- أوباما تجاهل تحذير الخبراء من نفاد مخزون قناع N95- ترامب ألقى باللوم مراراً على سلفه في نقص المخزون- بوش أنفق 7 مليارات دولار على خطة مكافحة الأوبئة- مستشار ترامب: فكرة الجائحة سيطرت على بوش خلال حكمهسلطت وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في عام 2005 وحذر من خلاله من مخاطر الأوبئة وسرعة انتشارها، في إشارة إلى وباء كورونا (كوفيد 19)، وفقاً لما تناولته وسائل الإعلام الدولية.وقال بوش في ذلك الوقت "إذا انتظرنا ظهور الوباء، فسيكون الأوان قد فات للاستعداد"، في حين كشف تقرير أجرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية مؤخرا أن "إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سمحت باستنفاد مخزون قناع N95 بعد سلسلة من الأزمات، ويبدو أنه تجاهل نداءات الخبراء بتجديد المخزون"، بينما يلقي الرئيس دونالد ترامب باللوم مراراً على سلفه في هذا النقص أيضاً.وتكشف تلك التقارير الفارق بين الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين في التعامل مع الأزمات التي تمس حياة الأمريكيين.وحذر بوش قبل 15 عاماً من خطر وباء كورونا قائلاً "لنستعد قبل فوات الأوان".وتداولت وسائل إعلام أمريكية خطاب بوش في عام 2005 وهو يحذر من مخاطر الأوبئة وسرعة انتشارها، وقال، "إذا انتظرنا ظهور الوباء، فسيكون الأوان قد فات للاستعداد".وبدأت القصة، في صيف عام 2005، عندما كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش يقضي إجازة في مزرعته بكروفورد، في ولاية تكساس، وبدأ يتمعن في قراءة كتاب جديد عن جائحة الإنفلونزا عام 1918، حتى أنه لم يستطع وضعه من يده قبل الانتهاء من قرائته.وعندما عاد بوش إلى واشنطن، اتصل بمستشارته للأمن الداخلي في المكتب البيضاوي فران تاونسند، وأعطاها نسخة من كتاب "الإنفلونزا الكبرى" للمؤلف جون م.باري، وقال لها "عليك قرائته، هذا يحدث كل 100 عام، نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية"، بحسب ما نقلته شبكة "إيه بي سي" الأمريكية.كان هذا المشهد بداية وضع خطة أكثر شمولاً للوباء في البلاد، تتضمن مخططات للإنذار العالمي المبكر، والتمويل لتطوير تكنولوجيا لقاحات جديدة وسريعة، ومخزون وطني قوي من الإمدادات الحيوية، مثل أقنعة الوجه وأجهزة التنفس.وعلى مدى ثلاث سنوات تالية، تكثف الجهد والترتيبات لتنفيذ خطة بوش، لكنها لم تستمر، ولم تتحقق مساحات كبيرة من الخطة الطموحة قبل أن يتم تأجيلها بالكامل مع ظهور أولويات وأزمات أخرى.لكن عناصر هذا الجهد شكلت الأساس للاستجابة الوطنية لوباء الفيروس التاجي الذي يشهده العالم الآن.ونقلت الشبكة الأمريكية عن تاونسند قولها: "رغم اختلاف السياسة والتغييرات الحالية، فعندما تضرب الأزمة، فإنك تسحب ما لديك من على الرف".وعندما أخبر بوش مساعديه لأول مرة أنه يريد التركيز على إمكانية حدوث جائحة عالمية، كان لدى العديد منهم شكوك فيما يقوله، أما بوش فأكد لتاونسند قائلاً: "قد لا يحدث هذا في عهدنا، لكن الشعب بحاجة إلى الخطة".توم بوسرت، الذي عمل في البيت الأبيض في عهد بوش وهو حالياً يعمل كمستشار للأمن الداخلي في إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، أكد أن "بوش لم يصر وقتذاك فقط على الاستعداد لمواجهة جائحة، بل كان مهووساً بالأمر".وقال بوسرت، "فكرة أن هناك جائحة ستحدث كانت مسيطرة تماماً على بوش".وفي خطاب ألقاه في نوفمبر عام 2005، طرح بوش مقترحات بتفاصيل دقيقة، واصفًا بوعي مذهل كيف ستنتشر الجائحة في الولايات المتحدة. وكان من بين الحاضرين الدكتور أنتوني فوتشي، وهو كبير مسؤولي الصحة ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، وهو لايزال يشغل هذا المنصب.