انـــتـــشرت التــعليــقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الفلسطينيين تهكماً يندرج في إطار السخرية السوداء من أغنية بثها تلفزيون فلسطين الرسمي في عنوان «ازرع زيتون... ازرع ليمون... ازرع تفاح»، وسماها نشطاء وإعلاميون «أغنية التفاح»، وذلك بعدما أثارت حفيظتهم لأنها تدعو إلى مقاومة سلمية للاحتلال «بدون سلاح»، وأنه بزراعة التفاح وغيره، يمكن مقاومة الاستيطان العنصري وسياسات الاحتلال في مصادرة الأراضي، مع أن البعض كان لهم مواقف مختلفة. وانتشرت صورة لتفاحة على شكل قنبلة يدوية، وأخرى تحمل تعليقاً كاريكاتورياً مفاده: «القبة الحديد تتصدى لثلاث فواكه من نوع تفاح 1 وليمون 2 وزيتون 3»، لتكمل جملة من التعليقات الساخرة من الأغنية التي كتب كلماتها موسى الحافظ المعروف بـ «شيخ الزجالين الفلسطينيين»، وله الكثير من الأغاني الوطنية الرائجة، وخرجت بعد تصويرها بطريقة الفيديو كليب بصوت ابنه حافظ، وهو مطرب شعبي. ومن التعليقات الساخرة، ما كتبه أحد الشبان «إغلاق معبر إيرز (الفاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة) بعد ضبط أحد المسافرين وفي حوزته تفاحتان ونصف ليمونة ناشفة»، في حين قرر البعض محاكاة الأغنية بطريقة ساخرة مكتوبة أو مصورة منها ما كتبه أحدهم: «ازرع برقوق ازرع ملفوف ازرع دخان... ثلثين الشعب وزيادة وضعه خربان»، في تعبير عن الأوضاع المعيشية الصعبة في فلسطين. واستند بعض المدافعين عن الأغنية على صفحة في «فايسبوك» إلى قول للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جاء فيه: «فلسطين حاضرة العالم وسيدة الموقف... ما أعظم هذه الثورة، فإنها ليست بندقية، ولو كانت بندقية لكانت قاطعة طريق، ولكنها نبض شاعر، وريشة فنان، وقلم كاتب، ومبضع جراح، وإبرة لفتاة تُخيط قميص فدائييها»، مشددين على أن كلمات الأغنية «جسدت مراحل نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني وتطور ثورته»، بينما استهجن معارضون ما وصفوه بـ «تشويه أقوال الشهيد ياسر عرفات» الذي هو بريء مما نعتوه بـ «الغناء الهابط». وكان الحافظ نشر توضيحاً أزاله بعد وقت حول الأغنية لفت فيه إلى أنها جاءت بناء على طلب من الشهيد زياد أبو عين، وكان الوزير المسؤول عن متابعة ملف مقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان قبل استشهاده، حين كان يشارك في إحدى المسيرات السلمية ضد الاستيطان، ولم يكن بحوزتهم إلا الحجارة، وأن عبارة «من دون سلاح»، فسرت في شكل خاطئ، مؤكداً: «لم أقصد أنني ضد المقاومة بالسلاح، أنا مع المقاومة حتى الرمق الأخير، وحتى يعود كل شبر من بلادنا، وقد فهمت بغير معناها». يذكر أن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري كتب على صفحته في «فايسبوك»: «لا يحزنك ولا يخدش موالك الرائع مناكفة الشعار الهابط الذي يتعمد الإساءة إلى كل ما هو فلسطيني وجميل... نعشق توتة الدار لأبي عرب، وصوتك يصدح للزيتون والياسمين». ويتواصل الجدل الملتهب على «فايسبوك» حول أغـنيـــة «ازرع زيتون ازرع ليمون ازرع تــفاح»، أو كما سماها البعض «أغنية التفاح».
مشاركة :