أحدث قرار المستشارة الألمانية انجيلا ميركل السماح بدخول آلاف المهاجرين الى ألمانيا ممن تقطعت بهم السبل في المجر انشقاقا اليوم الأحد (6 سبتمبر / أيلول 2015) بين جناحها المحافظ عندما اتهمها حلفاؤها في بافاريا بانها بعثت "بإشارة خاطئة تماما" الى أوروبا. تفجر الخلاف عندما فتحت النمسا وألمانيا حدودهما على مصراعيها أمام آلاف من المهاجرين منهوكي القوى الذين نقلتهم الحكومة اليمينية الى حدود المجر التي ارتبكت بسبب ضخامة الاعداد وعزوفها عن استقبالهم. وتتوقع ألمانيا تدفقا قياسيا يصل الى 800 ألف مهاجر ولاجئ هذا العام وهو ما يمثل حتى الآن أكبر عدد بين دول الاتحاد الأوروبي. وتم تسجيل أكثر من 100 ألف طلب للجوء في شهر أغسطس وحده فيما يجتذب أكبر وأغنى اقتصاد في اوروبا الكثير من المهاجرين ممن لديهم بالفعل اقارب يعيشون هناك. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل والرئيس المجري فيكتور أوربان اتفقا في اتصال هاتفي على قرار بالسماح للاجئين -ومعظمهم من الفارين من الحرب الاهلية في سوريا- بعبور الحدود وذلك في اجراء مؤقت لدواع انسانية. لكن يواكيم هيرمان وزير داخلية بافاريا في ألمانيا -الذي يمثل حزبه الاتحاد الاجتماعي المسيحي الشقيق الاقليمي لحزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الائتلاف الحكم بالبلاد- اتهم ميركل بانها اتخذت قرارها دون التشاور مع الولايات الاتحادية الألمانية التي ستضطر للتعامل مع تدفق اللاجئين. وقالت صحيفة بيلد أم زونتاج الواسعة الانتشار إن هورست شيهوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا وزعماء آخرين بحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي اتفقوا خلال مؤتمر على ان الضوء الأخضر الذي صدر من ميركل للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في المجر "قرار خاطئ من جانب الحكومة الاتحادية". وأكد سايمون ريهاك المتحدث باسم الاتحاد الاجتماعي المسيحي التقرير مشيرا الى ان هذا الحزب المحافظ سيضع هذا القرار ضمن جدول أعمال اجتماع على مستوى عال للائتلاف الحاكم يعقد في وقت لاحق من اليوم. ومن المتوقع أن يتفق الائتلاف الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على سلسلة من الإجراءات اليوم تتضمن تقليص الإجراءات الروتينية لتسهيل إقامة أماكن لإيواء اللاجئين وزيادة التمويل للولايات الاتحادية والبلدات وتسريع وتيرة إجراءات اللجوء.
مشاركة :