ارتفعت وتيرة الاستياء لدى أهالي محافظة صبيا بمنطقة جازان، إزاء تراكم النفايات إلى حد لا يمكن الصمت عنه أو تجاهله. وتسببت مناظر النفايات المتراكمة في أحياء المحافظة في حدوث تذمر واسع لدى السكان، وزاد حجم المخاوف من حدوث كارثة، حتى إنهم باتوا متيقنين أن الجهات المختصة لن تستيقظ للانتباه لما يعانونه، إلا إذا حدثت فاجعة بالفعل. نفايات قرب حلقة الخضار ويقول المواطن على صليلي في هذا الصدد: «لم يقتصر الوضع على تراكم النفايات في أحياء صبيا، بل تجاوزه إلى ما هو أسوا؛ فجبال من النفايات يتم تجميعها بالقرب من مشروع حلقة الخضار المنتظر في حي الخالدية غرب المحافظة، حيث يتم العمل على حرق هذه النفايات، وهذه كارثة بيئية»، وأضاف: «كنا ننتظر إكمال مشروع حلقة الخضار منذ زمن، لنتفاجأ بتحويل الأرض التي يفترض أن يكتمل فيها مشروع الحلقة المتعثر أصلا، إلى مجمع نفايات». وأوضح صليلي أن القمامة باتت متراكمة في كل الأحياء، مشيرا إلى أن الأمر الخطير والكارثي، أن يتم تحويل بعض أحياء البلد إلى مرام لحرق النفايات، وتساءل بشكل مباشر: «أين بلدية المحافظة من ذلك؟ وأين دور صحة البيئة؟». مرامي نفايات في كل مكان وفي نفس الإطار، قال سالم باصهي: «يفترض أن يتم إيقاف هذا الأمر قبل أن يتحول أي موقع إلى مرمى نفايات؛ لأن هناك مرامي ملزم بها المقاول من قبل البلديه، وذات شروط معينة، ولا يصلح أي موقع لكي يكون مرمى. هذا تصرف فردي من قبل المقاول؛ ما يلزم إيقافه والتصدي لهذا العبث». كما أشار عيسى عبسي الذي يسكن في حي الزبارة جنوب صبيا، إلى أنهم يعيشون كارثة حقيقية ومعاناة مزمنة مع النفايات وغياب النظافة، وقال: «الحي في طي النسيان بشأن الخدمات البلدية ومكافحة الأمراض المعدية، والأحياء الجنوبية لصبيا مهملة ومنسية، حيث أصبحت مكتظة بالنفايات ومخلفات الماشية ومياه الصرف الصحي، ولا حياة لمن تنادي»، وأضاف: «من أراد أن يعرف الحقيقة؛ فليأت بنفسه ويشاهد بأم عينه مأساتنا اليومية مع انعدام النظافة وغياب اهتمام البلدية». مشاهد محرجة ووصف محمد جبران بنبرة حزن المشهد قائلا: «نمر في كل شارع من شوارع محافظه صبيا، ونلمح مشهد النفايات وانكشاف أغطية المجاري، حتى وصل الأمر إلى مستوى لا يمكن القبول به أو السكوت عنه؛ فالروائح تزكم الأنوف». وكالعادة يتساءل الأهالي بحسرة: «هل هناك سبب يجعل البلدية تتناسى القيام بدورها في إزالة النفايات ورفعها بشكل مستمر؟». وطالب عدد من مواطني صبيا البلدية بضرورة وضع حد لتكدس النفايات المهملة أمام منازلهم وعلى الطرقات، حيث تشوه جماليات المكان، وقالوا بصوت واحد: «نريد أن نرى محافظتنا في أجمل حلة، وهي تتخلص من مناظر النفايات المتراكمة، التي تحرجنا أمام ضيوفنا والقادمين من خارج المحافظة».