قبل أقل من شهر، كانت أستراليا موضع حسد معظم بلدان العالم، مع وجود حالات قليلة من فيروس «كورونا». وتم إدراجها ضمن مجموعة «المستجيبين الأوائل»، إلى جانب تايوان وسنغافورة ونيوزيلندا، التي عملت بشكل حاسم لوقف انتشار الفيروس التاجي. وفي منتصف يونيو، وبعد ثلاثة أشهر من القيود المشددة ومستويات مختلفة من الإغلاق، لم تعد الحياة إلى طبيعتها تماماً، ولكن كما أحب السياسيون التأكيد، «كان الأمر شبه طبيعي». وفتحت المطاعم والصالات الرياضية والشواطئ، في جميع أنحاء البلاد، مرة أخرى، وكان سكان ولاية فيكتوريا الجنوبية، ينتظرون اليوم الذي قال فيه رئيس الوزراء دانييل أندروز، إنه بإمكانهم العودة إلى الحانات. ولكن مع انتهاء فصل الخريف المشمس، في هذا الجزء من العالم، وبداية الشتاء، بدأت العدوى تتصاعد ببطء في ملبورن. وبعد أسابيع، فقط، سُجل أكثر من 3000 حالة، مع حالات جديدة، يومياً تقريباً، مثل المملكة المتحدة. كما تم وضع خمسة ملايين من سكان ملبورن في إغلاقهم الثاني، دون أي شعور حقيقي بموعد الانتهاء، في حين باتت أقنعة الوجه إلزامية. وتقوم الشرطة بدوريات على حدود ولاية فيكتوريا، مع تصاعد عدد الوفيات. إذاً ما الخطأ الذي حدث؟ أعلنت المسؤول الطبي في فيكتوريا، أناليسي فان ديمن، أن سبع حالات تم ربطها بحراس أمن يعملون في فندق ستامفورد بلازا في ملبورن، حيث تم احتجاز المسافرين، بموجب قانون الحجر الصحي الإلزامي، لمدة 14 يوماً، للوافدين الدوليين. ويُعتقد أن المجموعة قد انتهكت قواعد التباعد الاجتماعي واختلطت بالآخرين. وأفاد تحقيق قضائي في تفشي المرض، هذا الأسبوع، بأن أغلب الحالات الجديدة، في يونيو ويوليو، إن لم يكن جميعها، يمكن ربطها بحالات تفشي فندق الحجر الصحي. وسيركز التحقيق على قرار حكومة الولاية باستخدام مقاولين أمنيين خاصين، الذين استخدموا، بدورهم، مقاولين من الباطن، بعضهم تلقى تدريباً لمدة خمس دقائق، فقط. بينما في ولايات أخرى، كانت الشرطة تقوم بمهمة المراقبة. وفي البداية، أطلقت السلطات اختباراً سريعاً على النقاط الساخنة وأصدرت أمراً بالبقاء في المنزل؛ تم تعزيزه لاحقاً، بإغلاق فرضته الشرطة على سكان تسعة أبراج سكنية، في ملبورن. وسجلت أستراليا رقماً قياسياً جديداً، بـ484 حالة، في يوم واحد، يوم الأربعاء. ويتعين على سكان ملبورن، الآن، ارتداء قناع الوجه عندما يكونون خارج المنزل، أو مواجهة غرامة قدرها 200 دولار. وضرب «كوفيد-19» أستراليا، بقوة أكبر من الموجة الأولى. وقال مايكل، وهو عامل رعاية صحية في برونزويك، بشمال ملبورن، إنه شعر بأن «كل قرار ثانوي في حياته له أهمية كبيرة، وهذا مرهق». وينتشر الوباء، حالياً، في جميع أنحاء البلاد، وأعداد الحالات الجديدة في فيكتوريا تستقر، لكن التحكم في الوضع لايزال بعيداً جداً. وحذّر أندروز «يجب ألا يغيب عن بالنا حقيقة أنه حتى مع استقرار عدد الحالات، فإن ذلك يعني أن بعض الناس يموتون، وأن بعض الناس يعانون مرضاً خطيراً، واستناداً إلى أدلة دولية حديثة بأن بعض الناس لن يكون هذا مثل مجرد نزلات برد عابرة، بالنسبة إليهم، بل سيكون له تأثيرات طويلة الأمد». يتعين على سكان ملبورن، الآن، ارتداء قناع الوجه عندما يكونون خارج المنزل، أو مواجهة غرامة قدرها 200 دولار. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :