مختبرات متطورة لتصنيع وفحص الأقمار الصناعية

  • 2/8/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة استثماراتها في الأقمار الاصطناعية، من خلال العمل على تصنيع مجموعة جديدة منها، وتعمل أقسام الفضاء في عددٍ من جامعات الدولة على دعم وابتكار المشاريع البحثية الفضائية وفق أرقى المعايير العالمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي مما يشكل نقلة نوعية في مجالات بحوث علوم الفضاء والأقمار الاصطناعية. وتضم جامعة الإمارات العربية المتحدة في مقرها بمدينة العين، المبنى الجديد للمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والذي يحتوي مختبرات متطورة لتصنيع وتجميع وتركيب وفحص الأقمار الاصطناعية. صممت جامعة الإمارات وطورت بالتعاون مع جامعة عالمية مرموقة برنامج ماجستير علوم الفضاء الذي يُعد الأول من نوعه في علوم الفضاء، وذلك تلبية لاحتياجات التعلم مدى الحياة لقطاع علوم الفضاء الإماراتي وتطوير مهارات الطلبة لاكتساب المزيد من خبرات التعلم في هذا المجال. كما تهدف إلى توفير بيئة تعليمية فعالة ومنتجة لإجراء البحوث الأساسية والتطبيقية للتعامل مع تحديات علوم الفضاء الوطنية والدولية، وتعزيز التعاون بين جامعة الإمارات ومحترفي الفضاء الوطنيين والإقليميين والدوليين، وإثراء المجتمع والصناعة بكوادر فنية عالية الجودة وقوة عاملة مؤهلة تأهيلاً عالياً لقيادة خطط تطوير الفضاء الوطنية بما يتماشى مع الرؤية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف الفضاء وإعداد خريجين مدربين أكاديميًا في مجالات متخصصة للعب الأدوار الرئيسة في قطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكان المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات قد قام بإعداد 6 منصات لمجالات البحث العلمي في الفضاء. أكد ديميترا آتري، عالم الفلك والباحث في مركز علوم الفضاء بجامعة نيويورك أبوظبي، أن دولة الإمارات تعيش في الوقت الحالي فترة تاريخية، بعد أن أكمل أول رائد فضاء إماراتي مهمته بنجاح في عام 2019، وسيتم اختيار المزيد من رواد الفضاء قريباً للمشاركة في بعثات إلى محطة الفضاء الدولية. هذا بالإضافة إلى إطلاق مهمة مسبار الأمل، والتي زادت من حماس الطلاب بشكل خاص والمقيمين في الدولة بشكل عام، وأثارت اهتمامهم بهذا المجال. وقال كثيراً ما أتلقى رسائل عبر البريد الإلكتروني من الطلاب يسألون عن كيفية مشاركتهم في أبحاثنا حول المريخ، حيث لقيت جهود التوعية العامة التي نبذلها، والتي تركز على المريخ (قبل الجائحة مباشرة) نجاحاً كبيراً عند طلاب المدارس، حيث إن الفضاء هو وسيلة رائعة لجذب اهتمام الأطفال منذ الصغر بالعلوم، وأعتقد أن الإمارات العربية المتحدة قد نجحت في القيام بذلك. وبين ديميترا آتري أن تم إنشاء مركز علوم الفضاء في جامعة نيويورك أبوظبي كجزء من دعم مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تكون مركزاً عالمياً للاكتشافات العلمية والابتكار في علوم الفضاء. وقال، في الوقت الحاضر، لدينا برنامج بحث عالمي المستوى في علوم الشمس والكواكب والنجوم. وستكمل البيانات الجديدة من مهمة مسبار الأمل بحثنا المستمر مع مهمتي «مافن» و«كيريوسيتي» التابعتين لوكالة ناسا، وستساعدنا على فهم أفضل لكيفية تأثير النشاط الشمسي على الغلاف الجوي للمريخ، وكيف تآكل معظمه خلال فترة زمنية، ولتقدير أفضل للمخاطر على صحة رواد الفضاء من الإشعاع في البعثات المستقبلية إلى الكوكب، على النحو المبين في استراتيجية المريخ 2117 لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن جانبه، أوضح فرانشيسكو أرنيودو، العميد المشارك لكلية العلوم بجامعة نيويورك أبوظبي وأستاذ الفيزياء، إن تطوير دراسات الفضاء في جامعات الإمارات هو مثال على التفكير المستقبلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث توفر هذه الدراسات فرصة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء لتطوير البرامج ذات الصلة بالبحوث الأساسية والتطبيقية. وتتطلب العديد من التحديات العالمية الحالية، مثل تغير المناخ، بيانات مفصلة لا يمكن جمعها إلا من الفضاء.. وقال: «تشارك جامعة نيويورك أبوظبي في أبحاث الفضاء من خلال أعضاء هيئة التدريس الفردية التي تتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء ومع مؤسسات بحثية أخرى في العالم. علاوة على ذلك، يمثل مركز علوم الفضاء ومركز علوم الفلك والجسيمات والكواكب مجموعتين مترابطتين من الباحثين المشاركين في أبحاث الفضاء عالية المستوى». تشهد المساحات المختبرية بقسم الفضاء في جامعة خليفة في أبوظبي، العمل على 3 أقمار أصطناعية مصغرة، وهي: «ظبي سات»، «لايت - 1» و«المايسات - 1». وتقوم الرؤية الأساسية للجامعة على تخريج طلاب جامعين باحثين يحملون شهادة ماجستير ودكتوراه بتخصصاتهم الهندسية في إطار تجهيز وتخريج كادر وطني يعمل في مجال الأبحاث، ويختص بالأقمار الاصطناعية المصغرة. وأكد عبدالله محمد علي، باحث دكتوراه في هندسة الميكانيكا، أنه كان من ضمن البرنامج منذ 2017، حيث إنه عمل على الكثير من نماذج ومشاريع الأقمار الاصطناعية، ضمن فريق الجامعة والذي يختص بالتركيب والتجميع والاختبارات. وقال إن عمله يتعلق بتركيب أجزاء القمر الاصطناعي وإجراء الاختبارات التي تسبق تجميعه في الصاروخ، ومن ثم إرساله للمدار. وأضاف: «لابد من أجراء بعض الاختبارات التي تحاكي البيئات الصعبة؛ وذلك لأن بيئة الصاروخ تتضمن الاهتزازات والمدار الذي يوضع فيه القمر الاصطناعي، وكذلك الحرارة، والتي تكون متفاوتة بشكل كبير وتصل إلى - 20 حتى 50 أو 60 تحت الصفر». وقال الباحث عبدالله محمد علي، إن هذه الخطوات تنطبق كذلك على الأقمار الاصطناعية الكبيرة، موضحاً، أن هذه التجارب والمحاكاة تسبق خوض القمر الاصطناعي الرحلة الحقيقية، والهدف منها التعرف على قدرته في تحمل جميع الضغوط والاهتزازات والحرارة، حتى يتم إنتاجه بصورة كاملة، ومن ثم يتم إرساله للفضاء. وأوضح الباحث أن الجامعة شهدت العمل على 3 أقمار اصطناعية مصغرة، والبداية كانت مع القمر الاصطناعي المصغر «المايسات - 1» والذي تم إطلاقه في أول مهمة له في فبراير 2018 في أميركا، والذي يسمى بقمر صناعي مصغر ذي وحدة واحدة، ومقاساته 10 سنتمترات في 10 سنتمترات، والوزن لا يتجاوز 1.3 كيلوجرام، ويقوم على حمل كاميرا لتصوير الأرض، وتم التقاط الصور بعد أن تم تزويده ببطارية تم تصنيعها في جامعة خليفة، حتى تتم تجربتها بالفضاء، وتم الحصول على نتائج مرضية وجيدة، وتم نشر المنشورات العلمية بعد الانتهاء من الحدث، وقمر «المايسات - 1» فتح لنا المجال في دخول عالم الأبحاث أكثر، خصوصاً في الأقمار الصناعية المصغرة. أكد الباحث عبدالله محمد أن ثاني قمر اصطناعي مصغر سمي بـ«ظبي سات»، وسيتم إطلاقه في 2021، وهو قمر اصطناعي مصغر مختص بالبرمجة وذو وحدتين 10 في 10 في 20 سنتمتراً، ووزنه ضعف «المايسات-1»، ولا يتجاوز 2.66 كيلوجرام. وقد عمل الباحثون من طلبة الماجستير والدكتوراه على برمجة التحكم فيه من خلال تحريك الكاميرا الموجودة عليه عند تغير الزاوية المطلوبة. وأضاف عبدالله محمد علي، أن ثالث قمر اصطناعي مصغر سمي بـ«لايت-1»، والذي سيتم إطلاقه في هذا العام 2021، وهو ثمرة التعاون ما بين الإمارات ومملكة البحرين، حيث تم استقبال 10 طلاب ماجستير من البحرين تواجدوا في جامعة خليفة لمدة عامين، وهو مزود بمستشعر، تم تصنيعه بجامعة نيويورك في أبوظبي، لاستشعار وقياس أشعة جاما، والتي يتم رصدها أثناء حدوث البروق والرعود في طبقه الغلاف الجوي من الأرض، ويساعد في رصد كمية الأشعة التي قد تصل للمسافرين وهم في الطائرة.

مشاركة :