وقال بوش في ذلك الوقت "إن الوباء يشبه إلى حد كبير حرائق الغابات، إذا تمت السيطرة بها مبكراً، فقد يتم إخمادها بضرر محدود، وإذا تم السماح لها بالتصاعد ولم يتم اكتشافها، يمكن أن تزداد حتى تصل إلى جحيم ينتشر بسرعة أكبر من قدرتنا على التحكم فيه".وأدرك الرئيس الأمريكي وقتذاك أن تفشي المرض كان كارثة مختلفة عن تلك التي صممت الحكومة الفيدرالية للتصدي لها.وقال بوش، "للرد على جائحة، نحن بحاجة إلى أفراد طبيين وإمدادات كافية من المعدات، في حالة الوباء، سيكون هناك نقص في كل شيء من الحقن إلى العاملين بالمستشفيات وأقنعة التنفس وأجهزة الحماية".وأضاف بوش للعلماء المجتمعين أنهم سيحتاجون إلى تطوير لقاح في وقت قياسي.واستطرد: "يجب أن يكون لبلدنا قدرة تصاعدية تسمح لنا بتحضير لقاح جديد على الخط بسرعة وتصنيع ما يكفي لتحصين كل أمريكي ضد سلالة الوباء".وحذر: "إذا انتظرنا ظهور جائحة، فسيكون فات الأوان للاستعداد. وفي يوم من الأيام يمكن أن تموت الكثير من الأرواح بلا داع لأننا فشلنا في التصرف اليوم".وشرع بوش في إنفاق 7 مليارات دولار لبناء خطته، وحث حكومته على أخذ الاستعدادات على محمل الجد.وأطلقت الحكومة موقعاً على شبكة الإنترنت تحت عنوان "www.pandemicflu.gov" وهو لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم، لكن مع مرور الوقت، أصبح من الصعب بشكل متزايد تبرير استمرار التمويل والتوظيف والاهتمام، كما قال بوسرت.وقال بوش، في خطابه عام 2005 في المعاهد الوطنية للصحة، حضره د. أنتوني فوسي، الذي يقود الاستجابة الحالية للوباء، "إن الوباء يشبه إلى حد كبير حريق غابة.. إذا تم اكتشافه مبكراً، فقد يتم إخماده بأضرار محدودة، إذا سمح له بالتصاعد دون أن يكتشف، يمكن أن يتحول إلى جحيم ينتشر بسرعة تتجاوز قدرتنا على السيطرة عليه".وأضاف، "سيكون لوباء الإنفلونزا عواقب عالمية، لذا لا يمكن لأي دولة أن تتجاهل هذا التهديد، وكل دولة تتحمل مسؤوليات لكشف انتشاره ووقفه".وقال بوش إنه "من الضروري أن تناقش أمتنا وتتصدى لخطر الإنفلونزا الوبائية الآن. ولا يوجد إنفلونزا وبائية في بلادنا أو في العالم في الوقت الحالي - ولكن إذا انتظرنا ظهور جائحة، فسوف يفوت الأوان للاستعداد، وفي أحد الأيام، يمكن أن تضيع أرواح كثيرة بلا داع لأننا فشلنا في التصرف اليوم".ورفض بوش –بحسب الشبكة الأمريكية- التعليق على الأزمة الجارية أو مناقشة الرد الحالي. لكن تصريحاته منذ 15 عاماً ما زالت تلقى صدى واسع.من جانبه، قال كارل روف، كبير مستشاري الرئيس بوش السابق، لشبكة "فوكس نيوز"، إنه بينما نفذ بوش خطة للوباء، لم يتم الحفاظ عليها بشكل صحيح.وأضاف روف، "الشيء الذي يزعجني هو أنه تم بناء المخزون الوطني، وكانت هذه إحدى القضايا.. كان علينا أن نتأكد من وجود ما يكفي من المواد في هذا المخزون، وكان هناك عدد من المشكلات هنا"، مضيفاً أن هذه المعدات سوف تحتاج إلى التجديد كل فترة بسبب التطور التكنولوجي وصلاحية المعدات الطبية".وأوضح أن "الأقنعة لها مدة صلاحية، لا يمكنك صنع قناع لديه نفس التأثير لمدة 10 سنوات، هذا يعني مزيداً من الميزانية والتجديد بشكل دوري".وتابع روف "ما أدهشني هو حقيقة أنه في عام 2014، تم استخدام الكثير من أقنعة N95 من المخزون ولم يتم تجديدها، أعتقد أن نفس الشيء حدث مع بعض مخزون أجهزة التنفس". وأشار روف إلى أنه "خلال إدارة بوش، أخذ الرئيس الموقف على محمل الجد وكانت التحذيرات وخيمة".وقال فران تاونسند، مستشار الأمن الداخلي،، لشبكة "ايه بي سي" ABC الإخبارية، إن "بوش قام بجهد "مكثف"، بما في ذلك المناورات الحربية، حيث خطط المسؤولون آنذاك للاستجابات الوبائية، ومتابعة بيانات أنظمة الإنذار المبكر العالمية، وتمويل تقنيات اللقاحات السريعة، ومخزون للأقنعة وأجهزة التنفس".
مشاركة :