عواصم - وكالات - تقلّص عدد اللاجئين الذين يعبرون من المجر إلى النمسا، بعد أن تدفق 10 آلاف مهاجر إلى البلاد، أول من أمس. ونقلت هيئة السكك الحديدية النمساوية ما يزيد على 13 ألف لاجئ قادمين من المجر في اتجاه ألمانيا. وذكرت ناطقة باسم الهيئة في فيينا أنه «نقل 11 ألف لاجئ السبت، و 2200 لاجئ أخر على متن قطارات باتجاه ألمانيا حتى صباح الأحد (أمس)». ومن المقرر أن يواصل اللاجئون سفرهم إلى ألمانيا على متن إجمالي 40 قطاراً، بينها قطارات خاصة، تقل اللاجئين من مدينة نيكلسدورف الواقعة على الحدود النمساوية - المجرية إلى محطة القطار الغربية في فيينا في البداية، ليواصلوا سفرهم بعد ذلك على متن قطارات عادية. وخصصت السكك الحديدية النمساوية أيضا نحو 20 حافلة، من أجل نقل اللاجئين من مدينة نيكلسدورف إلى محطة قطار مدينة زالتسبورغ النمساوية الواقعة على الحدود الألمانية. على صعيد متصل، حدّد رئيس المفوضية الأوروبية يان كلود يونكر، لألمانيا استقبال حصة من اللاجئين تبلغ 31443 شخصاً، في خطته بشأن توزيع اللاجئين في الاتحاد الأوروبي. وأوضحت صحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس، أن «فرنسا وإسبانيا تأتيان في المرتبة الثانية والثالثة بعد ألمانيا، حيث خطط يونكر أن تستقبل فرنسا 24031 لاجئاً وإسبانيا 14921 لاجئاً». وانتقد يونكر فرض رقابة على الحدود بسبب زيادة أعداد اللاجئين. وأشار إلى أن تدفق أشخاص إلى أوروبا بحثاً عن اللجوء لا يعد مطلقاً سبباً لعدم تنفيذ اتفاق شينغن. وقال إن «الحق في حرية التنقّل يعدّ إنجازاً لأوروبا لا يمكن المساس به. ولا يمكن المجازفة باتفاقية (شينغن) فقط لأن بعض الدول الأعضاء تخالف القواعد الأوروبية». وتستند الصحيفة في ذلك إلى حسابات رسمية تعتزم المفوضية الأوروبية عرضها 9 الجاري، ويعرض يونكر اقتراحه في هذا اليوم في البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، وينص الاقتراح على توزيع 120 ألف لاجئ على دول أخرى في الاتحاد، ووفقا لهذا الاقتراح، يتم تخفيف العبء عن اليونان وإيطاليا والمجر. ووفقا لتصريحات ناطقة باسم المفوضية، فإن «الاقتراح القديم للمفوضية الأوروبية الذي ينص على توزيع 40 ألف لاجئ من إيطاليا واليونان لا يزال سارياً». وفي لندن، يلقي اليوم، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خطاباً في افتتاح الدورة البرلمانية، يتوقع ان يعلن فيه قرار حكومته استقبال 10 آلاف لاجىء سوري على الأقل، من مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة لسورية. وذكرت شبكة «سكاي» الإخبارية أن «كاميرون سيلقي خطاباً امام نواب مجلس العموم ليكشف عن تفاصيل خطة نقل اللاجئين السوريين لبريطانيا». واوضحت ان «كاميرون يرغب ايضا في اتخاذ اجراءات استخباراتية وعسكرية ضد مهربي البشر». وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس أمس، كل أسقفية أوروبية إلى إيواء عائلة من المهاجرين، في بادرة على التضامن، قائلاً إن ذلك سيبدأ في الفاتيكان حيث يعيش. وأضاف بعد عظة الأحد المعتادة في الفاتيكان:أناشد الابرشيات والجماعات الدينية والأديرة والملاجىء في كل أوروبا أن تستضيف عائلة من اللاجئين. وتابع وسط تصفيق الحاضرين في ساحة القديس بطرس:«كل أسقفية وجماعة دينية ودير وملجأ في أوروبا يجب أن يؤوي أسرة واحدة». وذكر البابا أن«أبرشيتين في الفاتيكان ستستضيف كل منهما أسرة من اللاجئين خلال الأيام المقبلة». وفي مصر (الراي)، أعلن الجيش أمس، احباط محاولة هجرة غير شرعية ضمت 228 شخصاً، في ثلاثة مراكب صيد، في البحر المتوسط. وكتب الناطق باسم الجيش على صفحته على«فيسبوك»ان وحدات القوات البحرية المصرية ضبطت«3 بلنص (مركب صغير) صيد أثناء إبحارها أمام ساحل مدينة الإسكندرية، عليها 228 فرداً من جنسيات مختلفة، أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية خارج البلاد». واشار الى انه جرى ايضاً ضبط«17 فرداً من اطقم البلنصات الثلاثة». واقتادت البحرية المصرية المراكب الثلاثة وافراد طاقمها والركاب الى قاعدة الإسكندرية البحرية. ونشر الجيش صوراً لأفراد، معظمهم رجال افارقة، اثناء توقيفهم فوق قطعة بحرية عسكرية، واخرى