تصاميم عبدو عودة ... لوحات تنبض بالحياة | أناقة وأزياء

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

فتح باب الأحلام وانطلق يترجم أفكاره على ورق، وما إن بدأ بتنفيذ أول مجموعة له حتى ظهر مدى الموهبة التي يتمتع بها. مصمم مبتدئ لكن مجموعته الأولى تدلّ على مدى تميُّزه، وشاب في مقتبل العمر جعل كل مَن رأى فساتينه ينبهر،... هو عبدو عودة الذي آمن بقدرته فغامر في تغيير مهنته، وها هو يثبت لكل مَن يتابعه أن حدسه لم يخطئ. قبل دراسته لتصميم الأزياء درس عودة الهندسة الداخلية بناء على طلب عائلته، وأوضح لـ «الراي» أنه «في العام 2003 أنهيتُ دراسة الهندسة، لكن لم أجد نفسي حقاً في هذه المهنة رغم عدم ندمي على تحصيل تلك الشهادة، فقد ساعدتني كثيراً في رؤية الأشياء بمنظار مختلف بعدما انتقلتُ إلى الحلم الذي راودني منذ الطفولة حيث بدأتُ بدراسة تصميم الأزياء»، مضيفاً: «لكنني على استعداد للعمل في أي مشروع متعلق بالهندسة الداخلية مع تركيزي على الأزياء». قبل عام ونصف أنهى عودة دراسة تصميم الأزياء من جامعة ESMOD في عين المريسة بيروت، ليعمل بعدها مع حنا توما وشيرين خضرا وراني زاخم، ويفتتح بعدها مشغله الخاص ويطلق مجموعته. وقد شرح كيف حصل على دعم من والده الذي يملك محطة للوقود، فتمكن من فتح مشغل له في منطقة الزلقا، وقال: «أطلقتُ مجموعتي الأولى المؤلفة من ثلاثة وعشرين فستاناً، ركزتُ فيها على الـ Haute Couture لأنها تساعد على إطلاق المخيلة وتسمح للإبداع بأن يتجلى، كما ركزتُ على الألوان الزاهية. أما الأقمشة فاخترتُ تلك التي تساعدني في القَصات التي أطمح إليها، وبالتأكيد كانت من النوع الرقيق لتلائم طبيعة الصيف وحرّه، منها مثلاً الحرير والكريب وجورجيت والدانتيل والباييت، وقمتُ بقصّها بطريقة محترمة تراعي العين بحيث لا يكون بريق الفستان قادحاً». مجموعة عودة ترضي كل الأعمار من الشابات حتى كبار السنّ، وفي هذا الإطار أوضح أنه يسعى «كي تناسب تصاميمي كل الأذواق، لكن أضيف إليها بصمة خاصة بي»، مضيفاً: «المجموعة متناغمة بألوانها وقماشها. وبالإضافة إلى فساتين السهرة، تضم المجموعة فستانيْ عروس، أحدهما صُمم على الطراز الأوروبي والآخر أقرب إلى الذوق اللبناني». وما يميّز عودة هو القَصة، ويقول عنها: «أتميّز بقَصاتي. اذ رغم تَغيُّر القماش والألوان والموسم، يبقى هناك أمر ثابت وهو الذكاء في القَصات واحترام جسد المرأة، وهي ميزة ستحدد شخصيتي في كل مجموعة سأطلقها والتي بالتأكيد ستكون متنوعة، حيث سأنتقل بين Haute Couture و Pret. A. Porterكما أن للعبايات نصيباً من مخيلتي، وغيرها». ابن السابعة والعشرين الذي يهوى الرسم منذ أن كان في الرابعة من عمره، وضع قدمه على سلّم الشهرة بعدما لاقت مجموعته رضا كل من رآها، فمنذ ثلاثة أشهر عرض الفساتين على صفحته الخاصة على فيسبوك، كما عمل على ترويجها من خلال المحطات والمجلات المحلية، وقال: «فضّلتُ عدم عرضها على خشبة مسرح، كون مواقع التواصل الاجتماعي ستساعدني بشكلٍ أفضل على نشرها». وعن الأسعار، لفت إلى أنه «لا يوجد سعر ثابت، فهذا يعود إلى ما تطلبه الزبونة من تعديل على الفستان، سواء من ناحية القَصة أو القماش». في عائلة مؤلفة من فتاتين وشاب بالإضافة إلى الوالد والوالدة ترعرع عودة، «تربيت على ذوق والدتي التي عملت كربّة منزل، فقد كنتُ أراقبها عند اختيارها ثياب شقيقتيّ البعيدتيْن عن هذا المجال اليوم»، واستطرد: «ما تشرّبتُه من والدتي أثّر في رسوماتي. فغريزة الرسم فطرة منحني الله إياها وقد نمّيتها من خلال دراستي ومتابعتي لكل جديد عبر الانترنت والبرامج التلفزيونية». يساعد عودة خيّاطٌ بالإضافة إلى مجموعة من العاملين المحترفين. وفي بداية انطلاقته كان يستشير أساتذته في الجامعة الذين أبدوا رضاهم عنها، ما منحه الثقة بالنفس كي ينطلق في هذا العالم الواسع. واليوم هو يعمل على تحضير مجموعته الشتوية التي ستكون مختلفة تماماً عن الأولى سواء من ناحية الألوان أو الأقمشة وقال: «الألوان لمجموعة فصل الشتاء ستكون صارخة، من الأحمر إلى الذهبي فالأسود والأبيض، كذلك سأستخدم نوعيات أقمشة جديدة بالاضافة إلى تنوع التصاميم، لكن بالتأكيد كلٌّ منها يحمل بصمتي الخاصة». من لبنان بدأ المشوار لكن عودة يحلم بأن تُفتح له أبواب الخليج وأن يصل إلى العالمية: «ركزتُ في مجموعتي الأولى على ما ترغب به اللبنانيات، لكن أحد المشاريع التي أحلم بتحقيقها هي معرفة ما يطلبه السوق الخليجي وذوق السيدات الخليجيات وأن يكون لي موطئ قدم هناك»، وأضاف: «معروف أن السيدات الخليجيات ولا سيما الكويتيات من أصحاب الذوق الرفيع والمتابعات للموضة، ولذلك آمل أن تنال تصاميمي إعجابهن وأن أتعامل معهن في المستقبل». يحبّ عودة الاحتشام ولذلك يبتعد في تصاميمه عن الابتذال «فليس من الذكاء اللجوء إلى التعري عند تصميم الثياب»، مضيفاً: «لأنني أحترم جسد المرأة كثيراً، أحاول أن يكون الفستان هو مَن يلفت الأنظار وليس جسد المرأة، كما أن السيدة تأتي لنُلبِسها فستاناً لا كي تتعرى». وعن المصممين الذين تَأثّر بهم، أجاب: «بالتأكيد المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب بالإضافة إلى المصممين ربورتو كافلي وجان- بيار دوليفير، فلكل منهم بصمته الخاصة. حين نرى فستاناً من تصميم إيلي صعب مثلاً نعلم على الفور أنه يعود له وهذا ما أحلم بأن أصل اليه، أي أن يعرف الناس حين يرون فستاناً من تصميمي أنه يعود لي».

مشاركة :