للمرة الأولى في منافسات بطولة فزاع ليولة الناشئين، تحوّل وصيف النسخة الماضية من البطولة، ليصبح بطل الدورة العاشرة، إذ تمكن المتسابق سعود خالد فولاذ من اقتناص كأس بطولة فزاع للناشئين، في دورتها العاشرة التي اختتمت مساء أول من أمس في دبي فيستفال سيتي، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وتمكن المتسابق ذو الـ11 عاماً، الذي سبق له الحصول على لقب البطولة قبل عامين، من التغلب على جميع منافسيه، في البطولة التي شهدت هذا العام مشاركة نحو 1000 متسابق، في رحلة منافسة سمتها الإرادة والإصرار على استعادة اللقب. وفي غياب حامل اللقب عن الجولة النهائية جمعة عبيد سيف العبد، تمكن فولاذ من استعادة لقبه الذي فقده العام الماضي، باكتفائه حينها بالمركز الثاني. وأشادت لجنة التحكيم بأداء المتسابق الوحيد الذي يقيم في دبي، ضمن نخبة المتسابقين الأربعة الذين وصلوا إلى الجولة الختامية، التي ضمت متسابقين اثنين من الفجيرة، هما سيف السماحي وسعود الحايري، بالإضافة إلى متسابق من مدينة العين هو عبدالله الكتبي. بطولات استثنائية وصف الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك بطولات فزاع التراثية عموماً، بـالاستثنائية، موضحاً أي برنامج تلفزيوني يقدر له الاستمرار أكثر من عقد من الزمان، وأي بطولات تراثية يمكن أن يبلغ مدى التفاف الجمهور حولها مثلما نلمسه مع بطولات فزاع التراثية. وأضاف الفيصل والفارق هنا يتمثل في الدعم اللامحدود التي تلقاه البطولات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وهو دعم ليس بجديد من سموه، إذ بدأ هذا الدعم قبل انطلاقة أولى دورات اليولة، قبل اكثر من 15 عاماً. وأشار بن دلموك إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن بعض الجهات تتقاعس عن أداء دورها في دعم التراث، مضيفاً: التراث مصنع للرجال، والمتتبع للبطولات التراثية يجدها مصحوبة دوماً بخلق أجيال جديدة، وناشئو اليوم الذين يتشربون التراث هم رجال الغد، وهي معادلة تتحقق بشكل متوال، كلما توالت دورات البطولات. واستطرد: منافسات البطولات التراثية حافظت على شفافيتها، وقرار لجان التحكيم في كل البطولات يبقى مستقلاً، وحتى قبيل صعودي للمنصة من أجل تسليم الدرع للفائز، فأنا لا أعرف هوية من ستسلم له كأس البطولة التي تحمل اسم فزاع . اليويل المهندس قال والد اليويل الفائز بلقب بطولة فزاع هذا العام خالد فولاذ، إن ابنه سعود يطمح إلى أن يستثمر القيمة المادية لجائزة المركز الأول وقدرها 250 ألف درهم في إنشاء اسطبل للخيول، داخل منزله، يمارس عبره هواية ركوب الخيل. وأضاف طلب مني ابني خالد أن أقوم بإعداد هذا الأمر وشراء التجهيزات اللازمة، بما في ذلك الخيل، لكنني استثمرت ذلك في تحفيزه، واتفقنا على أن قيمة جائزة بطولة فزاع لليولة في حال حصوله عليها، ستوجه لهذا الأمر. وفي التوقيت الذي كان فيه الابن مشغولاً بفرحة اللقب مع أصدقائه ومنافسيه، قال والده لـالإمارات اليوم: تدرب ابني يومياً لساعات طويلة، وتوقعت بالفعل حصوله على اللقب، ولكن شريطة ألا يبالغ في استعراض مهاراته، لأنه مغامر لحد بعيد. وتابع حدثته هاتفياً قبيل صعوده إلى ساحة الميدان على الرغم من أني أتابع خطواته عن قرب، بألا يقدم على أداء قد يتسبب في وقوع السلاح من يده، وبالفعل كان أداؤه واثقاً وهادئاً، واستحق من خلاله اللقب. وأشار فولاذ إلى أن اليويل الناشئ الذي يدرس الآن بالصف السادس الابتدائي، يطمح إلى أن يصبح يوماً ما مهندساً معمارياً. من ناحيته، أشاد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، بشكل خاص بدور مؤسسة دبي للإعلام في إنجاح البطولة، في مقابل إشارته إلى أن بعض المؤسسات والدوائر، لا تقدم الدعم المطلوب لدعم التراث. صعوبة الحسم ووجد أعضاء لجنة التحكيم صعوبة كبيرة في حسم الترتيب، بعد أن قدم المتسابقون الأربعة فواصل مهارية رائعة في فنون اليولة، كانت البداية فيها لسيف السماحي، الذي نال النصيب الأكبر من التشجيع في حلقة امتلأت فيها مدرجات الجمهور عن آخرها، ولم يجد كثيرون خياراً سوى متابعة ما يدور من منافسات من الأدوار العلوية لمركز