أما النباتات ذات هذه الطفرات فإنها تنتج نسخة غير فعالة من الإنزيم مما يوقف عمل سمية مادة «تي إن تي». يقول الباحثون إن النبات المستخدم في التجربة صغير الحجم للغاية بحيث يصعب استخدامه في المواقع الملوثة بمادة «تي إن تي» لكن يمكن إنتاج نباتات بوسعها الاحتفاظ بهذه الخاصة الفريدة المقاومة لمادة «تي إن تي» وذلك في غضون خمس سنوات.

مشاركة :