يوم الخميس الماضي رفض 95٪ من الجمهوريين في الغرفة تجريد العضوة الجديدة مارغوري تايلور غرين، التي تلوح بالأسلحة النارية، وتحرض على الكراهية والتآمر؛ إعفاءها من مهامها في اللجنة التي تنتمي إليها. ويبدو أن العواقب المميتة للمشاغبين في السادس من يناير لم تغير شيئاً. أصبح الرئيس دونالد ترامب خارج السلطة لكن روحه مازالت مستعرة في أنصاره، وسيهيمن غضب واستياء قاعدته على الحزب لفترة طويلة، ولايزال الجمهوريون في مجلس النواب مفتونين بدونالد ترامب وخائفين من قاعدته، ومن المرجح أن الغضب والاستياء الصادر عن الجمهوريين العاديين سيحددان مسار الحزب في الأشهر والسنوات المقبلة. وأصبح مذهب «كيو أنون» الآن أحد أعمدة الحزب، على الرغم من تنصل زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي من معرفة وجوده. خطايا حقيقية خطايا غرين حقيقية وليست متخيلة، فقد ظلت على مر السنين تلقي باللوم في حرائق الغابات في كاليفورنيا على شعاع ليزر يهودي من الفضاء، وادعت أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت عملاً داخلياً، وزعمت أن إطلاق النار في المدارس كان عملاً تم إعداده سلفاً. وفي الفترة بين 2018 و2019 أيدت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي يبدو أنها كانت تدعم اغتيال أو إعدام الرئيس السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. (تراجعت غرين أخيراً - جزئياً - عن بعض تعليقاتها السابقة الأكثر إثارة للقلق). للأسف، تحول الحزب الجمهوري إلى مستنقع من الحمى يغذيه العداء العرقي المرتبط بالخوف والبغض من الحداثة، وليس من العدل أن يوفر أي حزب سياسي عادي مقعداً لشخص مثل غرين، لكن الجمهوريين أصبحوا هذه الأيام يتصرفون - للأسف - كمجموعة متطرفة. وبالمثل، لا يمكن اعتبار الغوغاء الذين هاجموا مبنى الكابيتول مجرد فورة معزولة من الغضب التآمري، فقد تمخض حشد المتمردين عن قتلى وجرحى، وقدم الدعم لصفوف مثيري الشغب قدامى المحاربين العسكريين، وسماسرة العقارات، والأعضاء المتميزون على ما يبدو من الطبقة الوسطى في أميركا. وبحسب ما ورد، ساعد المتبرعون الجمهوريون الأثرياء على تغذية هذه المذبحة المحتملة. خطر تقويض الجهود ومع ذلك، فإن عدم الرضا الذي تمخض عن انتخاب ترامب عام 2016 يهدد بتقويض جهود الجمهوريين لاستعادة مجلس النواب ومجلس الشيوخ. في يناير خرج عشرات الآلاف من الناخبين من الحزب الجمهوري، وفي أريزونا وكولورادو وماريلاند وبنسلفانيا ويوتا، عانى الحزب خسارة تراكمية لأكثر من 30 ألف ناخب من قوائمه. النجاح السياسي يتمثل في الإضافة وليس الخصم (استقطاب المؤيدين). إن نزوح الأمهات والآباء الذين حصلوا على تعليم جامعي من الضواحي ليس ما يحتاجه مكارثي لانتزاع موقع الرئيس، وبالمثل لن يساعد نزيف النزوح زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، على إزاحة تشاك شومر من منصبه كزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ. احتفاظ النائبة الجمهورية ليز تشيني بالمرتبة الثالثة في قيادة مجلس النواب الجمهوري، والتي تؤيد مساءلة ترامب، لا يغير هذا المشهد السام، حيث إن انتصار تشيني الصعب على 61 من زملائها المتخفين هو دليل على عزمها ورغبة جميع نواب الحزب الجمهوري ذوي الوزن في الحفاظ على هيكل السلطة الحالية للحزب كما هو، وليس لسبب آخر. استقطبت كل من تشيني وغرين الاهتمام بين الجمهوريين في مجلس النواب، لكن النائبة الجورجية الجديدة حصلت في الواقع على المزيد من دعم نواب حزبها. انتهى مؤشر تشيني التصاعدي في حين أن غرين سارت حرة في الشروع في حفلة لجمع التبرعات لا نهاية لها، والتغريد للمحتوى الذي يروق لقلبها. يمكن أن يكون للحرية معنى آخر. الولاء لترامب وفي الواقع، فإن الولاء لترامب على مستوى الدولة، والذي يشبه الإخلاص الديني؛ هو العقيدة العملية لهذه المملكة، أما أولئك الذين يرفضون تقبيل الأيادي فهم الزنادقة الجدد. انتقد جمهوريو أريزونا سيندي ماكين، أرملة السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين، لدعمها جو بايدن، كما انتقدوا الحاكم الجمهوري للولاية دوج دوسي، لرفضه سرقة الانتخابات. وفي وايومينغ وجهت 10 منظمات في المقاطعات الجمهورية اللوم إلى تشيني لدعمها إجراءات عزل ترامب، ومن المتوقع حدوث المزيد في الأسابيع المقبلة، حيث تواجه تشيني بالفعل تحدياً أساسياً. وفي هذه الأثناء، يواجه السيناتور الجمهوري بن ساسي، من نبراسكا، انتقادات محتملة في ولايته الأم. لقد أثار غضبهم لإدانته سعي ترامب لتقويض الديمقراطية. وللتاريخ فإن ساسي هو واحد من خمسة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ عارضوا رفض عزل الرئيس الخامس والأربعين، كما رفض دعم ترامب قبل أربع سنوات، وفي نوفمبر الماضي أيضاً. وبوصفه رجلاً متديناً فقد أطر الأشياء بهذه الطريقة: «السياسة لا تتعلق بالعبادة الغريبة لأحد الأشخاص». حتى الآن يعتبر ترامب الخيار الأفضل للحزب للترشح للرئاسة لعام 2024، وعلاوة على ذلك يعتقد أكثر من ثلاثة أرباع الجمهوريين أنه كان هناك تزوير واسع النطاق للناخبين على الرغم من الأدلة الدامغة التي تدل على عكس ذلك. وبغض النظر، فقد ترسخت كذبة ترامب الكبيرة ولن تختفي قريباً، ولاتزال القوى الهيكلية والتفاوتات الديموغرافية التي دفعت ترامب إلى السلطة تهيمن على البلاد. لويد غرين: محامٍ في نيويورك الولاء لترامب على مستوى الدولة، والذي يشبه الإخلاص الديني؛ هو العقيدة العملية لهذه المملكة، أما أولئك الذين يرفضون تقبيل الأيادي فهم الزنادقة الجدد. يعتبر ترامب الخيار الأفضل للحزب الجمهوري للترشح للرئاسة لعام 2024. علاوة على ذلك، يعتقد أكثر من ثلاثة أرباع الجمهوريين أنه كان هناك تزوير واسع النطاق للناخبين على الرغم من الأدلة الدامغة التي تدل على عكس ذلك. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :