أيدت المحكمة الإدارية العليا الحكم الصادر بمعاقبة مسؤلين بحى كوثر التابعة لمحافظة سوهاج بالوقف عن العمل لمدة أربعة أشهر لاصدارهم العديد من تراخيص البناء المخالف أمكن حصر 30 ترخيصا مخالفا منها. صدر الحكم برئاسة المستشار صلاح هلال نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ومحسن منصور نائبى رئيس مجلس الدولة. جاء ذلك فى الحكم الصادر برفض الطعن المقام من (م.ر.م) مدير الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لحى الكوثر ومدير المنطقة الصناعية بها والثانى (ن.ص.س) فنى تنظيم بذات الوحدة المذكورة المنتدب من مديرية الاسكان بسوهاج لأنهما خلال المدة من 2014 حتى بداية 2017 أصدرا العديد من تراخيص البناء المخالف أمكن حصر 30 ترخيصا مخالفا منها وعاقبتهما بالوقف عن العمل لمدة أربعة أشهر. وأضافت المحكمة أن الثابت في الأوراق أنه نُسب إلى الطاعنين الأول (م.ر.م) بوصفه مدير الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية لحى الكوثر ومدير المنطقة الصناعية بها والثانى (ن.ص.س) بوصفه فنى تنظيم بذات الوحدة المذكورة ومنتدب من مديرية الاسكان بسوهاج أنهما خلال المدة من 2014 حتى بداية 2017 أصدرا العديد من تراخيص انشاء مبانى حال كونها غير مطابقة لأحكام القانون رقم 119 لسنة 2008 بشأن البناء الموحد , وأمكن حصر 30 ترخيصا مخالفا منها بواسطة لجنة ثلاثية من مكتب خبراء الكسب غير المشروع بوزارة العدل لفحص جميع أعمالهما وأسفرت عن قيامهما بإصدار تراخيص مبانى بالمخالفة لقانون البناء الموحد وهى التراخيص أرقام : 10 لسنة 2014 بإسم زارع وصفى وأخر , 1 لسنة 2015 بإسم حمادة محمد إبراهيم وأخر , 2 لسنة 2015 بإسم محمد على درويش بصفته مفوض عن مدرسة المناهل , 4 لسنة 2015 بإسم بنك الاسكان والتعمير. و6 لسنة 2015 بإسم السيدمحمد هاشم , 7 لسنة 2015 بإسم عثمان عبد اللطيف محمد , 8 لسنة 2015 بإسم فيصل عبد اللطيف , 9 لسنة 2015 بإسم محمد على ربيع , 1 لسنة 2016 بإسم خالد عبد المنعم سعيد , 6 لسنة 2016 بإسم مجاهد فراج أحمد , 7 لسنة 2016 بإسم زارع وصفى وأخر , 8 لسنة 2016 بإسم جامعة الأزهر , 9 لسنة 2016 بإسم زغلول متولى , 10 لسنة 2016 بإسم طلعت أحمد معتوق , 11 لسنة 2016 بإسم مديرية الشباب والرياضة , 12 لسنة 2016 بإسم وهيب وهبة الله , 13 لسنة 2016 بإسم نفادى على نفادى , 14 لسنة 2016 بإسم هانى خليفة , 15 لسنة 2016 بإسم الحملة الميكانيكية لللوحدة المحلية لحى الكوثر , وبذات الرقم 15 لسنة 2016 بإسم عماد تادرس , 16 لسنة 2016 بإسم جمعية المستثمرين بالكوثر , وبذات الرقم 16 لسنة 2016 بإسم يامن محمد عز الدين , 21 لسنة 2016 بإسم السيد محمد هاشم , 22 لسنة 2016 بإسم صندوق تمويل الاسكان الاجتماعى , 23 لسنة 2016 بإسم عزت فهمى عويضة , وبذات رقم 23 لسنة 2016 بإسم ادوارد ذكرى , 24 لسنة 2016 بإسم نبيل صبحى , 25 لسنة 2016 بإسم فتحى رفاعى , وبذات رقم 25 لسنة 2016 بإسم جمعية ابنوب , 6 لسنة 2017 بإسم أكرم راضى , مما يشكل في حقهما إخلالا جسيما بكرامة وظيفتهما وانحدارا بمسلكهما إلي الدرك الأسفل , وإثمًا تأديبيا يستوجب معاقبتهما بوقف كل منهما عن العمل لمدة أربعة أشهر مع صرف نصف الأجر الكامل لهما خلال مدة الوقف . وأشارت المحكمة إلى أنها تسجل في حكمها ما كشف عنه الطعن الماثل من فساد في المحلياتالذى طال انتظار إصلاحه في جميع أنحاء محليات الجمهورية , حتى وصل الفساد ليس فى البناء المخالف بلا ترخيص فحسب بل فى إصدار تراخيص مبانى بالمخالفة لقانون البناء الوحد وليس للمواطنين فحسب بل أيضا لجهات إدارية تمثلت فى مديرية الشباب والرياضة والحملة الميكانية للوحدة المحلية لحى الكوثر ذاته وجامعة الأزهر وصندوق تمويل الاسكان الاجتماعى وبنك الاسكان والتعمير وأشخاص اعتبارية خاصة وهى جمعية المستثمرين بالكوثر ومدرسة المناهل. فضلا عن تكرار التراخيص بذات الرقم وهو فساد ينبغى مواجهته فلا يصح أن يبقى الفساد المحلى جاثما على جسد الأرض الطيبة في ظل قيام الدولة في قيادتها العليا ببذل جهود مضنية في البناء الحضارى وسعيها بأن تضع مصر على مشارف الدول المتقدمة في الحضارة البنائية, ويبقى مواجهة الفساد الإدارى بالمحليات أقوى التحديات للإصلاح الحقيقى بحسبان أن انتشار البناء المخالف يؤثر سلبا على التنمية والاستثمار والاقتصاد الوطنى وموارد الدولة بحرمانها من استئداء حقوقها من المقاولين المخالفين ، كما يؤثرعلى حق المواطن في توصيل المرافق وتحسين الخدمات المقدمة له، وبغير قيام الإدارات الهندسية على مستوى الجمهورية فى المحافظات والمدن والقرى بواجباتهم المنوطة بهم طبقا للقانون وبغير رقابة صارمة أو حساب رادع سيبقى قانون البناء الموحد حبرا على ورق وسيضيع جهد المخلصين المصلحين لتنمية البلاد . واختتمت المحكمة قولها إن إصلاح المحليات، الذي عجزت عنه أنظمة سابقة يتوقف على انتهاج آليات جديدة مبتكرة لا يعجز عنها الإنسان المصرى تتعلق بتغيير نمط الاختيار التقليدى لكافة القائمين على المحليات من مهندسين وغيرهم , وتدريبهم وتنمية مهاراتهم فى الهيئاتالوطنية التى تزدان بها البلاد بهدف رفع قدراتهم بالعمل , واستخدام المراكز التكنولوجية المستحدثة داخل تلك المحليات لقطع الوصال بين طالب الخدمة ومُقدمها , وحتى لا تعرقل منظومة التنمية المستدامة المنتشرة في ربوع أرض الوطن , فتُغلق كافة الأبوابللقضاء على الفساد من الجذور فلا يبقى له من فروع.
مشاركة :