رحل الرقيب علي الحبيب من منسوبي الدوريات الأمنية في محافظة بقيق عن عمر 46 سنة وهو يُدافع عن دينه ووطنه بكُلِ إخلاص وتفانٍ، والتحق بدرب شُهداء الواجب بعد أن اغتالته يد الغدر والطُغيان. فتحت»المدينة» ملف الحبيب وسيرته الطبية التي تتردد على ألسنة الجميع، فقد عاش الشهيد مُنذُ صغره حياة الفقر واليُتم والألم والمُعاناة، وفقد والده وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات، ليكفله أخوه الأكبر والوحيد محمد وبعد عشر سنوات توفي أخوه وأصبح يرعى أخواته الخَمس حتَّى زواجهن، وكذلك يرعى شؤوون والدته كبيرة السِّن المُقعدة وكذلك ابنة أخيه المتوفى. نشأ الحبيب مُعتمدًا على نفسه مُنذُ صِغر سنه حتى وافته المنية بارًا بوالدته ومدافعًا عن وطنه، ورحل والجميع يبكيه، حيثُ كان محبوب الجميع لدماثة اخلاقه وابتسامته الدائمة وحبه لفعل الخير، ونال الشهادة، وهو عاقد العزم على الرحيل إلى الديار المقدسة لأداء ركن الإسلام الخامس فريضة الحج هو وشريكة حياته زوجته أم حسن وأعدَّ العدة ولكنه رحل قبل تحقيق أمله. رحل الشهيد الحبيب وخلّف وراءه والدته المُقعدة، وزوجته أم حسن، إضافة إلى سبعة من الأبناء والبنات وهم حسن ومحمد وفاطمة وليلى وبتول وفدك وزينب، وابنة أخيه المتوفّى. ويعبِّر عبدالستار الطويل خال الشهيد عن عميق حزنه على فراقه قائلًا «نزل علينا خبرالوفاة كالصاعقة بعد أن تأكدنا فعليًا من الخبر بالاتصال بالشرطة في بقيق والذهاب إلى هناك وتأكدنا من الحادثة»، مضيفًا: الشهيد علي عُرف عنهُ برِّه بوالديه وخاصةً والدته الكبيرة المُقعدة والتي تسكُن معه في شُقَّة مُستأجرة، مؤكدًا أن الحبيب رحل مُدافعًا عن دينه ووطنه ونحن نتلقى التهاني في نيله الشهادة. وقال ابن خاله سلمان أبو سهيل، إنه تلقى الخبر فجرًا من أحد أقربائه، وكان خبرًا مؤلمًا وصادمًا للجميع، والحمدلله على قضائه وقدره، والشهيد غرس محبة الآخرين في قلبه وترك في قلوبهم الحزن والأسى والذكر الجميل، فرحمه الله ونحسبه مع شُهداء الوطن إن شاء الله. ويحكي زوج شقيقته، عبدالرضا بو سرور، عن سيرة الحبيب العطرة قائلًا إن الشهيد عاش بسيطًا، قام بأدوار بطولية، ومحبوب للجميع، فهو حبيب اسمٌ على مُسمَّى، فهو بار بوالديه وراعٍ لاهله ومُتعاون مع الجميع، فرحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته. وكانت عائلة الشهيد بدأت في استقبال المُعزين في منزل ابن خاله سلمان أبو سهيل في حي الملك فهد بالهفوف. المزيد من الصور :
مشاركة :