أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تعاملها مع جائحة «كورونا»، قدرتَها على تحقيق الكثير من النجاحات التي تعكس حسن التعامل مع تداعياتها على الصعد كافة، فتمكنت من ترسيخ مكانتها الكبيرة على سلّم نجاحات الدول في التعامل الناجح مع الأزمة التي مثّلت لحظة فارقة، وفرصة سانحة في إحداث تغييرات إيجابية، وتدشين مرحلة مهمة من تاريخها، منحتها قدرة على التحضير لمستقبل حافل بكل فرص التطور والنمو، وفق جاهزية عالية تسعى إلى مواجهة تداعيات الجائحة بفرادة وتميّز. وجاء استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أرانشا غونزاليس لايا وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون في مملكة إسبانيا، والوفد المرافق لها، أول من أمس الاثنين، فرصةً لتشديد سموه على أهمية التعاون الدولي والتنسيق بين الدول، من أجل محاصرة جائحة كورونا، وتأكيد أن دولة الإمارات تتعامل معها بتأنٍّ وخططٍ مدروسة، عبْر فتح أبواب الوقاية والتطعيم لأفراد المجتمع كافة، مواطنين ومقيمين، مجاناً، إضافةً إلى حرصها الكبير على مدّ يد العون للدول في شتى أرجاء العالم، من خلال إرسال المواد اللوجستية، والأدوية، واللقاحات، لمساعدتها على حصار الفيروس في هذه الأزمة. دولة الإمارات التي حققت في بداية الجائحة نجاحاً لافتاً للنظر في تعاملها مع الوباء، الذي تفشى عالمياً، من خلال إجراءات احترازية ووقائية، تشدد على التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات، وإجراء الفحوصات، تستمر في تحقيق النجاحات إلى وقتنا هذا، إذ أحرزت المركز الأول عالميّاً في معدلات تلقي اللقاح المضاد للفيروس، بحسب مؤشر «أور وورلد إن داتا»، الذي يرصد بيانات التطعيم ضد الفيروس عالميّاً، وهو ما يؤكده تحقيقها رقماً قياسيّاً في توزيع اللقاح على أكثر من 4 ملايين ونصف المليون إنسان على أرضها، نتيجة للهدف الذي حددته في تطعيم نصف سكانها في الربع الأول من العام الجاري. وفي دلالة على أن دولة الإمارات حريصة على ترسيخ قيم التعاون والتضامن العالمي في مواجهة الجائحة، فإنها عملت على تزويد مجموعة من الدول باللقاح الإماراتي– الصيني «سينوفارم»، فضلاً عن إطلاق دبي مبادرة عالمية لنقل لقاحات «كوفيد-19» إلى البلدان النامية، من خلال وضْع إمكاناتها اللوجستية، وحشد قدرات مؤسسات عدّة في الإمارة، في تخزين وتوزيع لقاح كورونا على الدول، بما يعزز مساهمة الدولة في تسهيل إيجاد حلٍّ عالمي لتعافي المجتمعات بكفاءة وسرعة، ويدعم مبادرة «كوفاكس»، المنبثقة عن التحالف العالمي للقاحات والتحصين، وإحدى الآليات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية والمفوضية الأوروبية، في أبريل 2020، بهدف تحقيق التوزيع العادل للقاح لنحو ملياري إنسان في الدول الفقيرة. إن المتتبع لسلسلة إجراءات وقرارات حكومة دولة الإمارات، خلال أزمة كورونا العالمية، يلاحظ قدرة الدولة على الاستجابة الناجحة وطنيّاً لتداعيات المرحلة الراهنة، وإعداد استراتيجية جديدة لفترة ما بعد كورونا، كإجراء استباقي سريع يتمّ بتبني مجموعة من الإجراءات والآليات التي تغطي القطاعات الاقتصادية، والمجتمعية، والخدمية الأكثر إلحاحًا في المستقبل، ووضع خطط مستقبلية دقيقة، ذات مقاربات للآفاق الاقتصادية والتنموية، تعدّ دولة الرفاه خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه، مهما تكن الظروف. *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :