مسؤولان آسيويان في أهم لجنة قارية مهمتها فرض الانضباط وتطبيق اللوائح والتصدي للتجاوزات (هكذا يفترض) يضعان الكرة في مرمى الاتحاد السعودي وممثليه وأندية المملكة تجاه العقوبات التي تتعرض لها بين الوقت والآخر، وتشديد الاجراءات ضدها من دون سواها من أندية القارة الصفراء خصوصا الإيرانية المعروفة بتجاوزاتها، في الرياض وفي أي مدينة سعودية يتواجد المراقب قبل المباراة باكرا، يتفقد ويقرر ويهدد بإيقاف المباريات عند أي أمر بسيط، وكأنه جاء فقط لرصد أي زلة ومعاقبة الأندية بالمملكة وتحري تجاوزاتها، وأن هناك تعليمات مشددة مفروضة عليه تجعله اشبه برجل المرور في السابق عندما تسلمه إدارته مجموعة قسائم وتطلب منه ألا يعود من الميدان الا وقد استنفدها جميعا بتسجيل المخالفات. علاج القصور يبدأ من حل «الاتحاد الضعيف» وإبعاد أعضاء السفريات وهناك من فسر أن الأندية السعودية لا يوجد لديها ظهر قوي تتكئ عليه في الاتحاد الآسيوي لأن اتحادها ضعيف والاعضاء ليس على قلب رجل واحد همهم مصلحة رياضة البلد، يقزمون انفسهم بالبحث فقط عن مناصب وعضوية لجنة في الاتحاد الآسيوي تتيح لهم السفر والتنقلات ما بين السعودية وماليزيا وبعض الدول، فضلا الدور الذي لايذكر للمرافقين. نائب رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي الدكتور حميد الشيباني وسكرتير اللجنة الاسترالي جيمس كتشينغ (حتى وإن فهم العاقل أن ما يقولانه استغباء وتقزيم لنا ومحاولة لتبرئة ساحة لجنتهما) يؤكدان أن هناك قصورا في دور ممثلي الاتحاد السعودي الذين يرافقون الاندية عندما تخوض مبارياتها القارية، فضلا عن عدم الفهم باللوائح والاجراءات المتبعة لتقديم الاحتجاجات وتنبيه المراقب لأي خروج عن النص، فضلا عن عدم تدوين المراقب لأي تجاوزات يشاهدها مسؤولو الاتحاد القاري عبر الفضاء بينما عندما تصل التقارير للمراقبين تكون خالية من هذه التجاوزات، السؤال من يستقبل هذا المراقب ويحتفي به، ويتعامل معه وفق اصول العمل وضرورة اليقظة تجاه أي تجاوز، يبدو أنه يصل إلى هنا ويعود، واتحادنا الموقر وممثلو الأندية كلهم خيفة منه من دون أن يقدموا له الاحداث والاحتجاجات وفق الاجراءات المتبعة؟! الشيباني لم يقل هذا الكلام نقلا عن الإعلام، او وكالة (يقولون) التي تخطئ وتصيب، انما طرح هذه الملاحظات المؤسفة على طاولة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب الأربعاء الماضي، وكأن الكيل طفح به واراد أن يبرئ ساحة لجنته بقول الحقيقة المؤلمة التي عرت الاتحاد السعودي وممثليه وضعف الاندية في طريقة تقديم احتجاجاتها والاجراءات غير الواضحة التي تتبعها. التجارب السابقة والتصريحات التي كان آخرها تصريح المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد حول العقوبات ضد جماهير الهلال وتناقضاتها، مع تصريحات أخرى تجعلنا نصدق تصريحات مسؤولي لجنة الانضباط أكثر من أي شيء آخر، بدليل صمت الاتحاد السعودي أمام تصريحات الشيباني وجيمس، فالمتحدث الذي (لو كان هناك جائزة للأكثر خروجا وتناقضات عبر الإعلام لحصل عليها بلا منازع) التزم الصمت، ولم يرد على الثنائي ويبرئ ساحة اتحاده الضعيف، الذي يرهبه تصريح مسؤول ناد صغير فما بالك بتهديدات وتحذيرات نادي كبير وحقائق يسوقها مسؤولو الاتحاد القاري الذي أيد سابقا المتحدث قراراته ضد بعض الأندية السعودية. عقوبة بلا علم المسؤول؟ الزميل عبدالعزيز الغيامة ادلى بمعلومة خطيرة وخطيرة جدا وهي عدم علم نائب رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي العقوبة التي فرضت على الهلال المتمثلة باقامة مباراته مع لخويا الأخيرة من دون جمهور، وهذا يوحي لنا أن هناك (من هنا) يحرض على عقوبات بعض الاندية ودور الاتحاد القاري فقط تلقي ادلة الادانة والموافقة في ظل رئيس لا يختلف من حيث الضعف عن رئيس الاتحاد السعودي. إذاً علينا أولاً أن نحاسب اتحادنا المهزوز حتى لو وصل الأمر إلى الحل (على الرغم من أنه بلا جمعية عمومية بعد تحييد دورها) وأن نكتشف أن الاعضاء ليسوا في مستوى الثقة قبل أن نذهب إلى شرق القارة ونلوم الاتحاد الآسيوي ولجانه التي تستقوي على الضعيف، وتخفض الصوت أمام الاتحادات والاندية القوية وبكل تأكيد أن الاتحاد السعودي ليس من ضمن الاقوياء، فما قاله الشيباني وجيمس كشف تلك الوفود السعودية التي تغادر أرض الوطن الى كوالالمبور بين فترة وأخرى ومن ثم تعود فلا نعلم لماذا تذهب وبماذا عادت؟ إذا هي لا تحل مشكلة ولا تتصدى لأزمة ولا تقوّي من حضور كرة القدم السعودية وتدافع عن حقوقها، بل أن وجودها يزيد الاتحاد القاري استقواء وتسلطا على الكرة القدم السعودية؟ ظاهريا يدعو هؤلاء الممثلين السعوديين في الاتحاد الآسيوي أن دخولهم إلى المناصب والعضويات في اللجان لخدمة رياضة الوطن ومصالحها، اما باطنا فلا هم لهم الا المصالح الشخصية والسفرات والانتدابات، وحضور الاجتماعات والدليل تصريحات مسؤولي الانضباط التي كشفت كل شيء وجعلتنا نترحم على وضع اتحادنا وممثليه ومقارنته حضوره الضعيف الحالي وتواجده المؤثر في عهد عبدالله الدبل يرحمه الله. يدعي الاتحاد والاندية احترافيتهم وفهمم للوائح ومكانتنا الكروية الضاربة، ويستعرضون عضلاتهم بين الوقت والآخر بأن الإعلام والجماهير لا يفقهون بالانظمة والاجراءات شيئا لذلك هم غير مهيؤون للنقاشات، وفي نهاية الأمر (حسب تصريحات الشيباني وجيمس) اتضح أن من لا يفقه ولا يتعلم ولا يطور نفسه ولا يمارس نفوذه وفق النظام هو الاتحاد وممثليه وبعض الاندية. باختصار الكرة السعودية لن تتطور وتكون قوية، وتشق انديتها الطريق نحو النجاح وفرض نفوذها بالاداء والنظام في ظل وجود هذا الاتحاد الضعيف وممثليه الذين يرافقون الأندية بلا دور وآلية العمل العشوائية، وبداية الاصلاح تنطلق من علاج حال الاتحاد السعودي ولجانه المختلفة ومن يمثله في الاتحاد القاري، فما يحدث ماهو الا عبث إذا استمر سنجد "الكرة الخضراء" تحتل الصفوف المتأخرة والسبب ضعف الادوار ووجود الاشخاص الذين لا ينظرون للمصلحة العامة على المدى البعيد انما للمصالح الشخصية لو على المدى القصير بشهادة عضو الاتحاد عبداللطيف بخاري.
مشاركة :