بريك العصيمي. لا بد أن نعترف أننا نعيش في هذه الأيام مرحلة متقلبة الأطوار، كتقلب وتحور هذا الفايروس(كوفيد ١٩) الذي يفتر تارة، وينشط تارة أخرى. وهذا هو حال البعض منا للأسف في هذه الحياة؛ فحينما يكون في أمن وأمان ورغد من العيش واطمئنان يعتريه الكسل ويمعن في البعد عمن لا يصح البعد عنه ولا تستقيم الحياة إلا به ” سبحانه”. ونعوذ بالله أن يكون حالنا اليوم كحال المشركين فيما مضى( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون). في الموجة الأولى لهذا الفايروس وبعد الحجر الذي فرض على الناس، حينها كانت أعظم الأمنيات للشخص، أن يذهب إلى المسجد كي يصلي فيه، وأن يخرج إلى الشارع كي يلتقط بعض الأنفاس هناك، وأن يزور من له حق الزيارة عليه. اختنق الناس وقتها في بيوتهم وهم في سعة من منازلهم، وضاقت عليهم أنفسهم وهم في بحبوحة من أمرهم. وحتى هذا اليوم بلغ عدد الوفيات في العالم بسبب هذا الفايروس أكثر من ٢ مليون إنسان. ألم يكن ذلك كافيا لأن نستوعب الكثير من الدروس؟ ألم نشاهد عجز العالم وحقيقة ضعفه وقلة حيلته أمام فايروس لا يرى بالعين المجردة؟ ألم نعرف حينها أن النجاة كل النجاة إنما هي في الرجوع إلى الله والتمسك بفرائضه وتعظيم شعائره!!؟ بلى، عرفنا لكن للأسف سرعان ما تناسينا ذلك كله؛ فبعد أن انحسر الوباء نوعا ما، وتم رفع الحجر عن الناس، وبدأت الحياة تعود لطبيعتها شيئا فشيئا، عدنا لما كنا عليه من الغفلة والتفريط. وها نحن اليوم على أعتاب موجة ثانية لهذا الفايروس تهدد بعودة الإجراءات المشددة لمواجهته مرة أخرى. وهذا مالا نريده ولكن ربما أننا مضطرون للعودة إليه. من لنا حينها؟ وما هو المخرج من هذا الوباء الذي ضرب العالم بأكمله بما يحمله من تأثيرات ومتغيرات معه؟ إن الإجابة عن كل ما سبق من تساؤلات تكمن في شيء واحد: وهو أنه ليس لنا سوى الله سبحانه، فعنده المخرج وبيده مفاتيح الفرج. “ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين” إننا مطالبون جميعا اليوم ببذل الأسباب الدينية والدنيوية للخروج من هذا البلاء، وأن نكون صادقين في ذلك، عاقدين العزم على الصلاح والإصلاح في مستقبل الأيام، وألا نكون (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) ذلك هو الخسران المبين.
مشاركة :