يحدثني احد الزملاء طالباً نقل معاناته ومعاناة الشريحة الأكبر من مجتمعنا المحافظ عبر هذه الزاوية.. والتي تتمثل في صعوبة مشاهدة الفضائيات العربية مع أبنائه في المنزل بعيداً عن مسك جهاز الـ«ريموت كونترول»! والسبب هو ذلك الكم الكبير من المشاهد المخلة والكلمات القذرة والإيحاءات الجنسية وتعاطي المخدرات التي تتخللها مشاهد ولقطات المسلسلات والأفلام والبرامج المعروضة في العديد من المحطات، الأمر الذي يجعله مضطراً لمسك جهاز التحكم لتغيير تلك المشاهد باتجاه محطات أخرى! هذه المعاناة حقيقية للعديد من الاسر التي تريد لأجيالها الحياة الإيمانية النظيفة التي ترفض عبث المنتجين ووسائل الإعلام الرخيصة في هذا العالم الذي أصبح منفتحاً بصورة جنونية نحو كل شيء! الأكاديمي والإعلامي السعودي الدكتور مالك الأحمد قام منذ فترة برصد 33 مسلسلاً عربياً خلال شهر رمضان الماضي، وخرج بنتائج وأرقام مؤسفة من التعديات الأخلاقية اللفظية ومشاهد العنف والجريمة وشرب الدخان والشيشة والإيحاءات الجنسية التي أصبحت هذه الأيام موضة المسلسلات وأفلام الشباك العربية في رمضان وغير رمضان وحجة المنتجين والمخرجين والمؤلفين إلا من رحم ربي أن «الجمهور عاوز كده»! واليكم بعض من تلك النتائج: - 6071 مشهداً به تجاوزات دينية أو أخلاقية أوعقلية! - 197 مشهدا للمخدرات! - 1079 مشهداً بها تجاوزات اجتماعية! - 1370 مشهداً بها عنف وتعذيب! - 1227 مشهداً للتدخين والشيشة! - 387 مشهداً يتعلق بمخالفات شرعية! - 292 مشهداً لجرائم القتل والسرقة! - 725 مشهداً لمخالفات جنسية! - 387 مشهداً يتعلق بالنصب والاحتيال! - 334 مشهداً لتناول الخمور! - 28 مشهداً يتعلق بالإساءة للأديان! نرفع تلك الأرقام لوزراء إعلامنا العرب للتذكير، وهم أقرب من غيرهم بمعرفة الحقيقة لإنقاذ مجتمعاتنا من هذا الإعلام الساقط من باب: «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ». **** على الطاير: - يقول الدكتور مالك الأحمد حول فوضى الإنتاج إن مؤسسات الإنتاج الإعلامي تُنفق الأموال الضخمة لإنتاج برامجها ومسلسلاتها بهدف التأثير على المجتمع وتغيير ثقافته وهويته، فضلاً عن هدفها المادي وتحقيق الربح الكبير، وأن هذه الأهداف أصبحت مؤكدةً بعد دراسات إحصائية كشفت مدى التغير في المجتمع خلال السنوات الماضية! ونحن نقول اذهبوا إلى الأسواق و«المولات» التجارية وشاهدوا كيف دمرت عيالنا تلك المسلسلات من معارك وتشابك بالأيدي وصلت حد القتل وتحرشات وقحة واستهتار بالذوق العام في الملبس والتصرفات الشاذة! بقي أن نختم سطورنا تلك موجهين كلامنا لأهل الشأن والاختصاص من منتجين وإعلاميين وغيرهم بما ذكره الله سبحانه وتعالى في سورة النور (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ). ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم! bomubarak1963@gmail.com twitter: bomubarak1963
مشاركة :