دبي فيستفال سيتي. ثاني المتسابقين صعوداً إلى منصة التتويج، وهو سعود الحايري، كان يأمل في تكرار إنجاز شقيقه جمعة الحايري الذي سبق له أيضاً الحصول على اللقب، قبل أن يلتحق ببطولة اليولة للكبار، وقدم بالفعل أداء جيداً، قبل أن يسلم ساحة الميدان لمنافسه عبدالله الكتبي، الذي أجاد بشكل لافت، وتمكن من التجديد ليضفي بصمته الخاصة على أدائه، لاسيما في ما يتعلق بمرونة استدارة السلاح، لكنه وقع في خطأ سقوط السلاح، وهو الخطأ نفسه الذي تكرر معه في جولة الصعود إلى المربع الذهبي. حماسة جماهيرية لم تقتصر النزعة الحماسية التي بدت عليها الجولة الختامية على المتسابقين وأدائهم فقط، بل امتدت لتشمل الجمهور الذي جاء بعضه خصيصاً لمتابعة البطولة، فيما تصادف وجود البعض الآخر للتسوق، وجذبه ألق المنافسات والفعاليات المصاحبة، أو من المتسابقين الأربعة أنفسهم، الذين تمكنوا من الوصول إلى هذه الجولة، متخطين مراحل التصفيات المختلفة. وبالفعل تغلب الأداء المميز للكتبي، على إشكالية سقوط السلاح، وقررت لجنة التحكيم اختياره ليكون صاحب المركز الثاني ليحل ثالثاً سعود الحايري، فيما اكتفى سيف سهيل السماحي بالمركز الرابع، ليحصل صاحب المركز الأول بالإضافة إلى كأس فزاع لليولة للناشئين على جائزة مالية قدرها 250 ألف درهم، فيما يحصل أصحاب المراكز الثلاثة الأخرى على 200 ألف درهم و150 ألف درهم و100 ألف درهم على التوالي. مستوى متميز من جانبه، أشاد الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، بالمستوى الفني للناشئين، وتمكنهم من المهارات الأصيلة في هذا الموروث المحلي، مشيراً إلى أن اللافت أن هناك أسماء جديدة تثبت جدارتها عاماً بعد عام، ما يعني أن قاعدة ممارسة هذا الفن تثرى عاماً بعد عام. وأشار بن دلموك إلى أن البطولة، وسواها من البطولات التراثية تلقى دعماً كبيراً من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وهو ما أهلها لأن تستمر بقوة على نجو متواتر، وتنجح في تحقيق الأهداف المرسومة لها. وفي مقابل إشارته إلى أن بعض المؤسسات والدوائر، لا تقدم الدعم المطلوب لدعم التراث، ثمن بن دلموك بشكل خاص الدعم الذي تجده مختلف بطولات فزاع التراثية، بما فيها بطولة اليولة للناشئين، من مؤسسة دبي للإعلام، معتبراً هذا الدعم والمساندة بمثابة شراكة حقيقية في النجاح. مديرة إدارة البطولات التراثية في المركز سعاد إبراهيم درويش، من جانبها، أعربت عن سعادتها بالنجاح الباهر لختام البطولات، مؤكدة أن فريق إدارة البطولات قام بجهد كبير في سبيل إنجاح الحدث، ساعده فيه الالتزام الكبير الذي أبداه المتسابقون وأسرهم. كما أشادت درويش بشكل خاص أيضاً بجهود الشركاء والرعاة، منوهة بالمتابعة الجماهيرية الجيدة لمختلف جولات البطولة، بما في ذلك الجولة الختامية التي كانت أكثر الجولات التي شهدت إقبالاً مميزاً. كما حضر ختام البطولة مدير الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، إبراهيم عبدالرحيم، والمستشار الثراثي للفنون الشعبية إبراهيم جمعة، ورئيس قسم البطولات، جاسم محمد. درع وسلم عبدالله حمدان بن دلموك الفائز درع بطولة فزاع للناشئين لليولة، كما كرم إدارة دبي فيستفال سنتر، تقديراً لاستضافة المركز فعاليات البطولة. وحصد متسابق عراقي على لقب أفضل متسابق، تقديراً لانضباطه وأدائه الفني، والتزامه بالأطر التنظيمية للبطولة. أولياء الأمور الذين شجعوا أولادهم على خوض منافسات البطولة، ومن ثم لعبوا دوراً فاعلاً في المساهمة في إنجاح استراتيجية المركز في السعي لنشر الموروث بين العديد من المنتمين إلى شرائح عمرية مبكرة تستوعبها بطولة الناشئين، كانوا أيضاً موضع تكريم في الحدث، إذ كُرم كل من محمد بن هويدن الكتبي وخالد فولاذ ومحمد جمعة الحايري وسيف أحمد العامري وعبيد سيف بالعبد. ولم تغب الفقرة الفنية عن المشهد الختامي، والتي أحياها هذه المرة الفنان الإماراتي وليد إبراهيم، في ثاني مشاركة له هذا الموسم خلال البطولة نفسها، إذ غنى يا عبيد من كلمات عبدالله حمدان بن دلموك وألحان إبراهيم جمعة، وودي اشوفك من كلمات محمد الشاوي وألحان علي كانو.
مشاركة :