عانت خبيرة تجميل، مصابة بالإكزيما المزمنة، من نوبات التهاب وحكة في الجلد لا تنتهي، مما أدي إلى تغير في مظهر الجلد ولونه. وبحسب موقع «health»، لم تخجل كاريشما ليكراز، بل أنها تحدت مقاييس المجتمع للجمال وعاداته البالية، واستخدمت الألم والصدمات الناتجة عن مرضها كمصدر إلهام لإلقاء نظرة جريئة ومطلوبة على مرضى الأكزيما بوجه عام. بدأت القصة بحب «كاريشما» للماكياج منذ الصغر، حيث كانت تشاهد والدتها تضع الماكياج استعدادًا للعمل أو للحفلات، ورغبت في تجربته أيضًا. وفي الـ 14 من عمرها، بدأت في تجريب الماكياج، وسرعان ما اتقنته وخلقت مظهرًا رائعًا نال إعجاب الآخرين كفنانة مكياج مستقلة، ولكن لم تسر الأمور على نحوٍ جيد، فتصادف أنها مصابة بالأكزيما، وهي حالة جلدية تتميز بطفح جلدي مزمن وحكة. في البداية لم يزعجها الأمر هذا الأمر «كاريشما»، حيث كانت الأكزيما التي تعاني منها تظهر فقط على ذراعيها وساقيها، ولكن عندما بلغت 16 عامًا، بدأت نوبات الالتهاب في الظهور على وجهها، مما أثار قلقها حول عدم قدرتها على استخدام الماكياج مرة أخرى. ودفعها ذلك لخوف إلى تجربة كل كريم وعلاج بحثًا عن شيء للسيطرة على الأكزيما، وفي النهاية أدركت أنه لا يوجد شيء يجدي نتيجة. خلقت هذه المحنة بداخل «كاريشما» شعورًا بالحسرة والخزي، ولم يتوقف الشعور عند هذا الحد بل شعرت بأنها منبوذة من عائلتها، لأن حالتها تركت بقعًا داكنة على بشرتها. وأوضحت «كاريشما» أنه نظرًا لأن الأكزيما يمكن أن تسبب قدرًا كبيرًا من فرط التصبغ، فإن لديها بقعًا مختلفة من اللون البني في كل مكان على جسدها، خاصة على رقبتها في الوقت الحالي، مضيفة أنها بطبيعة الحال تتمتع بأغمق لون بشرة في عائلتها، كما كان الأمر صعب للغاية لأنه في ثقافتها على وجه الخصوص، بأن يكون لديك بشرة فاتحة هو أمر محبوب يسعى الجميع لتحقيقه. لكن «كاريشما» لم تستسلم، وبدلًا من محاربة الأكزيما في صمت قررت التحدث عن حالة جلدها في مجتمعها الشخصي على حسابها على عبر «انستجرام»، ولاقى ذلك استجابة إيجابية للغاية، مما ساعدها في التحدث أكثر عن ذلك، وإظهار المزيد من بشرتها، وتفسير الآثار التي كان عليها أن تتحملها، مع الاستجابة الإيجابية التي جاءت بمزيد من طلبات المكياج. ومن هنا قررت «كاريشما» استخدام المكياج وخلق مظهر خاص لمشاركة مرضها مع العالم دون خجل، واستخدمت أيضًا الماكياج ذو التأثيرات الخاصة لتقليد ظهور التهاب الأكزيما، خاصةً الجروح والندبات التي تسببها للجلد. كما تلقت «كاريشما» 60 تعليقًا من مرضى الأكزيما حول العالم، الذين قالوا إنها شجعتم على مواجهة المجتمع، وأنهم الآن يستطيعون ذلك. من خلال الصبر الجاد والعناية الذاتية، ابتكرت «كاريشما» روتينًا للعناية بالبشرة ويحافظ عليها هادئة وناعمة، مما يسمح لها بالاستمرار في إنشاء مظهر الماكياج الذي تحبه، ولكن مع بدء جائحة كورونا أصابها التوتر والقلق، الذي يدفعها مباشرة إلى خدش وحكة جلدها، لذلك تمارس اليوجا والتنفس العميق والتأمل لمساعدتها في السيطرة على نفسها عندما تنتابها إحدى نوبات القلق. كما أنها تتطلع إلى حب ورعاية مجتمع الأكزيما عبر الإنترنت الذي وجدته بعد أن أعلنت قصتها للجمهور، حيث يتشاركون دائمًا النصائح، وعلى الرغم من أن ما يصلح لشخص آخر قد لا يجدي نتيجة مع الآخرين، ولكنهم فقط يبحثون عن شيء ما لتخفيف الألم قليلًا. وأرادت «كاريشما» من الآخرين الذين يتعاملون مع حالة جلدية مزمنة أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم أبدًا، وليس لديهم أي شيء يخجلون منه. وفي النهاية وجهت «كاريشما» رسالة للمجتمع: «أحب أن يدرك الناس أننا جميعًا نستحق أن نكون جزءًا من مجتمع الجمال، كما أن بشرتنا لا تحدد من نحن أو ما هي مهاراتنا».
مشاركة :