حققت المملكة العربية السعودية المركز السادس للعام الثالث على التوالي بين الأسواق الناشئة الأكثر تنافسية في العالم وفقاً لمؤشر أجيليتي اللوجستي للأسواق الناشئة، كما جاءت المملكة في المرتبة الثالث في مجال أساسيات مزاولة الأعمال، مما يعكس التنفيذ الناجح لاستراتيجيات المملكة الرامية إلى تنويع اقتصادها كجزء من رؤيتها الشاملة 2030. ويقوم المؤشر، الذي يصدر هذا العام في نسخته السنوية الثانية عشرة، بتصنيف 50 دولة بحسب العوامل التي تعزز جاذبيتها بالنسبة لمزودي الخدمات اللوجستية ووكلاء وخطوط الشحن وشركات الطيران والموزعين، وكانت الصين والهند وإندونيسيا قد تصدّرت المؤشر، بينما وصلت ثلاث دول خليجية إلى قائمة العشرة الأوائل، حيث احتلت الإمارات المركز الرابع، بينما أتت المملكة في المركز السادس وقطر في المركز التاسع. كما احتلت دول الخليج صدارة المؤشر على صعيد أساسيات مزاولة الأعمال، حيث جاءت دولة الإمارات في المركز الأول والمملكة في المركز الثالث وقطر في المركز الرابع واحتلت البحرين المركز السابع، فيما حققت عُمان المركز الثامن وحلت الكويت في المركز الحادي عشر وأتت الأردن في المركز العاشر، بينما تصدرت كل من "الصين والهند وإندونيسيا" المراتب الأولى من حيث الخدمات اللوجستية المحلية؛ فيما تبوأت الصين والهند والمكسيك المراتب الثلاث الأولى في الخدمات اللوجستية الدولية. وفي هذا الاتجاه، قال الرئيس التنفيذي لأجيليتي للخدمات اللوجستية العالمية المتكاملة في الشرق الأوسط وإفريقيا إلياس منعم، تبذل دول الخليج جهوداً حثيثة لتحقيق التنويع والتكامل الاقتصادي، وذلك من خلال تطوير بنى تحتية عالمية المستوى وخلق ظروف تتسم بالعدالة والشفافية لممارسة الأعمال. إن البنية التحتية الجيدة والظروف المستقرة لإدارة الأعمال التي توفرها دول الخليج تعد من المميزات التنافسية الهائلة للمنطقة وسوف تكون من العوامل الأساسية للتعافي من الانكماش الاقتصادي الذي أحدثته الجائحة." وإضافة إلى المؤشر، أجرت أجيليتي استبياناً شمل أكثر من 1,200 من مهنيّ قطاع سلاسل الإمداد للوقوف على آرائهم حيال التداعيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وقد أظهر الاستبيان أن 44.7% من المشاركين يتوقعون تعافي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021؛ بينما قال 38.9% أن تعافي المنطقة لن يحدث حتى عام 2022-2024. كما تشير غالبية التنبؤات إلى إمكانية تعافي اقتصادات آسيا وأميركا الشمالية وأوروبا خلال العام الجاري. ورغم بحث العديد من الشركات لإمكانات تقليص اعتمادها على الصين، فإن القليل منها فقط يعتزم إعادة توطين عمليات التصنيع والإنتاج، حيث اعتبر 7.8% فقط من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستبيان بأنّ نقل أنشطة الإنتاج من الصين يعني بالضرورة عودتها إلى البلدان الأم لهذه الشركات. وقد أظهر الاستبيان أن فيتنام 19.6% والهند 17.4% وإندونيسيا 12.4% تعد من الوجهات الأكثر جذباً لنقل أنشطة الإنتاج إليها، تليها في ذلك تايلاند 10.3% وماليزيا 9.6%. إلى ذلك، أصبحت التكلفة الإجمالية هي المحرك الرئيس لعولمة الأسواق الناشئة والاستثمار فيها، أما تكلفة اليد العاملة الرخيصة فبالكاد يتم أخذها بعين الاعتبار في الوقت الراهن، بينما يعتبر 2.2% فقط من تنفيذيي الصناعة أنها ذات أهمية، وأوضح الرؤساء التنفيذيون بأنّ العوامل التي تلي التكلفة الإجمالية في أهميتها هي عوامل البيروقراطية واللوائح الحكومية 25.8% وجودة البنية التحتية 14.1% وتوافر اليد العاملة الماهرة 8.0%، وبينما تقوم الشركات باستكشاف مواقع جديدة لأنشطة الإنتاج الخاصة بها، أعرب المشاركون في الاستبيان أن أكبر مخاوفهم في هذا الصدد هو عدم وجود بنى تحتية ملائمة 14.5% وزيادة التكاليف 13.5%. من جهة أخرى، قال 19.1% من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستبيان بأنّ انخفاض المبيعات خلال عام 2020 جاء نتيجةً جائحة كوفيد-19. بينما قال 9.4% منهم فقط أن التدابير الاحترازية الخاصة بسلامة الموظفين من كوفيد-19 قامت بالحد من معدلات الكفاءة، والتوجه نحو الاستدامة يحظى بالزخم، وبيّن 26.9% من الرؤساء التنفيذيين المشاركين في الاستبيان بأنّ شركاتهم تتجه نحو تعزيز اعتماد الممارسات البيئية المستدامة في أعقاب الأزمة، بينما أعرب 45.2% منهم عن عدم وجود أي تغييرات في خططهم، مؤكدين بأنّهم لا يعتزمون التراجع عن التزاماتهم في مجال الاستدامة. وضمّت قائمة الدول الأكثر نجاحاً في تحسين نقاط قوتها في مجال الخدمات اللوجستية المحلية كُلّاً من "ماليزيا ونيجيريا وفيتنام والأوروغواي وميانمار وكمبوديا"، بينما أتت أكبر الإنجازات في الخدمات اللوجستية الدولية من المغرب وأوكرانيا وكينيا وميانمار والباراغواي. وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة ترانسبورت إنتلجنس جون مانرز بيل، لطالما كانت أهمية مؤشر أجيليتي للأسواق الناشئة تكمن بالقدرة على التمييز بين الأسواق التي تظهر مرونة عالية في مواجهة التحديات وبين تلك الأسواق الأكثر هشاشة، ولم يكن هذا العام استثناءً. وعلى الرغم من أن بعض الأسواق، مثل الصين وفيتنام، تمكنت من إعادة التوزان على الطلب الصناعي والاستهلاكي المحلي، إلا أن الغالبية لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأسواق الدولية والاستثمار، لذلك كان لنقص الطلب العالمي وانهيار الشبكات اللوجستية البحرية والجوية عواقب وخيمة عليها. ومع انحسار أزمة كوفيد-19 خلال العامين القادمين من المتوقع أن تتعافى الاقتصاديات الأكثر مرونة بشكل أسرع. أما الدول التي فشلت في تبني إصلاحات السوق والإصلاحات التجارية والحكومية والاجتماعية فستكون الأكثر تضرراً على الإطلاق". ومن الجدير بالذكر أن شركة ترانسبورت إنتلجنس (Ti)، الشركة الرائدة في مجال تحليل وأبحاث قطاع الخدمات اللوجستية، قد عملت على تجميع وإعداد المؤشر.
مشاركة :