خبراء الطب النفسي: بعض المتطرفين مصابون باضطرابات عقلية

  • 9/6/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ليس هناك مواصفات نمطية للمتطرفين العنيفين، غير أن بعض الذين تجتذبهم الأفكار المتطرفة هم من المصابين باضطرابات عقلية بالغة فيجدون فيها تبريرًا لرغبتهم في تنفيذ نزواتهم ومغزى لحياتهم، بحسب ما يرى عدد من الخبراء. وأوضح الخبراء أن تقييمًا نفسيًا معمقًا للذين يشتبه باعتناقهم أفكار مجموعات متطرفة سواء كانوا عائدين من سوريا أم لا، قد يسمح بتقدير درجة خطورتهم المحتملة بشكل أدق. وقال القاضي الفرنسي في قضايا الإرهاب مارك تريفيديك مؤخرًا للصحافيين: «تعاقب في مكتبي أشخاص يرتكبون أعمال تعذيب ووحشية بنظر الحق العام، يضربون ما إن يزعجهم أحد ما. ومع وصول الإسلام، فهم يجدون تبريرًا لهم. سيكون بوسعهم شرعًا، أعني شرعًا بين المزدوجين، شرعًا في سوريا، ممارسة العنف». وتابع: «صادفت ثلاثة أو أربعة قلت لنفسي إن هؤلاء الأشخاص سوف يقدمون على القتل في مطلق الأحوال. سواء باسم الإسلام أو في شجار أو لاحقًا، ثمة أشخاص تلتقونهم وتعلمون أنهم كانوا مجرمين حتى من دون تنظيم داعش». واعتبر عدة خبراء في الطب النفسي التقتهم وكالة الصحافة الفرنسية وقد درسوا شخصيات متشددين عنيفين أن بعضهم مصاب قبل أي شيء آخر باضطرابات عقلية. وقال الخبير في الطب النفسي دانيال زاغوري إنه «عند التجنيد، على صعيد النفسية الفردية، الأمر يتراوح ما بين الشخصية البالغة التنظيم، القادرة على الخداع والتكتم، إلى المصاب بذهان هذياني الذي سيركب التيار ويشبع ذهانه بالرؤية السياسية للإرهاب الدولي، وهو سيرتكب جريمة مدعيًا (الجهاد)». وتابع: «إن بعض الأفراد المصابين باضطرابات، سواء اقترنت بالذهان أم لا، حين يجدوا تعليمات أطلقت على الإنترنت تطالب بذبح (الكفار)، سوف يغتنمونها وينتقلون إلى التنفيذ». وقال: «إن الذي نطلق عليه تعبير (الذئب المنفرد) هو أحيانًا مريض عقلي سيتلقى هذا النداء. إن الأفراد الذين يعانون من خلل معين سيضعون هذا النداء في خدمة يأسهم». وإن كانت خبيرة علم النفس السريري إميلي بوخبزة تعتبر في سياق عملها الذي يجعلها تتعاطى مع الكثير من الشبان الذين اعتنقوا التطرف في جنوب شرقي فرنسا، أن طالبي «الجهاد» لا يعانون أكثر من سواهم من أمراض عقلية، إلا أنها «تذكر حالة شاب مصاب باضطراب نفسي بالغ، بذهان، ولم يكن يستمر إلا بفضل ذلك (التطرف). فهو وجد فيه وسيلة لوقف هذيانه وتوظيفه في قناة ما». وعملية التجنيد في شبكة متطرفة تشبه في بعض نواحيها الوسائل التي تعتمدها بعض الطوائف من عزل الشخص وممارسة ضغط نفسي شديد عليه واستخدام أفلام وصور تعد خصيصًا لإقناعه بأنه تم اختياره ليكون ضمن نخبة فاضلة صغيرة في مواجهة عالم خارجي معادٍ وملؤه الشر». وأوضح دانيال زاغوري أن بعض الأشخاص المصابين بخلل نفسي بالغ هم أهداف مثالية، وقال: «بالنسبة لبعض الأشخاص الضعفاء، فإن القتل باسم الله يتيح لهم قلب القيم، فهم الآن الذين يصنعون خيرًا، يضفون مغزى إلى حياتهم، يحظون بتقدير المجموعة. كما أنهم سيذهبون إلى الجنة حيث الحوريات في انتظارهم». من جهته، قال الطبيب النفسي والخبير في علم الجريمة رولان كوتانسو رئيس الرابطة الفرنسية للصحة العقلية، إن هؤلاء الأشخاص «غالبًا ما يبحثون عن هوية، مع نوع من إشكالية الأنا. وهذا يمنحهم مهمة تعلي من شأنهم فيصبحون أبطالاً سلبًا، يحققون أنفسهم من خلال عمل بطولي». وإزاء تدفق المتطرفين العائدين من مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق والذي يطرح تحديًا لأجهزة الشرطة والاستخبارات مع تزايد أعداد المشتبه بهم الواجب مراقبتهم، يرى كوتانسو أن بوسع الأطباء النفسيين تقديم خبرتهم. وقال: «يجدر محاولة إجراء تقييم نفسي للذين يبلغ عنهم على أنهم متطرفون، لوضع سلم خطورة لهم»، مضيفًا: «لا يجدر وضعهم جميعًا بالمستوى نفسه، بل محاولة التثبت من احتمال أن يشكلوا خطرًا، مع العلم بأن هذا في غاية الصعوبة وأن احتمالات الخطأ كبيرة جدًا».

مشاركة :