صدور الرخيتو يكتبون التاريخ لـ محمود درويش

  • 2/6/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صدر حديثا كتاب "الرخيتو يكتبون التاريخ.. حملة بريطانيا العظمى على مدينة رشيد عام 1807 في ضوء وثائق الأرشيفات البريطانية"، للدكتور محمود أحمد درويش، أستاذ الاثار الإسلامية، بكلية الآداب جامعة المنيا، وذلك عن مؤسسة الأمة العربية للنشر والتوزيع.ووفق بيان للناشر فإن الكتاب يتخذ اسم: الرخيتو يكتبون التاريخ (حملة بريطانيا العظمى على رشيد عام 1807 في ضوء وثائق الأرشيفات البريطانية)، وقد اشتق اسم الرخيتو من الاسم الفرعوني رخيت (Rekhyt)، وهو أصل اسم رشيد وأطلق على أهلها الرخيتو وتعني: أفضل الناس، حيث اتخذه شعب مدينة رشيد اسما له عندما استأثر به عن بقية الشعب المصري، ويبرز الكتاب فضل أهالي رشيد في صد الغزو وهزيمة جيش بريطانيا العظمى.رغم كثرة الكتابات في المصادر والمراجع العربية عن الحملة التي شنها جيش الإمبراطورية البريطانية على الإسكندرية ورشيد، في مقدمة لغزو واحتلال مصر عام 1807، إلا أنها اعتمدت في التأريخ للأحداث على رواية الجبرتي، في سفرة الضخم "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، والذي يعد مرجعًا أساسيًا لتلك الفترة.الباحث عن الحقيقة يجدر به أن يكون مطلعا على جميع المصادر التي تناولت هذه الحملة، خاصة الوثائق التي حُفظت في الأرشيفات البريطانية، ومن أهمها بالطبع الرسائل والتقارير التي تم تبادلها بين قادة الحملة من العسكريين، إلى جانب الدبلوماسيين من الوزراء والسفراء وأعضاء الحكومة البريطانية.حدث خلط في رواية الجبرتي عن الحملة الإنجليزية انعكس على الكتابات العربية بشكل أو بآخر، وكان الاعتماد على مصدر واحد في الكتابة التاريخية يعتمد أساسا على الرواية، فيه تجن على الحقيقة التاريخيةإن الجبرتي لم يكن يملك أدوات مؤرخي العصر الحديث، من الوثائق سواء التركية أو البريطانية أو غيرها، والتي يمكنها أن تعطي للمؤرخ صورة كاملة عن الحدث التاريخي وفق الموضوعية والحيادية، سواء بالمنهج التحليلي أو السردي في عرض الأحداث. إلى جانب العديد من المراجع العربية التي اعتمدت على الجبرتي، والمراجع الأجنبية، تأتي الوثائق البريطانية الخاصة بمراسلات الحملة الإنجليزية، لتمثل أهمية كبيرة في كشف الكثير من الحقائق التاريخية والتعبير عن وجهة النظر الأخرى في أحداث هذه الحملة.حاول المؤلف في هذه الدراسة أن يجمع بين الوثائق البريطانية، وبين ما ورد في المصادر العربية، وخاصة الجبرتي، وقد اتضح وجود اختلافات جوهرية في كثير من الأحداث عما ورد في روايات الجبرتي، والذي كان المصدر الأصلي في كتابة الحدث التاريخي عن هذه الفترة للكثير من المراجع العربية.هناك أمور وأحداث كثيرة لم يتطرق إليها الجبرتي، تم إلقاء الضوء عليها في هذا الكتاب، خاصة فيما أشارت إليه الوثائق البريطانية من بسالة وقوة المقاومة الشعبية في رشيد، ودور الشعب المصري في القاهرة والدلتا في المقاومة التي أذهلت القيادة البريطانية، وأصابت الجنرال فريزر بالإحباط، وجعلته يطلب من حكومته الانسحاب من الإسكندرية، ومقدار الحسرة لدى العسكريين والسياسيين في بريطانيا جراء الهزيمة في رشيد، وإجبار الحملة على الانسحاب على وجه السرعة قبل أن يُلطخ الشرف العسكري البريطاني بهزيمته فادحة، إذا تقدم الحشد الشعبي والعسكري من رشيد إلى الإسكندرية.يتناول الكتاب الحملة العسكرية التي وجهتها بريطانيا العظمى إلى مصر، والتي نتج عنها احتلال الإسكندرية، التي أهمل العثمانيون دفاعاتها وتحصيناتها وقلصوا القوات المدافعة عنها، لدرجة أسقطت المدينة التي لم تتمكن من التصدي لقوات الحملة، والمعركة التي وقعت على أرض رشيد والتي كانت بين قوى غير متكافئة، بين شعب رشيد وجيش الإمبراطورية البريطانية، والتي انتصر فيها شعب رشيد انتصارا ساحقا، وحقق أقسى الهزائم في تاريخ العسكرية البريطانية، وحسم الصراع العالمي بين القوى العظمى في ذلك الوقت، وقد أثار الحسرة في نفوس القادة السياسيين والعسكريين أن مدينة صغيرة مثل رشيد تتصدى وتهزم جيش الإمبراطورية البريطانية، على حد قولهم.لقد حسمت رشيد الصراع العالمي في ذلك الوقت، خاصة في أوروبا، وكانت السبب الأول في توجيه أنظار بريطانيا الاستعمارية إلى مصر، وانتباهها إلى خطورة أن تكون مصر في يد قوة استعمارية غير بريطانيا، كما أعادت الاهتمام التركي بمصر التي أحجم الأتراك عن الاهتمام بها، اللهم إلا في جباية خراجها لصالح الخزينة التركية. وأرادت بريطانيا طعن خصومها الفرنسيين في مقتل وكسر ظهرهم في البحر المتوسط، عن طريق تأمين قاعدة عمليات ساحلية إستراتيجية لها في جبهة البحر المتوسط ضد الفرنسيين.

مشاركة :