التهاب الكبد الوبائي الفئة (ج): القاتل الصامت (1)

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر التهاب الكبدي الوبائي الفئة (ج) من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعا حيث إنه أكثر عدوى وأكثر شيوعا من فيروس مرض الإيدز، ويوجد على الأقل 170 مليون شخص مصاب بالمرض على مستوى العالم. وقد يسبب الفيروس العدوى الحادة والمزمنة على حد سواء. الالتهاب الكبدي الوبائي الحاد عادة ما يكون غير مصاحب بأية أعراض، ونادرا جدا ما يتطور الى مرض مهدد للحياة. حوالي 15-45٪ من الأشخاص المصابين يتخلصون من الفيروس في غضون 6 أشهر من العدوى من دون أي علاج، بينما النسبة المتبقية يتطور لديها المرض الى النوع المزمن. وحوالي 15-30٪ من هؤلاء الأشخاص معرضون للاصابة بتليف الكبد في غضون 20 سنة، و5% منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشر سنوات التالية. ومن هنا جاءت تسميته بالقاتل الصامت حيث انه عادة لا يسبب أية أعراض حتى يتم تشخيصه في مراحله المتقدمة عندما يتسبب بمرض كبدي خطير. يعتبر الفشل الكبدي بسبب فيروس الالتهاب الكبدي (ج) السبب الرئيسي لزراعة الكبد في الولايات المتحدة الأمريكية ويكلف تقريبا 600 مليون دولار سنويا في النفقات الطبية ووقت العمل المفقود. الانتشار الجغرافي للفيروس لم يتم التعرف على فيروس التهاب الكبد ج إلا في عام 1989م، وينتشرالفيروس في جميع أنحاء العالم، ولكن أكثر المناطق تضررا هي وسط وشرق آسيا وشمال أفريقيا. يتركز الوباء في قطاعات معينة من السكان تعتبر أكثر عرضة لخطر الاصابة (على سبيل المثال، بين متعاطي المخدرات بالحقن). هناك سلالات جينية متعددة (genotypes) من الفيروس وتوزيعها وانتشارها يختلف حسب المنطقة. كيفية انتقال العدوى فيروس التهاب الكبد ج ينتقل أساسا عن طريق الدم وأكثر طرق العدوى شيوعا هي: * تعاطي المخدرات بالحقن من خلال تبادل معدات الحقن. * في مرافق الرعاية الصحية بسبب إعادة استخدام أو عدم كفاية التعقيم للمعدات الطبية، وخاصة المحاقن والإبر. * في بعض البلدان الفقيرة ينتقل الفيروس عن طريق نقل الدم أومنتجات الدم غير المفحوصة. * ويمكن أيضا أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويمكن أن ينتقل من الأم المصابة إلى طفلها، لكن هذه الطرق هي أقل شيوعا. لا تنتقل العدوى عن طريق الرضاعة أو تناول الطعام والماء أو عن طريق المخالطة العارضة مثل المعانقة، والتقبيل أوتقاسم الطعام أو الشراب مع شخص مصاب. الأعراض فترة الحضانة لفيروس التهاب الكبد ج هي بين أسبوعين إلى 6 أشهر. بعد الإصابة الأولية، ما يقرب من 80٪ من الناس لا تظهر عليهم أية أعراض. أولئك المصابون بالالتهاب الحاد قد تظهر عليهم أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والتقيؤ وآلام البطن والبول الداكن والبراز الرمادي اللون وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين). الفحص والتشخيص التشخيص المبكر لفيروس التهاب الكبد الوبائي أمر نادر الحدوث، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن التهاب الكبد الوبائي الحاد عادة ما يكون بدون أعراض. بالنسبة للأشخاص المصابين بالنوع المزمن، قد تبقى العدوى غير مشخصة في كثير من الأحيان حتى مراحل متقدمة تكون قد أصابت الكبد بأضرار خطيرة. أستاذ علم الفيروسات المساعد في جامعة البحرين

مشاركة :