رحل عزت العلايلي الفنان المصري وفارق الحياة، الجمعة، بعد مسيرة حافلة استمرت لأكثر من 60 عاماً، حيث بدأ أولى خطواته في عالم الفن، مطلع ستينيات القرن الماضي، ليقدم مجموعة لا تنسى من أفضل الأعمال عبر شاشات السينما والتلفزيون. وشُيّعت جنازة العلايلي من مسجد المرونة بمدينة 6 أكتوبر، التي تبعد عن القاهرة نحو 20 كم، وسط مشاركة عدد كبير من الفنانين والنجوم، على رأسهم أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، بالإضافة إلى كل من إلهام شاهين، لبلبة، دلال عبد العزيز، خالد النبوي، رشوان توفيق، والإعلامية بوسي شلبي، وآخرين. وشهدت الجنازة حضور رسمي أيضاً، بتواجد إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، ضمن الحضور في تشييع جثمان الراحل إلى مثواه الأخير، دون عمل عزاء رسمي أو شعبي من جانب عائلته، بسبب تداعيات جائحة كورونا وعملاً بالإجراءات الاحترازية. وولد عزت العلايلي في القاهرة، بالتحديد في حي باب الشعرية الشعبي، عام 1934، ليحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، عام 1960، ويتجه أولاً إلى مهنة الإعداد التلفزيوني، قبل أن يحصل على بعض الأدوار الصغيرة في أفلام الستينيات. وتعددت أعمال الفنان الراحل بعد ذلك ليحصل على فرصته الكبيرة مع المخرج يوسف شاهين في رائعة فيلم "الأرض"، والتي كانت نقطة عبوره إلى عالم البطولة والشهرة، بعد تقصمه شخصية "عبد الهادي" الذي دافع عن أرضه وتحدى الظلم رفقة عدد آخر من أساطير السينما المصرية، مثل محمود المليجي ويحيى شاهين وغيرهم. وشارك العلايلي في أفلام لا تنسى، تواجدت ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي: "بين القصرين، قنديل أم هاشم، الأرض، الاختيار، زائر الفجر، على من نطلق الرصاص، السقا مات، إسكندرية ليه، أهل القمة، والطوق والأسورة"، بالإضافة إلى الفيلم المصري "الطريق إلى إيلات". وكان للموت حضوراً طاغياً في حياة الفنان الراحل، حيث اشتهر في أحد أعماله بدور "شوشة السقا" خلال فيلم "السقا مات" للمخرج صلاح أبو سيف، والذي جسد خلاله رجل يخشى الموت ويعاني من اكتئاب شديد بعد رحيل زوجته، وهو ما عاشه بعد ذلك في أواخر أيامه بعد وفاة زوجته، ليتحدث عبر وسائل الإعلام بأنه لا يعاني من أي أمراض أو متاعب، لكنه يفتقد إلى شريكة حياته التي عاشت معه طويلاً، ويواجه الوحدة في بعض الأحيان. الجدير بالذكر أن عزت العلايلي حصل على عدة جوائز من مهرجات محلية ودولية، أبرزها القاهرة وقرطاج ودبي ووهران، كما لعب آخر أدواره عام 2019، خلال مسلسل قيد عائلي، والذي يعتبرعمله الأخير قبل رحيله، فبراير 2021.
مشاركة :