في زورق بحري، وثالثة في منطقة برية، تبدو وكأنها مرسى سفن في ميناء. وفي قبرص، أعلنت السلطات، أمس، أن فرق الإنقاذ استجابت ليلة، أول من أمس، لنداء استغاثة من سفينة صيد تقطّعت بها السبل قبالة ساحل قبرص وعلى متنها 114 لاجئاً من سورية. وأفادت هيئة الإذاعة القبرصية بأن«جميع ركاب السفينة، وبينهم عدد من الأطفال، بخير». وأضافت أن«اللاجئين سيبقون في مركز في ميناء لارناكا»، مشيرة الى انه«تم إلقاء القبض على ثلاثة من مهربي البشر». وقال السوريون إنهم دفعوا 4 آلاف دولار عن كل منهم، لاجتياز رحلة من بلادهم التي مزقتها الحرب إلى إيطاليا. وفي اليونان، استخدمت الشرطة، أول من أمس، في جزيرة لسبوس، الهراوات لتفريق نحو 500 مهاجر، حاولوا استقلال عبّارة مبحرة إلى ميناء بيرايوس قرب أثينا. وأفادت الشرطة بأن«المهاجرين - الذين أصيب عدد منهم خلال الاشتباكات - لم يكن لديهم الوثائق اللازمة لمغادرة لسبوس على متن العباّرة التي كانت تحمل 1700 شخص على متنها». وافترش مئات المهاجرين شوارع مدينة مايتيليني عاصمة لسبوس، حيث انتهى بهم المطاف بعد رحلة خطيرة عبر تركيا. يشار إلى أن جزيرة لسبوس اليونانية الواقعة شرق بحر إيجة تمثّل البوابة الرئيسة لأوروبا بالنسبة لعشرات الآلاف من المهاجرين،ومعظمهم سوريون، الذين يفرون من الحرب في بلادهم. وفي ألمانيا، تظاهر يمينيون متطرّفون في مدينة دورتموند، أول من أمس، قرب محطة القطار الرئيسة اعتراضاً على وصول طالبي لجوء إلى المدينة. يكسبون الملايين في نشاط أكثر ربحاً من الأسلحة والمخدرات عدو أوروبا جيش من 30 ألف مهرّب لاجئين بروكسيل - أ ف ب - في أعقاب الصدمة الناجمة عن صور الطفل السوري إيلان الكردي، الذي مات غرقاً، وعثر على جثته على رمال شاطئ تركي، وضعت السلطات الاوروبية في رأس اولوياتها هدفاً يقضي بمحاربة جيش من 30 ألف مهرب، تشتبه في انهم يتاجرون بالبشر. وقال المسؤول عن مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في اطار المكتب الاوروبي للشرطة «يوروبول» روبرت كريبينكو: «هذه اولويتنا بالتأكيد، ليس من قبل (اليوروبول) فقط، بل على صعيد جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي». وأضاف أن «الاتجار بالبشر لا يشكّل خطراً كبيراً على الراغبين في الهجرة فقط، بل يمثّل تحدّياً كبيراً لجميع الدول الاعضاء ايضاً، سواء على الصعيد الانساني او الامني». وفي يوليو الماضي، اطلق الاتحاد الاوروبي عملية واسعة النطاق لمكافحة المهربين في البحر المتوسط، وجمع في البداية معلومات، قبل ان يستعد للتحرك عسكرياً، في الاسابيع المقبلة من حيث المبدأ، لاعتراض سفن المهربين قبالة السواحل الليبية. وحددت السلطات الاوروبية منذ مارس الماضي، مجموعة دولية قوامها «30 ألف مشتبه فيه» في كل انحاء اوروبا، ينشط 3 آلاف منهم في البحر المتوسط، وينتمي بعضهم الى بلدان ليست اعضاء في الاتحاد الاوروبي، يتبادل «اليوروبول» معها المعلومات، كما قال كريبينكو. وتابع ان «هؤلاء المهربين من مختلف الجنسيات والاديان يضعون خلافاتهم جانباً، من اجل التعاون في شأن كل حالة على حدة، حسب الحاجات، وحيث يمكنهم ان يكسبوا المال». ومثال ذلك الشبكة التي كشفت في اليونان وكانت تضم 16 مهرباً،هم رومانيان ومصريان وباكستانيان و7 سوريين وهندي وفيليبيني وعراقي. وهؤلاء المهربون الذين كسبوا خلال بضعة اشهر نحو 7.5 مليون يورو، كانوا يوصلون الى اوروبا سوريين، من خلال تهريبهم بأوراق مزوَّرة، من تركيا الى اليونان، سواء عبر طرق بحرية أوجوية او برية. واكدت الناطقة باسم الوكالة الاوروبية لمراقبة الحدود «فرونتكس» إيزابيلا كوبر، ان الاتجار بالبشر، الذي يشبه احيانا الاستعباد الجنسي والاستغلال في وظائف بأجور زهيدة، هو «التجارة الاكثر ربحاً على ما يبدو» من كل الانشطة الإجرامية، ويتخطّى حتى تجارة الاسلحة وتجارة المخدرات. وتفيد شهادات تسلمتها«فرونتكس»، ان بعض المهربين ارغموا مهاجرين على الصعود الى زوارق قديمة، مهددين اياهم بالمسدسات، بعدما ادرك هؤلاء خطورة الإبحار على متنها، كما ذكرت كوبر، التي خلصت الى القول ان ليبيا هي«منجم ذهب للمهرّبين» لأنه لا وجود فعلاً للقانون فيها.
مشاركة :