قضية حب في القرن العشرين: حوار البلبل والوردة (4)

  • 6/26/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

انتهت علاقة وردة ببليغ حمدي في يناير 1979، ولابد لهذا الفراق من أسباب، وهو سوء إدارة العلاقة الزوجية بمتطلباتها، وتداخلها مع تحديات العلاقة المهنية، وهي أسباب قدمتها وردة في اعترافات متدرجة من بعد وفاة بليغ حمدي 1993. فقد أشارت في أكثر من حوار تلفزيوني، منها حياة مع الفن 2003 والمايسترو 2009، إلى أنها عانت آلام جلطة القلب أواخر عام 1978 بعد تراكم المتاعب عليها إذ صدر قرار منعها منذ عام 1977 بسبب غنائها في ليبيا أغنية "وان كان الغلا ينزاد" فترة التوتر السياسي بين مصر وليبيا، وذهبت لتعالج في لندن فلم يرافقها بليغ حمدي، ورأت أخبار احتفاله بميلاد فنانة كان يرعاها ذلك العام، وهي الصوت الجديد آنذاك سميرة سعيد، فأثار غضبها وحزنها رغم أنها ستشاركه تسجيل أكثر من عمل لصالح برنامج "جديد × جديد" الذي أنتجه لتلفزيون أبوظبي عام 1978 لكنها قررت طلب الطلاق، وعن أسبابه ذكرت إجهاضها لأكثر من مرة بسبب الإرهاق المهني، واعتراض بليغ حمدي على تعاونها مع سواه من ملحنين رغم تعليلها بخشية التكرار، وإهماله واجباته الزوجية التشاركية، وتدبير من "ولاد الحلال" كما أسمتهم وردة. ولا يمكن ابتعاد التصور عن حجم موهبتيهما، وأن اللقاء بينهما شكل قوة كبيرة بالنسبة إلى الثنائيات القائمة مثل عبدالحليم ومحمد الموجي، وفائزة أحمد ومحمد سلطان، وفيروز وعاصي الرحباني. ويمكن مقارنة التجربة الغنائية بين وردة وبليغ حمدي، وفيروز وعاصي الرحباني في غزارة الإنتاج وتوظيف الغناء في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما. ومثلما حدثت رسائل بين فيروز وعاصي بعد الطلاق الذي يصادف أنه في نفس العام 1979، كذلك تراسلت الأغاني بين وردة وبليغ حمدي، مع اختلاف أن عاصي الرحباني صفى علاقته مع فيروز في موضوع مسرحية "الربيع السابع" 1984 التي قام ببطولتها ملحم بركات ورونزي، وتحكي قصة هروب زوجة عاشقة لفنان علمها الغناء، وظلت فيروز تزهر في وحدتها أغنيات عن تلك الوحشة وضع معظمها جوزيف حرب ولحنها فيلمون وهبي مثل "طلع لي البكي دهب أيلول" 1980 و"لما ع الباب، بليل وشتي" 1989 إضافة إلى القصيدتين اللتين كتبهما جوزيف حرب ليلحنهما رياض السنباطي "أمشي إليك، بيني وبينك" حتى وإن لم تكتب تلك الأغنيات مباشرة، ينكشف فيها الاستيحاء من تلك العلاقة التي ربطت فيروز وعاصي.

مشاركة :