الفن الراقي والمسلسلات الصادقة هو كل ما يكون انعكاساً حقيقياً للمجتمع بما فيه من «زين» و«شين»، ومحاولة لطرح قضاياه وإيجاد حلول لها، ولكن وحسب ما بثته القنوات الفضائية من مقاطع لمسلسلات شهر رمضان المقبل، وما نشرته الصحف من إعلانات عن هذه المسلسلات، ما هو إلا صورة جميلة لشعب مرفه، يعيش في قصور وهو في كل الأحوال في أحسن وأبهى زينة، كأنه ذاهب إلى حفل عرس. أما القصص والحكايات التي تتحدث عن هذه المسلسلات فلا تدور إلا في المجتمعات المفككة المنحلة، حتى بدأنا نرى الأسلحة النارية في مسلسلاتنا الجديدة. وأما اللهجة فهي مضحكة من كثرة «البدْليات» كما نقول، والخطأ في النطق كثير، لأن كاتب الحوار والممثلين لا يجيدون هذه اللهجة تماماً. كنت أتمنى أن أرى قصة حب بين سني وشيعية أو شيعي وسنية، ينتصر فيها الحب على الحواجز الوهمية المصطنعة، أو قصة في بيت قبلي يرفض غلاء المهور وكلفة الاحتفالات العالية. اللافت للنظر ان في ما شاهدته من هذه المقاطع والإعلانات لم أرَ أي محجبة فيها، كأننا في بلد غربي، مع أننا شعب محافظ والحجاب ينتشر في مجتمعنا بصورة كبيرة، بل إن إحدى الممثلات القديرات نزعت حجابها بعد فترة طويلة من ارتدائه ولا أدري هل ذلك عن رغبة منها أو اشتراط عليها بهذا الخلع. لذلك بدأنا ننصرف عن مشاهدة هذه المسلسلات ومتابعة المسلسلات التركية والأجنبية لأنها تحكي واقع مجتمعاتها، بينما مسلسلاتنا تعطي مشاهد جميلة لكنها خالية من الروح والمعنى، ولا تعطي أي شيء عن مجتمعنا الحقيقي، بل إنها أعطت صورة سيئة عن المجتمع الكويتي في دول الخليج بأنه مجتمع تنتشر فيه الجرائم وحالات الطلاق والتفكك الأسري، ونحن غير ذلك. وكم طالبنا وزارة الإعلام بمراقبة النصوص المزمع إنتاجها مسبقاً وحذف كل ما يسيء إلينا، ولكن لاحياة لمن تنادي.
مشاركة :